Diego Simeone Atletico Madrid 2019-20Getty Images

هل يستفيد سيميوني من درس واتفورد؟

يحل أتلتيكو مدريد ضيفًا على ملعب "أنفيلد روود" مساء غد الأربعاء، لمواجهة صاحب الأرض ليفربول، في مباراة تحديد هوية المتأهل منهما لدور الثمانية لكأس دوري أبطال أوروبا، بعد فوز الهنود الحمر بهدف نظيف في ذهاب مدريد.

ويعرف التشولو دييجو سيميوني، أنه سيكون على موعد مغاير لمباراة الذهاب، ليس فقط لأنها أمام حامل اللقب أو أمام مدرب اسمه يورجن كلوب، بل أيضًا للأجواء الصاخبة المعروفة عن أصحاب شعار "لا تسير وحدك"، بالطاقة المتفجرة التي يصدرها الجمهور من مدرجات "الأنفيلد" للاعبين، على غرار ما حدث في ليلة ريمونتادا نصف نهائي النسخة الماضية أمام برشلونة، وغيرها من المواعيد المشابهة لسهرة الغد.

وأمر كهذا، سيجعل المدرب الأرجنتيني ورجاله بحاجة لمجهود وتركيز مضاعف، لتكرار ما حدث في ليلة "واندا متروبوليتانو"، بمنع ثلاثي الهجوم محمد صلاح، ساديو ماني وروبرتو فيرمينو من التواصل مع بعضهم البعض في الثلث الأخير من الملعب، لتكون المحصلة قريبة من مباراة الذهاب، التي لم يختبر خلالها يان أوبلاك ولو مرة واحدة على مدار الـ90 دقيقة.

وبالنظر إلى ما يملكه سيميوني، سنجد أنه يستطيع على أقل تقدير استنساخ ما فعله المدرب نايجل بيرسون في مباراة واتفورد الشهيرة، بترك متصدر البريميرليج يفعل كل شيء في الملعب، لكن في حدود 60 متر فقط، وبمجرد وصول الكرة إلى الثلث الأخير، تظهر المثلثات والمربعات البشرية على الحائز على الكرة وأقرب زميل له، وهو ما حرم كلوب من سلاح الاستفادة من الظهيرين ألكسندر أرنولد وأندي روبرتسون، بمواجهة الاثنين من الأمام وعدم منحهما رفاهية القدوم من الخلف إلى الأمام بشكل مفاجئ.

في وجود لاعبين بذكاء وقوة بارتي، كوكي وعودة ليمار بجانب لودي و سيمي فرسالجكو وسافيتش وباقي المدافعين، لن تكون مهمة ظهيري الريدز في الوصول للبقع السحرية على الأطراف مفروشة بالورود، ناهيك عن تميز المنافس العاصمي الإسباني في تعامله مع الكرات الثابتة، سواء في حالات الدفاع أو الهجوم، إذ تعتبر إحدى أهم أسلحة سيميوني في هكذا مواعيد، تمامًا كما يلجأ لها يورجن بالاعتماد على برج المراقبة الهولندي فيرجيل فان دايك.

روبرتسون: الحلم يقترب وهكذا سنقصي أتلتيكو مدريد

ومن الأمور التي يحتاج سيميوني استغلالها كما استغلها مدرب واتفورد، اللعب على وتر الثقة الزائدة للاعبي ليفربول بعد ضمان الفوز بلقب البريميرليج، إذ أنه منذ عودة الفريق من عطلة فبراير الشتوية، وأموره لا تسير على ما يرام، ويظهر ذلك بوضوح في انخفاض النسق الجماعي مع هبوط مستوى بعض العناصر، وتأثر الفريق ببعض الإصابات، آخرها جوردان هيندرسون، الذي ترك فراغًا كبيرًا على دائرة المنتصف.

أضف إلى كل ما سبق، انتكاسة غياب أليسون، لتأثيره الكبير على نتائج ليفربول في مثل هذه المباريات، ووضح الفارق الهائل بينه وبين أدريان في مباراة بورنموث، بظهور الأخير بصورة غير مطمئنة بالنسبة للمشجعين قبل قمة الأربعاء، وما يميز سميوني عن بيرسون، أنه يعرف من أين تؤكل الكتف، باعتياده على تحقيق نتائج جيدة في كبرى ملاعب أوروبا بما فيها "سانتياجو بيرنابيو"، "كامب نو"، آليانز آرينا" وغيرها من القلاع الحصينة .. والسؤال الآن .. هل سيظهر نفس شخصية الفريق الكبير التي يقارع بها عمالقة القارة على ملاعبهم في اختبار "الأنفيلد"؟ أم سيواجه مصير برشلونة ومن قبله ريال مدريد على نفس الملعب؟

إعلان