كثيرة هي الأهداف في عالم كرة القدم، لكن يبقى منها ما يعلق بالأذهان، رافضًا أن يفارقها، ولمَ لا وهي الأهداف التاريخية، التي تتناقلها الأجيال بينها وبين بعض رغم مرور السنوات.
النسخة العربية من "جول GOAL" يطلق سلسلة جديدة عن مجموعة من الأهداف الخالدة في تاريخ الكرة المصرية، لنسترجع سويًا تفاصيلها..
اقرأ أيضًا .. هدف خالد | عندما أذاق عماد متعب الجماهير المصرية "العسل الأسود"
في حلقة الليلة نعود بكم إلى الوراء 14 عامًا، وتحديدًا إلى يوم 7 فبراير 2006، حيث استاد القاهرة الدولي، الذي يستضيف مواجهة مصر أمام السنغال، في قبل نهائي كأس أمم إفريقيا 2006.
اقتربنا من الدخول في العشر دقائق الأخيرة، لكن النتيجة تعادل إيجابي 1-1، والأمور تزداد صعوبة، الفراعنة تقدموا أولًا في الدقيقة 36 بهدف القائد أحمد حسن من ضربة جزاء، لكن السنغاليون عادوا في الدقيقة 51 وأدركوا التعادل بهدف مامادو نيانج.
في الدقيقة 78 من عمر المباراة، قرر المعلم حسن شحاتة؛ المدير الفني لمصر، التدخل لإنقاذ الموقف، إذ قرر الدفع بعمرو زكي وخروج أحمد حسام "ميدو"، لتشتعل أولى الأزمات على الملأ في كتيبة المعلم على مدار تاريخه.
ميدو لم يتقبل التغيير، في واقعة شهيرة تناقلتها صحف العالم، المحترف المصري في الدوري الإنجليزي يعترض بطريقة مخزية على مدربه، مرددًا: "ليه؟!، ليه؟!، كل مرة أنا؟!"، فما كان من شحاتة إلا بالانفعال عليه مطالبًا إياه بالخروج سريعًا، وتدخل حسام حسن؛ مهاجم الفراعنة آنذاك، لفض المشاجرة، وبالفعل نجح في تهدئة المهاجم.
ثلاث دقائق فقط، استغرقها عمرو زكي، كي يمنح بطاقة التأهل للنهائي لمصر، ففي الدقيقة 81 أرسل محمد أبو تريكة عرضية من الجهة اليمنى إلى منطقة الجزاء، حولها البديل برأسية في الشباك، ليردد المعلم: "أنا صح، أنا صح".
بعد سنوات من الواقعة، تحدث عنها عماد متعب؛ مهاجم المنتخب آنذاك، قائلًا: "ميدو كان يشعل بالاضطهاد من حسن شحاتة، دائمًا يعتقد أنه سيخرجه في كل مباراة، ويتركني أنا وعمرو زكي، لذلك انفعل بشدة في تلك المباراة، لكنها كانت مجرد نرفزة ملعب، وإذا عاد الزمن للوراء لن يفعل ذلك مجددًا".
هذه الواقعة، دفعت المعلم لاستبعاد ميدو من لقاء النهائي أمام كوت ديفوار، فقط سمح له بالاحتفال واستلام الميدالية بعد نهاية المباراة، لكنه استبعده من البطولة الإفريقية في عام 2010، وظل الخلاف بينهما لسنوات، قبل أن يتقابلا وجهًا لوجه كمدربين في الدوري المصري الممتاز، ويقبل ميدو رأس شحاتة، لتنتهي الأزمة علنًا كما بدأت علنًا.