Lionel Messi Barcelona Sergio Ramos Real Madrid 2020-21Getty / Goal composite

ميسي وراموس وهالاند ومبابي .. عن ضحايا أزمة الرواتب في ريال مدريد وبرشلونة

ليس هناك أي معلومة جديدة في أن نخبرك أن هناك ناديًا يعاني من أزمة اقتصادية وفقًا لتوابع فيروس كورونا، ولكن فيما يخص ريال مدريد وبرشلونة لدينا بعض الإضافات حول الأسباب والتوابع والتفسيرات وما ينتظرانه في الأشهر المقبلة.

لكي تقف على صلب الأزمة ولا تضعها ضمن أي أزمات اقتصادية يعاني منها أي نادٍ في العالم بسبب فيروس كورونا، فالأرقام ستكون كافية بالنسبة لك لتعرف أن قطبي الكرة الإسبانية لديهما مشكلة أخرى. 

وفقا لموقع "Safe Betting Sites" فإن برشلونة يأتي في صدارة الأندية الأكثر إنفاقًا للرواتب حول العالم، وبالطبع لا تحتاج أن أخبرك من يأتي في المركز الثاني؛ بالضبط كما جاء في ذهنك الآن، ريال مدريد.

بنظرة تفصيلية أكثر، يبلغ متوسط رواتب لاعبي برشلونة 12.28 مليون دولار للموسم الواحد، وذلك بعد أن حقق النادي الكتالوني عائدات قياسية بلغت نحو 960 مليون دولار في موسم (2018-2019).

أما ريال مدريد فجاء في المركز الثاني على مستوى ترتيب  القائمة بمتوسط رواتب وصل إلى 11.15 مليون دولار، ثم في المركز الثالث يأتي يوفنتوس  بمتوسط رواتب  ​​10.11 ملايين دولار.

بقية الأندية حول العالم لا تقارن بالثلاثي وذلك لأن برشلونة وريال مدريد ويوفنتوس هم الأندية الأوروبية الثلاثة الوحيدة التي يبلغ متوسط ​​راتب اللاعب السنوي بهم أكثر من 10 ملايين دولار.

Ronaldo Messi RamosGetty

بالنسبة للنادي الكتالوني أولًا، فبرشلونة يُعاني أزمة اقتصادية ضخمة منذ تفشي فيروس كورونا، وتشير الأرقام المبدئية إلى خسائر بنحو 120 إلى 140 مليون يورو في الأشهر الماضية، الأمر الذي عصف بإدارة الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو.

كما أن سقف رواتب وصل إلى ذروته، الأمر الذي نتج عنه العجز عن إبرام صفقات جديدة في الصيف الماضي وكذلك التخلي عن بعض اللاعبين بصورة شبه مجانية فقط للتخلص من أعباء الراتب.

في برشلونة، فبنهاية شهر نوفمبر الماضي أصدر النادي الكتالوني بيانًا رسميًا أعلن فيه عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع اللاعبين لتخفيض رواتبهم في الفترة المقبلة.

وبحسب بيان برشلونة فإن الاتفاق بين الإدارة واللاعبين كان على تأجيل حوالي 122 مليون يورو، على أن يتم دفعهم خلال ثلاث سنوات، الأمر الذي يضطر إليه برشلونة من أجل الابتعاد عن أزمات الإفلاس التي تبدو بعيدة بالطبع ولكن طرحها يؤكد بكل تأكيد أن الوضع الاقتصادي ليس على ما يرام.

أما فيما يخص العاصمة الإسبانية فالأمور ليست أفضل بكثير، حيث أن النادي الملكي قد وضع شروطًا من أجل تجديد عقود لاعبيه تقضي بتخفيض الأجور بنسبة 10% من أجل تقليص ميزانية الرواتب في ظل تراجع المداخيل والتهديد بخسائر أكبر مع تفشي الموجة الثانية للوباء.

إدارة الميرينجي حاولت أن تطرح فكرة التخفيض في الأيام الأخيرة من العام الماضي بعد تواصل فيروس كورونا في التفشي بموجته الثانية والتي ستؤجل بالطبع أي حديث عن عودة الجماهير واستعادة اللعبة لعافيتها. 

في البداية كان رأي أغلبية اللاعبين في البداية كانت بالرفض، ثم انقلبت الأمور وحلّ القبول داخل غرف خلع ملابس سانتياجو برنابيو، وتم الموافقة على تخفيض الرواتب ولكن وفقًا للعقود القديمة، أما مسألة تخفيضها في العقود الجديدة فهي التي تلقى اعتراضًا.

لاعبو ريال مدريد اتفقوا على تخفيض رواتبهم بنسبة 12% إذا عادت المنافسات، بينما 20% في حالة أن تقرر إنهاء الموسم بصورة كاملة، ولكن في الوقت الذي ناقش فيه ريال مدريد تجديد عقود الثلاثي سيرخيو راموس ولوكا مودريتش ولوكاس فاسكيز في وقت واحد، إلا أن مواقفهم لا تبدو مشابهة على الإطلاق. 

بالنسبة لمودريتش فقد منح اللاعب الكرواتي موافقة مبدئية على شروط ريال مدريد وأعطى الضوء الأخضر على العقد الجديد، ولكن سيرخيو راموس ولوكاس فاسكيز لا يوافقان على ذلك.

ريال مدريد يريد وضع خطوط عريضة في هذه المسألة لأنه في وقت قريب سيضطر إلى مناقشة تجديد عقود عدد من لاعبيه المهمين والذين تنتهي عقودهم بنهاية موسم 2022.

خلاصة الأمر فيما يخص ريال مدريد والمواقف التي حدثت مع لاعبين يعدون من الحوائط الرئيسية بالنادي الملكي فإن الأزمة الخاصة بالرواتب ستجبر الفريقين على السير في مسارات لا يحبونها، كيف لا وأنت تتحدث عن فقدان قائديهما المحتمل بعد نهاية عقديهما بنهاية الموسم الحالي؟ 

ليونيل ميسي ينتهي عقده مع الفريق الكتالوني بنهاية الموسم الحالي وقائد ريال مدريد سيرخيو راموس نفس الأمر، وأن تُجبر الظروف الاقتصادية والرغبة في توفير النفقات الناديين على التخلص من ميسي وراموس فهذا بالطبع مسار لا يود أحدهما السير فيه. 

المسار الثاني الذي سيكون إجبارًا أيضًا هو ما يتعلق بموسم الانتقالات الصيفية المقبلة والتعاقدات التي يحتاجها كل فريق من أجل تعزيز صفوفه، تلك التي لن تكون سهلة في ظل عدم قدرتهما على التكفل بنفقات من هم موجودون بالفعل. 

Kylian Mbappe Erling Haaland PSG Dortmund GFXGetty/Goal

رغبة ريال مدريد في ضم كيليان مبابي مثلًا، ورغبة الثنائي في ضم إرلينج هالاند تعاني من الأمر ذاته، وأي اسم كبير يرتبط بالفريقين في الوقت الحالي والخطط طويلة الأمد التي كانت مُعدة سلفًا لا يمكن التعامل معها كما كان الحال قبل 12 شهرًا فقط. 

نيمار لراموس : لو انتقلت لباريس سان جيرمان سأجدد عقدي أنا ومبابي

أنت هنا لا تتحدث فقط عن توفير للنفقات، بل تغيير كامل للخطط وتهديد للاستقرار المالي على المدى الطويل وظهور تقارير تتحدث عن احتمالية إفلاس حتى وإن كانت بعيدة عن التحقق وعارية من الصحة.

ولكن حضور الفرضية لأكبر أندية العالم فقط يمنحك فكرة عن صعوبة الوضع، وإن لم تمنحك شيئًا فتخيل أن ريال مدريد سيترك راموس يرحل مجانًا بينما سيودع برشلونة ميسي مجانًا أيضًا، ربما حينها تشعر أن الموضوع وصل إلى حد الكارثة بالفعل وأنها ليست مجرد مبالغات صحفية أو جماهيرية.

إعلان