لن تُسفر موقعة برشلونة وليفربول في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في تحديد المتأهل لنهائي أمجد المسابقات القارية في القارة العجوز فحسب، بل ستُساهم أيضًا في تحديد هوية المتوج بجائزة الكرة الذهبية لهذا العام.
للتأكيد على ذلك يجب الإشارة إلى أن المتوج بالجائزة الفردية الأفضل في عالم كرة القدم على مدار السنوات الخمس الماضية، وصل على الأقل مع فريقه لنهائي دوري أبطال أوروبا، وبنسبة كبيرة سيكون العام الحالي على نفس المنوال.
في حين أن جُل الترشيحات تصب في صالح ليونيل ميسي لتحقيق الجائزة للمرة السادسة في تاريخه وفض الشراكة مع كريستيانو رونالدو، لكن إن تمكن قلب دفاع ليفربول، فيرجيل فان دايك من إيقافه فقد يحظى هو بالفرصة الأكبر لنيل الجائزة.
منذ أن توج بها فابيو كانافارو في عام 2006 بعد قيادته للمنتخب الإيطالي لنيل كأس العالم، لم ينجح أي مدافع في رفع الجائزة المرموقة.
لكن إذا كان كانافارو صخرة دفاع إيطاليا قبل 13 عامًا، فقد كان فان دايك جبلًا في دفاع ليفربول هذا الموسم.
Getty/Goalويلعب فان دايك دورًا محوريًا في المنافسة المحتدمة التي يخوضها فريقه مع مانشستر سيتي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وقد توج بناء على ما قدمه بجائزة لاعب العام في إنجلترا، كأول مدافع يحصل على تلك الجائزة منذ أن توج بها جون تيري في عام 2005.
وقال يورجن كلوب في حديث مع سكاي سبورتس عندما سئل عن فان دايك «إذا قمت بدفع مبالغ مثل الذي دفعناه في لاعب، فيجب أن تكون مقتنعًا بإمكانياته، مقتنعًا بنسبة 100%، ونحن كنا مقتنعون به. إنه لاعب مختلف عن اللاعب الذي كان في ساوثامبتون».
صحيح أن هجوم ليفربول الناري بقيادة الثلاثي «صلاح، فيرمينو، ماني» كان حاسمًا في الثلث الأخير، إلا آن ما قدمه فان دايك في الخط الخلفي، هو ما أبقى ليفربول «يتنفس تحت عنق مانشستر سيتي» في سباق اللقب.
يعود الفضل إلى فان دايك، كان في أوج مستوياته، ومعه لم تهتز شباك ليفربول سوى 20 مرة في 36 مباراة، بعد أن اهتزت 42 مرة قبل وصوله.
ولا يجب النظر للأرقام فقط للتأكيد على مدى الإضافة التي قدمها فان دايك، فهناك شيء آخر لا توضحه الأرقام، ألا وهو شخصيته وقيادته للفريق بشكل رائع. كأنه شرب من نهر ميرسيسايد!
مدافع ليفربول السابق دانييل آجير، أوضح تلك النقطة حين قال لموقع ليفربول في مارس الماضي «من الواضح أنه لاعب رائع، لكنه في الوقت نفسه يمتلك شخصية جيدة وصفات قيادية. جميع فرق كرة القدم بحاجة إلى قادة، وبدونهم لن يكون لديهم الاتساق المطلوب للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي».
سيكون فان دايك أمام الأختبار الأكثر صعوبة ربما في مسيرته عندما يواجه برشلونة وليونيل ميسي، وإن كان الأخير هو أفضل مراوغ في دوري أبطال أوروبا، فالمدافع الهولندي الصلد لم ينجح أي لاعب في مراوغته في نفس البطولة.
ويُدرك فان دايك نفسه حجم المهمة المنتظرة، فعلق قائلاً «ليس لدي أي فكرة عن الطريقة التي سنوقفه بها!».
وتابع «ميسي في اعتقادي هو أفضل لاعب في العالم، ستكون مباراة رائعة لنا جميعًا، المباراة تتعلق بنا معًا، إنها لا تخصني فقط ضد مهاجم معين. نحن دائمًا ضد الجميع، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن ندافع بها بشكل جيد».
واعتبر أسطورة كرة القدم البرازيلية ريفالدو الشهر الماضي أن ميسي يستحق نيل الكرة الذهبية حتى لو لم يفز بدوري أبطال اوروبا.
لكن وفقًا لتاريخ الجائزة في السنوات الأخيرة، فإن نجاح فان دايك في إيقاف ميسي وإخراجه من دوري الأبطال، قد يُعزز من حظوظه في أن يجلس هو على عرش الأفضل في كرة القدم هذا العام.