عقب نجاح الزمالك في استعادة لقب الدوري المصري 2014/2015 للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، جمعني حديث مع أحد الصحفيين الإنجليز، وأبدى إعجابه بباسم مرسي وقدراته البدنية والفنية الكبيرة، بل ورشحه للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن كيف انتهى به المطاف من هذا الحال ليصبح مهاجم يتصدق به نادي الزمالك على الأندية الأخرى بحسب وصف رئيس النادي في مداخلة هاتفية بالأمس؟!
هذه قصة صعود وهبوط من قيل في حقه يومًا ما بأنه مهاجم مصر الأول، فباسم وهو بسن الـ27 عامًا حاليًا كان يُفترض أن يكون في ذروة مسيرته، لكن تشعر وأن اللاعب بات على مشارف الاعتزال، عائدًا من حيث أتى، لصفوف الانتاج الحربي، على أمل إنقاذ ما يُمكن إنقاذه في مسيرته.
في موسمه الأول 2014/2015 قدم باسم مستويات خارقة، حيث سجل 22 هدفًا وصنع 6 في 48 مباراة في كافة المسابقات، وكان هدافًا للزمالك في الدوري الذي حققه، وبفضل هدفيه في مرمى الأهلي في نهائي كأس مصر، جمع الزمالك الثنائية في موسم تاريخي.
في الموسم الثاني 2015/2016 ظل باسم هو العنصر الفارق للزمالك فسجل 16 هدفًا وصنع 3 في 44 مباراة في جميع المسابقات، ومرة أخرى افتك الكأس من الأهلي النهائي بتوقيعه بهدفين من أصل 3.
مسار مسيرة باسم مرسي مع الزمالك
عقب ذلك الموسم بدا من الواضح أن مسيرة باسم آخذة في الهبوط، فانخفض انتاجه الهجومي لـ12 هدفًا وتمريرة حاسمة واحدة في موسمه الثالث 2016/2017، في 36 مباراة في مختلف البطولات.
وفي موسمه الأخير مع الزمالك 2017/2018 بدأ الانهيار الشامل لمسيرة باسم مرسي واكتفى بتسجيل 3 أهداف وصناعة 5 في 22 مباراة.
إجمالاً لعب باسم مرسي 152 مباراة بقميص الزمالك في مختلف البطولات وسجل 53 هدفًا وصنع 15، وحقق مع النادي الأبيض 5 بطولات.
عقب رحيله عن الزمالك الموسم الماضي 2018/2019، كان صفريًا بامتياز لباسم بصيامه عن التسجيل أو الصناعة في 11 مباراة مع ناديين سموحة (6 مباريات) ولاريسا اليوناني (5 مباريات)، ودخل في أزمة مع مدربه في سموحة حسام حسن، وبالتالي ضاع موسم في مسيرة اللاعب دون أي شيء.
سبب الانهيار

إن حملنا اللاعب فقط مسؤولية ما جرى له، فلن نكون منصفين، هو بالتأكيد يتحمل الجزء الأكبر بسبب عدم صونه لموهبته وافتعاله لبعض الأزمات، والتشبع الكروي المبكر.
من الناحية الفنية البحتة، امتاز باسم في فترات تألقه بأنه كان مهاجمًا رقم 9 كما يقول الكتاب، يضع نفسه في مواقف صعبة للتسجيل، يُقاتل على كل كرة، وعليكم تذكر هدفين أحرزهما في شباك الأهلي في نهائيي 2015، 2016 حين سجل من كرات ميتة تقريبًا فقد لأنه قرر التداخل والمشاركة والاحتكاك القوي.
فقد باسم هذه الميزة في موسمه الأخير، بات كسولاً واستسلم للمدافعين واعتمد على الالتحامات معهم فقط من مكان الثبات.
المهاجم الذي ورث مركزه كاسونجو، ورغم أنه لم يكن بنفس الشراسة الهجومية التي لدى باسم، لكنه كان متحركًا، يتحرك على القائم الأول والثاني عندما يتطلب الأمر.
في موسمه الأخير 2017/2018، حاول باسم مرسي استعادة الثقة في نفسه عندما انبرى لضربتي جزاء في مباراتين حاسمتين في الدوري أمام سموحة والأهلي على أمل التسجيل، لكنه أهدر الركلتين، لتسوء الأمور أكثر ويفقد ثقته في نفسه، وبالتالي فقد ثقة الجمهور، ونفاذ صبرهم.
لكن هناك أسباب عامة لا تخص باسم فقط، منها أن الزمالك كان أرض رخوة بالنسبة للكثير من اللاعبين بسبب كثرة تغييرات اللاعبين خاصة بعد رحيل جوسفالدو فيريرا، ولم ينجح باسم في التأقلم مع بعض اللاعبين.

ضف على ذلك أن باسم مرسي ليس بالمهاجم الحركي، بل قوته في الصندوق، وفي آخر موسمين له افتقد الزمالك للكثافة الهجومية في منطقة الجزاء وبات سهلاً على المدافعين رقابة باسم مرسي الوحيد في منطقة الجزاء.
لم يستطع باسم محاولة تغيير أسلوب لعبه، ظل فقط يُحاول لعب دور مُنهي الهجمات، ينتظر الكرات التي لا تصل أصلاً.
بالنسبة للأسباب الانضباطية، فباسم كان يضع نفسه في أزمات غير مبررة، منها على سبيل المثال إنهاء بيده مسيرته الدولية مع المنتخب المصري وهي في بدايتها، رغم أنها كانت واعدة حيث سجل 7 أهداف في 10 مباريات وهو معدل جيد، لكنه دخل في مشاكل مع المدرب السابق هيكتور كوبر، وخرج من حسابات المنتخب.

