Saud Abdulhamid - ittihad 2021epa

من النفيسة إلى سعود عبد الحميد .. هكذا قضى المال على الانتماء

نعيش حاليًا فترة سوق الانتقالات في الدوري السعودي، الموسم الذي قد يُوصف بأنه موسم "بيع الحب" من جانب اللاعبين لجماهير الأندية، ذلك بالكلمات العاطفية والابتسامات العظيمة .. لكن رجاءً، لا تُخدعوا مجددًا، فلا انتماء حاليًا إلا للمال.

في ثمانينات القرن الماضي رفض النجم شايع النفيسة الأموال الطائلة المقدمة له من الهلال والنصر والاتحاد وفضل البقاء مع ناديه الكوكب، وهناك الكثيرون مثله، كان وقتها الانتماء للنادي والقميص حقيقيًا .. كانت كلمات الحب نقية ومن القلب مباشرة دون أن تمر على العقل أو وكيل أعمال يُعدها لخداع الجماهير.

نعيش حاليًا زمن أن نرى اللاعب يُقبل القميص عشرات المرات ويُطلق مئات كلمات العشق للفريق وجماهيره .. وبعد عدة أشهر فقط نراه يضع شروطه لتجديد عقده، يطلب الملايين رغم علمه بوضع ناديه المالي جيدًا، وربما نراه يُوقع مع نادٍ آخر وبعدها بساعات يُقبل قميصًا جديدًا ويُخرج من فمه بعض كلمات العشق المخادعة المحفوظة.

جماهير الاتحاد باتت تعي هذه الحقيقة جيدًا، بعد مماطلة سعود عبد الحميد صاحب الـ22 عامًا في تجديد عقده، ووضعه الشروط الصعبة أمام ناديه الذي يُعاني وبحاجة لمن يقف بجانبه، والغريب أن الظهير الأيمن هو خريج الفئات السنية للعميد، أي أنه نشأ وترعرع بين جدرانه ومُطالب برد الدين وخدمة هذا النادي الذي ساعده ليكون نجمًا مهمًا في كرة القدم يتقاضى ملايين الريالات سنويًا.

سعود عبد الحميد وافق على تجديد عقده مع الاتحاد مؤخرًا، لكن بعدما وضع شروطه الكاملة ورضخ له الاتحاد، وكان من الممكن أن نراه بقميص جديد، أصفر على الأرجح، الموسم القادم حال لم يتم تنفيذ تلك الشروط.

جماهير الهلال والنصر والأهلي أيضًا يجب ألا تُخدع بكلمات الحب وتصريحات الولاء من النجوم الأجانب، وتحديدًا ماتيوس بيريرا وأندرسون تاليسكا وباولينيو، إذ كنا سابقًا قد شاهدنا هذا "الفيلم" مع أبطال آخرين مثل دجانيني تافاريس ومايكون بيريرا وغيرهم.

جميعنا نعلم أن المال بات المُحرك الحقيقي للاعب كرة القدم، أصبحت الأرقام التي تسبق كلمة ريال ودولار ويورو في عقده هي الدافع الأساسي لرفضه هذا الفريق وانضمامه لآخر، وبالتأكيد هي دافع جميع اللاعبين للعب في مناطق مثل الخليج العربي والصين وأمريكا.

وصراحة لا أجد مشكلة أبدًا في الاعتراف بهذا الأمر من جانب اللاعبين والتعامل معه دون مبالغة من جانب الأندية والجماهير، المشكلة الكبرى في أن نخدع أنفسنا بأنفسنا، وأن نكذب كذبة الحب والانتماء والعشق للقميص ونصدقها حتى نفيق على صدمة تلو صدمة، دعونا لا نبالغ ونتعامل مع كل شيء حسب حقيقته لا ما نحب رؤيته.

اللاعب أصبح في نهاية الأمر موظفًا بعقد رسمي، يُلبي ما عليه من واجبات وينال ما له من حقوق لفترة محددة مقابل مبلغ محدد .. هي مصلحة متبادلة يستفيد منها الطرفين، والأكيد أن توقف أي طرف عن الاستفادة ستعني نهاية تلك العلاقة.

نحن الجماهير علينا تقبل تلك الحقيقة وهذا الواقع، حقيقة المال وواقع المصلحة، الذي مسح كلمات مثل الحب والوفاء من قاموس علاقة لاعب كرة القدم مع فريقه، وإلا ستتوالى الصدمات .. اليوم سعود عبد الحميد وربما غدًا فهد المولد.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0