Agnelli Juventus Pirlo Cristiano RonaldoGetty/Goal Ar

معضلة يوفنتوس.. رحيل محتم لبيرلو "الساذج" والأزمة في خليفته!

رغم أن أندريا بيرلو حظيّ بثقة جماهير يوفنتوس وإدارته مطلع هذا الموسم، إلا أنه فشل في استغلال تلك الثقة على أتم وجه، وتحول الآن إلى أحد أكثر مدربي كرة القدم نبذًا من قبل الجماهير على إثر فشله الذريع في قيادة البيانكونيري حتى الآن.

بيرلو خرج من دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا على يد بورتو، والآن يبتعد عن صدارة الدوري الإيطالي بفارق عشر نقاط لصالح إنتر، ليصبح نادي السيدة العجوز قاب قوسين أو أدنى من خسارة درع الكالتشيو الذي هيّمن عليه في آخر تسع سنوات.

الأمل الوحيد لبيرلو من أجل إنقاذ موسمه هو تحقيق لقب كأس إيطاليا، عندما يلعب في النهائي مع أتالانتا جاسبريني، لكن يبقى السؤال حقًا، هل سيكون لقب الكوبا كافيًا لإقناع يوفنتوس وجماهيره وإدارته بجدوى استمرار أسطورة الكرة الإيطالية في منصب المدير الفني؟

الخبرة والشخصية

Andrea Pirlo Juventus BeneventoGetty

من أكثر ما عانى منه يوفنتوس هذا الموسم هو غياب الحلول، وبالأحرى مآساة شخصية الفريق، فمع بيرلو، لم يعد يوفنتوس فريقًا يسعى للعب كرة قدم هجومية مثيرة، وفي نفس الوقت لا يقدم أي مستويات دفاعية معتادة منه.

لم يستطع بيرلو أن يوجد شخصية واضحة المعالم ليوفنتوس، فتارة يلعب بثلاثي في قلب الدفاع ويقرر الاعتماد على بناء الكرة من الخلف، وتارة أخرى يلعب كرات طولية بالاعتماد على الثنائي ألفارو موراتا وكريستيانو رونالدو لتسلم الكرة.

وما بين عدم قدرته على إيجاد التوازن في منتصف الملعب، من خلال غياب التوليفة الأساسية وعدم استقراره على ثنائية بعينها، بات منتصف ميدان البيانكونيري مستباحًا بكل المقاييس.

افتقاد بيرلو إلى الخبرة في عالم التدريب دائمًا ما يظهر أيضًا في المباريات الكبرى، فالطريقة التي أدار بها مباراة إنتر في الدوري الإيطالي كانت أقل ما توصف بالكارثية، يوفي لم يصل إلى مرمى هاندانوفيتش ولو في فرصة واحدة بسان سيرو!

إلى جانب ذلك، كان يوفنتوس حملًا وديعًا أمام بورتو ذهابًا وإيابًا، الأمر وصل إلى درجة حنين الجماهير لماوريتسيو ساري، رغم أنه كان أول من وضع اليوفي على حافة الانهيار الموسم الماضي.

الواقع أن بيرلو يفتقد للخبرة في التعامل مع اللاعبين والمواقف المختلفة من جهة، ويفتقد إلى الشخصية الفنية من جهة أخرى، فهو لم يستقر إذا ما كان حقًا يريد أن يصنف كمدرب هجومي أم تكتيكي دفاعي أو متوازن بين الطريقتين.

في النهاية، بات الضحية هو يوفنتوس..

الرحيل هو الحل المنطقي

Pirlo Cagliari Juventus Serie AGetty

البعض قد ينظر إلى الاستقرار الفني باعتباره الأداة الأساسية للنجاح، لكن حالة وحيدة فقط من تجعل هذه الفكرة حقيقية، وهي أن يمنح المدرب بعض اللقطات التي تشير إلى أنه فقط في حاجة إلى المزيد من الوقت والفرص.

هل فعلها بيرلو حتى الآن؟ الإجابة قطعًا لا، فيوفنتوس فريق قائم على الفرديات، تارة يتألق كييزا، وتارة أخرى يتعملق رونالدو، من دون آثار أفكار هجومية حقيقية أو حتى تنظيم دفاعي يقي الفريق شر هجمات المنافس.

الضغوطات في يوفنتوس تحول دائمًا دون الصبر على تجربة مثل بيرلو طويلًا، وتحديدًا الآن خصوصًا مع تطور إنتر وميلان في الفترة الأخيرة، وهو ما يزيد من أهمية وجود مدرب صاحب خبرة أو على الأقل شخصية فنية لقيادة مشروع اليوفي.

بناء على ما سبق، فإن الاختيار الأفضل لجميع الأطراف هو رحيل بيرلو، فاستمراره لموسم ثاني حتى ولو ببعض التدعيمات لا يبشر أبدًا بنجاحات للبيانكونيري، أو حتى نجاح لمسيرة بيرلو التدريبية، بل إنها قد تُحطم تمامًا بموسم جديد فاشل.

ناهيك عن تطور الخصوم محليًا، لا يبدو أبدًا أن بيرلو هو الرجل المناسب لتحقيق حلم دوري أبطال أوروبا ليوفنتوس، وهكذا تصير فكرة بقائه هي أول خطوة للعودة إلى الخلف كثيرًا لليوفي بكل المقاييس.

من البديل؟

Allegri Zidane split picGetty/Goal

في الواقع تصعب الإجابة كثيرًا على هذا التساؤل، إدارة يوفنتوس بعد إقالة أليجري ذهبت إلى الحل السهل وهو جلب ساري صاحب الخبرة في إيطاليا وملك الكرة الممتعة ومع ذلك فشل فشلًا ذريعًا، ثم توجهت للمغامرة بمدرب شاب وتجربة جديدة فلم تختلف كثيرًا عن سابقتها.

هل يلجأ يوفنتوس هذه المرة إلى الحل السهل؟ والحديث هنا عن إعادة ماسيميليانو أليجري إلى مدينة تورينو ثانيةً خصوصًا وبعدما ألمح المدرب لاستعداده لتلك الخطوة، أم تجربة جديدة أيضًا؟

الحقيقة أن آخر مواسم أليجري في يوفنتوس لم تكن جيدة بأي حال من الأحوال، وكان الوضع مماثلًا بشدة لموسم ساري وبيرلو مع قليل من الأفضلية لخبرة أليجري، وهذا ما يطرح تساؤل، هل حقًا أليجري لديه الجديد ليقدمه في أليانز ستاديوم؟

من جهة أخرى، يبدو أن خيار التعاقد مع زين الدين زيدان هو المثالي، فقد أثبت المدرب الفرنسي دومًا قدرته على جلب دوري أبطال أوروبا، حتى وإن كان ليس الرجل المثالي للسيطرة المحلية رغم تحقيقه للقبين دوري إسباني مع ريال مدريد.

لكن السؤال الآخر، هل يترك زيدان ريال مدريد؟ لا يمكن الإجابة الآن أبدًا، ولكن إذا ما بقيّ، ما هي التجربة الأخرى غيره وغير أليجري الموجودة على طاولة يوفنتوس؟

ما بين التعاقد مع ناجح آخر في إيطاليا في تكرار ولو بصورة أفضل لتجربة ساري، والحديث هنا عن جاسبريني، أو النظر إلى تجربة مدرب من خارج إيطاليا، قد يكون مثلًا يواخيم لوف أو أحد العمالقة في الدوري الإنجليزي ممن سيتركون فرقهم الفترة المقبلة، وهي خطوة خطيرة لن تقل عن خطورة تجربة بيرلو.

ختامًا، وضع يوفنتوس حقًا صعب، استمرار بيرلو ليس الخيار الأصوب أبدًا، والتفكير في خليفته يظل أمرًا صعبًا بالنظر إلى الوضع الراهن، وإن كان زيدان يظل الاختيار الأمثل للمرحلة مما سبق ذكره.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0