يستعد ملعب أنفيلد لواحدة من أهم المواجهات وأشرسها في الدوري الإنجليزي، ليس في الموسم الحالي فقط، بل ربما في تاريخ البطولة بشكل عام.
الكلاسيكو يعود من جديد في أقوى صوره، مواجهة ليفربول ومانشستر يونايتد أصبحت مهمة من جديد، بعدما فقدت بريقها على مدار السنوات الماضية.
مانشستر في المركز الأول عن جدارة، بعد سلسلة من النتائج الإيجابية للفريق تحت قيادة المدرب النرويجي أولي جونار سولشاير، الذي نجح أخيرًا في إخراج أفضل ما عند لاعبيه.
وعلى الجانب الآخر ليفربول الذي يعاني من كل الجهات، أزمات دفاعية وإصابات، وكذلك مشكلة هجومية بسبب انخفاض مستوى ساديو ماني وروبيرتو فيرمينو.




الأمور كلها تشير إلى المباراة الأهم والأقوى بين الفريقين منذ عقود بسبب العديد من العوامل..
فرصة يونايتد
Getty Imagesمنذ رحيل السير أليكس فيرجسون عن قلعة الشياطين الحمر في 2013 واعتزاله التدريب، غاب الشياطين الحمر تمامًا عن الصورة رغم تغييره العديد من المدربين طمحًا في المنافسة.
بداية من ديفيد مويس وحتى المدرب السابق جوزيه مورينيو، لم يقترب الفريق أبدًا بهذه الصورة من المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي مثل الموسم الحالي.
احتلال يونايتد صدارة الدوري في منتصف يناير، ظاهرة لم يتوقعها أي شخص منذ بداية الموسم، لأن الجميع اعتقد أن الفجوة ما زالت كبيرة مع مانشستر سيتي وليفربول.
حالة التخبط التي مر بها سيتي وكذلك ليفربول، أدت إلى الوضع الحالي الذي استفاد منه يونايتد أكثر من أي منافس آخر، الأمر ليس مجرد صدفة أو حظ ولكن عن استحقاق.
مانشستر نفسه تعرض لهزة عنيفة في بداية الموسم، بالخسارة 6/1 أمام توتنهام وبعدها السقوط ضد آرسنال على ملعب أولد ترافورد، ولكنه نجح في التعافي بأفضل صورة ممكنة.
الفرصة ربما لن تتكرر بهذه الطريقة، ولن تجتمع كل الظروف لمساعدة يونايتد بهذا الشكل مثلما يحدث الموسم الحالي، لذلك الفوز على الريدز في أنفيلد سيعني الانطلاقة الحقيقية للفوز باللقب.
كلوب وحرب التصريحات
Getty Imagesالمدرب الألماني يورجن كلوب خرج مؤخرًا في حرب للتصريحات مع أولي سولشاير، بسبب حصول مانشستر يونايتد على عدد كبير من ركلات الجزاء.
الألماني تعجب كثيرًا من عدد الركلات تحت قيادة النرويجي، ليخرج الأخير لمهاجمة كلوب والرد عليه واتهامه بمحاولة التأثير على الحكام.
ولذلك سيكون من المثير مشاهدة الثنائي، في معركة حاسمة داخل الملعب وليس خارجه، نحو إثبات الذات، وإظهار من هو الطرف الأقوى للجميع.
كلوب قال في المؤتمر الصحفي للمباراة:"أنا لست السير أليكس فيرجسون، لا ألعب الألعاب الذهنية، سُئلت مباشرةً بعد مباراة ساوثامبتون ولم أفكر ولو لدقيقة واحدة في مباراة مانشستر يونايتد، لقد رأيت فقط الإحصائيات المتعلقة بركلات الجزاء قبل مباراة ساوثامبتون، هذا كل ما في الأمر".
سولشاير كذلك أعلن التحدي بعد كل هذه المناوشات، لتصبح المواجهة حماسية، ليس بسبب التاريخ فقط، ولكن من أجل الحاضر والمستقبل.
قمة إثبات الذات
Getty Imagesمعاناة ليفربول على مدار المباريات الماضية، تضيف المزيد من الأهمية لهذه المواجهة، لأن الفريق يعاني على المستوى الفردي والجماعي.
انخفاض واضح في مستوى ترنت آرنولد، تياجو ألكانتارا لم يترك أي بصمة واضحة حتى الآن، ومحمد صلاح ليس في أفضل مستوياته.
روبيرتو فيرمينو كذلك تزداد الشكوك حول قدرته التهديفية، وساديو ماني في أسوأ صورة له منذ انتقاله إلى الريدز قادمًا من ساوثامبتون.
وعلى الجانب الآخر هناك برونو فيرنانديش، الذي يستعد لإثبات نفسه من جديد كاللاعب الأفضل في الدوري الإنجليزي هذا الموسم.
اقرأ أيضًا .. كلوب: لا أقوم بألاعيب فيرجسون وماني ليس غطاسًا
وبول بوجبا الذي تتجه الأنظار حوله ليثبت للجميع أنه عاد في أفضل صورة له في مباراة بهذه الأهمية ليمحي كل ذكريات الماضي السيئة.
متى كانت المواجهة الأهم؟
Gettyآخر مباراة هامة بين الفريقين كانت في 14 مارس 2009، عندما كان يتنافس كل منهما على لقب الدوري الإنجليزي، حيث كان يطمح وقتها ليفربول في إنهاء العقدة المحلية.
الذكرى لم تكن سعيدة على جماهير مانشستر يونايتد، حيث تلقى الفريق وقتها هزيمة صادمة بنتيجة 4/1 على ملعب أولد ترافورد من الغريم التقليدي.
فيرناندو توريس قدم واحدة من أفضل مستوياته على مدار مسيرته الكروية، حيث تغلب على نيمانيا فيديتش أكثر من مرة، بينما لم يكن هدف كريستيانو رونالدو المبكر من ركلة جزاء كافيًا لتفادي فريقه الإهانة في عقر داره.
اقرأ أيضًا .. مانشستر يونايتد أمام ليفربول! .. الخسارة تختبر سولشاير، والفوز يفتح طريق المجد
المباراة شهدت كذلك الاحتفال الشهير لستيفن جيرارد بعد هدفه في شباك يونايتد، عندما ركض تجاه الكاميرا وقام بتقبيلها.
اللقاء كان مهمًا في صراع الفوز باللقب، ولكن في النهاية حسمه مانشستر يونايتد لصالحه بـ90 نقطة، مقابل 86 لصالح ليفربول أشرس المنافسين وقتها.
