أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم رسميًا مساء الجمعة الماضية إطلاق دوري الرديف السعودي موسم 2022-2023، وقد وجدت تلك الخطوة ترحيبًا من العديد فيما انتقدها البعض، ودار نقاش حاد بين الطرفين عبر تويتر عن إيجابياتها وسلبياتها.
الاتحاد السعودي أوضح خلال بيانه أن إطلاق الدوري الرديف جاء بعد توصية من المدير الفني للاتحاد إيوان لوبيسكو بالتنسيق مع لجنة المسابقات وإدارة المنتخبات، ويهدف لمنح اللاعبين الشباب وبدلاء الفريق الأول الفرصة للعب بدلًا من الاكتفاء بالتدريبات.
ولم يُعلن اتحاد كرة القدم آلية لعب الدوري الرديف، لكنه اكتفى بالإشارة إلى أن الفرصة ستُتاح لأندية دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي خلال الموسم بعد القادم للمشاركة به، وأن المباريات ستُلعب في اليوم التالي لمباريات دوري المحترفين.
السعودية بتلك الخطوة تسير على خطى عدة دول اعتمدت الدوري الرديف وأبرزها إنجلترا وإسبانيا وفرنسا والمغرب، وتدور نقاشات حاليًا في الإمارات وقطر حول تطبيقه.
نستعرض معًا أبرز إيجابيات الدوري الرديف السعودي ..
Twitterمنح الفرصة للاعبين الشباب للعب المباريات
أكبر إيجابيات الدوري الرديف هو أنه سيضع اللاعبين الشباب للأندية السعودية في أجواء المباريات التنافسية بدلًا من خوض التدريبات طوال الموسم دون أي فرصة للعب مع الفريق الأول.
المباريات وإن كانت حدة التنافس بها ستكون أقل تبقى أفضل من التدريبات بالفعل، وإن أصبح الدوري تنافسيًا سيعود بأثر إيجابي كبير على اللاعبين الشباب مما سيفيدهم في مسيرتهم فيما بعد سواء مع الأندية أو المنتخب السعودي.
منح المصابين فرصة أفضل للتعافي والتأهيل
كثيرًا ما نرى الإصابات تُعاود اللاعبين بعد لعبهم دقائق قليلة مع أنديتهم، وذلك إما للتعجل الدفع بهم أو نتيجة قوة الالتحامات من المنافس وجدية الأداء.
اللعب في الدوري الرديف سيكون بالتأكيد أقل حدة وجدية وحماس من دوري المحترفين، وهذا سيمنح اللاعبين المصابين فرصة التدرج في التأهيل من التدريبات إلى المباريات "البسيطة" وأخيرًا لقاءات الدوري السعودي الصعبة والقوية.
بالتأكيد، اللعب في الدوري الرديف سيُصبح مستقبلًا واحدًا من مراحل علاج وتأهيل اللاعبين المصابين قبل منحهم الضوء الأخضر للعب مع أنديتهم في الدوري وغيره من البطولات الكبرى.
فرصة جيدة للمدربين والحكام المحليين
بعض الأبطال أحيانًا لا يكونوا إلا بحاجة للفرصة للظهور على "المسرح" لتظهر قدراتهم .. هذا ينطبق على أرض الملعب في كرة القدم.
هناك العديد من المدربين والحكام الجيدين جدًا في السعودية يحتاجون لمكان يعرضون به قدراتهم، والدوري الرديف قد يُوفر لهم تلك الفرصة لأنه على الأرجح سيُدار بحكام ومدربين سعوديين.
المدرب السعودي سيجد من الدوري الرديف فرصة لإقناع إدارة ناديه بقدرته على العمل والنجاح مع الفريق الأول، بل حتى سيكون جاهزًا حال إقالة المدير الفني الأجنبي ليحل مكانه ولو مؤقتًا.
والحكم السعودي سيُجرب إدارة مباريات الديربي والمواجهات الساخنة ذات الضغوط، خاصة لو اهتم الإعلام والجمهور بالدوري الرديف، مما سيجعله أكثر قدرة على تحمل ضغوطات المعارك الكبرى في دوري المحترفين.
ننتقل الآن إلى سلبيات الدوري الرديف السعودي ..
Al Nassr Twitterتأثر حالة الملاعب بزيادة المباريات
الملاعب السعودية الجاهزة لاستضافة المباريات الرسمية ليست كثيرة، وزيادة عدد المباريات سيزيد من الضغط عليها مما قد يؤثر سلبًا على حالتها وهو ما سيزيد من إصابات اللاعبين في دوري المحترفين.
صيانة الملاعب كذلك ستتأثر كثيرًا، إذ لن يكون أمام المسؤولين عن الصيانة الكثير من الوقت بين أيام المباريات لإعادة الملعب إلى حالته الجيدة.
ارتفاع أسعار اللاعبين المحليين
الأندية السعودية تدفع الكثير من الملايين للاعبين الأجانب، وعدد قليل من المحليين يحصل على عقود ضخمة، لكن الدوري الرديف سيرفع أسعار اللاعبين المحليين خاصة لو كان تنافسيًا وجذب اهتمام الجمهور والإعلام.
التنافس سيجعل كل نادٍ حريص على امتلاك فريق رديف قوي ليُتوج بالدوري الرديف، وهو ما سيرفع أسعار اللاعبين الشباب الأكفاء وحتى البدلاء الجيدين الذين لا يجدون فرصة مع الفريق الأول في أنديتهم.
زيادة التعصب والتراشق الإعلامي بين "إعلاميي" الأندية
مباريات الدوري السعودي تُلعب مرة في الأسبوع، ورغم ذلك يستمر الحديث عنها طوال الأسبوع وسط الكثير من التعصب والتراشق الإعلامي وأحيانًا الخروج عن النص من البعض.
زيادة عدد المباريات وحدة التنافس بين الأندية سيزيد من التغطية الإعلامية وهو ما سيزيد من التعصب، بل سينقله من مستوى الفريق الأول إلى الشباب.
