أخيرًا عاد برشلونة من جديد للمنافسة، لا تتحمس كثيرًا نحن لا نتحدث عن الألقاب، فلا يزال الطريق طويلًا أمام البلوجرانا لرفع البطولات من منصات التتويج من جديد.
لكنها العودة في المنافسة بسوق الانتقالات، العودة لإحياء علامة برشلونة التجارية، والتأكيد على قوة الفريق الكتالوني الهائلة في جذب ألمع الأسماء في عالم كرة القدم.
آخر المنضمين هو جول كوندي، مدافع إشبيلية الذي كثر الحديث عنه في الأيام السابقة بين الرحيل إلى تشيلسي والبقاء في إسبانيا عبر بوابة برشلونة.
بالطبع انتصر النادي الكتالوني على البلوز كما جرت العادة هذه الأيام، لكننا لسنا بصدد تحليل تفوق ماتيو أليماني أو جوان لابورتا في الغرف المغلقة.
نحن فقط نريد أن نفهم مصير كوندي المحتمل، هل نحن أمام داني ألفيش جديد أم كليمون لونجليه آخر؟ هل سنراه يلعب في قلب الدفاع أم لموازنات تشافي التكتيكة وجهة نظر مغايرة؟
لماذا كوندي من الأساس؟
هل يستحق كوندي أن يدفع فيه برشلونة 50 مليون يورو؟ في الحقيقة نعم، بل أنه اللاعب المثالي لبرشلونة في السنوات القليلة المقبلة مع تشافي، فهو يناسب ما يفكر الإسباني في فعله تكتيكيًا داخل الملعب، كما أنه يمتلك الشراسة الدفاعية اللازمة.
كوندي هو قلب دفاع "حديث" ومتعدد الاستخدامات، سريع وممتاز في التوزيع وقادر على اللعب في مركز قلب الدفاع بمختلف أنواعه، وكذلك في مركز الظهير الأيمن، الأمر الذي جعله يلفت أنظار العديد من الفرق بالموسم الماضي.
علاوة على ذلك، ضمن تشكيلة إشبيلية، احتل كوندي المرتبة الأعلى في التمريرات إلى الثلث الأخير (165)، والفوز بالمبارزات الجوية (118)، واسترداد الكرة (312) والاعتراضات (42)، مما يدل على شراسته وتنوع لعبته.
وبينما يُظهر كوندي مهارات المدافع "الكامل"، فإنه يتفوق بشكل خاص في بناء اللعب من الخلف، وهي سمة يحتاجها المدرب تشافي للغاية في لاعبيه.
فبالمقارنة مع جميع قلوب الدفاع المتواجدين في بطولات أوروبا الـ 5 الكبرى، سنجد أن الفرنسي يتواجد ضمن أفضل 10% في قائمة أفضل اللاعبين في تمرير الكرات الأمامية، كما وصل معدل تمريراته القصيرة المكتملة في المباراة الواحدة إلى 21.1.
بل أن كوندي يعد من الصفوة في مركز قلب الدفاع، ممن يكسرون الخطوط، حيث أنه يحظى بمعدل 1.24 مراوغة بالمبارة الواحدة، ليكون ضمن فئة أفضل 2% من مدافعي الدوريات الكبرى في تلك النقطة.
أين يلعب كوندي؟
شارك كوندي مع فريق إشبيلية في عدة مراكز، أبرزهم بالطبع كان قلب الدفاع بجانب البرازيلي دييجو كارلوس، لكن المدرب جولين لوبيتيجي قرر في بعض الفترات وضعه في مركز الظهير الأيمن.
لماذا يهمنا هذا الأمر؟ لأن برشلونة لا يمتلك لاعبًا يمكنه شغل هذا المركز ويعطي جودة مميز، فبعد رحيل ألفيش تبقى أمام تشافي سيرجينيو ديست وسيرجي روبيرتو، مما يعني أن الخيارات المتاحة ليس جيدة على الإطلاق.
وبالتالي يمكن أن يتم الدفع بكوندي في هذا المركز، خاصةً وأنه مميز بالكرة، والأرقام التي سردناها تشهد بذلك الأمر، بل وتؤكد على إمكانية تفكير تشافي بالأساس في التعاقد معه لشغل هذا المكان.
imago imagesوبالطبع فإن فرضية ثنائية كوندي ورونالد أراوخو التي يحلم بها جمهور برشلونة ليل نهار لا تزال قائمة، لكن من الوارد أن تكون نسبة حدوثها قليلة.
في مباراة برشلونة التحضيرية أمام يوفنتوس، دفع المدرب تشافي بسيرجي في مركز الظهير الأيمن على الورق، لكن أثناء المباراة وجدنا أن الفريق الكتالوني يلعب بالرسم الخططي 3-6-1، وتواجد روبيرتو في مركز قلب الدفاع الثالث على اليمين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم تشافي فيها بتجربة هذا الرسم، بل فعله من قبل في مواجهات الموسم الماضي بالدوري.
الشاهد من تلك الفكرة أن كوندي يمكنه اللعب في هذا المكان، حيث من الوارد أن نراه هو قلب الدفاع الثالث في تشكيلة برشلونة، وبالطبع سيكون مناسبًا لأنه كما شرحنا هو متعدد الاستخدامات.
نحن لا نملك أي شيء مؤكد حتى الآن سوى أن كوندي أصبح لاعبًا في صفوف برشلونة، لكننا نعلم أيضًا أنه سيلعب في أكثر من مكان على مدار الموسم المقبل لحين استقرار وضعه.
داني ألفيش جديد أم لونجليه آخر؟
مع كل هذه الأنباء السعيدة التي تزف على جمهور برشلونة، بالطبع لا داعي للتشاؤم، لكن هذا الجمهور تحديدًا اعتاد في السنوات الماضية على الخذلان.
هذا الفريق امتلك ميسي وجريزمان وسواريز وكوتينيو وديمبيلي ومالكوم، وكان لديه عقم هجومي من قبل، فالآن دعوني أقول لكم نعم، لا مشكلة من وجود بعض التخوف بين الحين والآخر.
نحن أمام لاعب قد انضم من إشبيلية، وهذا الفريق لديه ذكرى رائعة مع برشلونة اسمها داني ألفيش، أو بعبارة أخرى، الأسطورة البرازيلية الأفضل في مركزه على مر العصور.
Gettyلكن هناك ذكرى سيئة أخرى اسمها كليمون لونجليه، أو بعبارة أخرى، أحد أفشل مدافعي برشلونة على مر العصور.
الحقيقة أن كل المؤشرات في صفقة كوندي تشير إلى الإيجابية، وأعتقد أننا سنرى لاعب مميز للغاية يترعرع في صفوف برشلونة ويخطف قلوب عاشقيه بسرعة.
الرجل مناسب في المكان المناسب "على الورق"، لكن الكرة عودتنا أن الملعب هو الفيصل في كل شيء.




