لا يخفى على أحد أن المكانة التي كان يتمتع بها محمد صلاح في السنوات الماضية في الدوري الإنجليزي قد اهتزت بشكل واضح هذا الموسم تحديدًا مع قدوم إرلينج هالاند وتحقيقه لكل تلك الأرقام القياسية الكبيرة.
لكن هزة تلك المكانة تعود لتاريخ أبعد من قدوم هالاند، بالتحديد منذ مارس من العام الماضي عندما أهدر محمد صلاح ركلة جزاء حاسمة في صعود المنتخب المصري إلى كأس العالم.
منذ ذلك التاريخ وقد تغير كل شيء، ولم يعد صلاح كما كان، وإن كان قد قدم مباريات عظيمة أمام أمثال ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا أو مانشستر يونايتد وسيتي في الدوري الإنجليزي، إلا أن شيئًا ما لم يعد أبدًا منذ تلك الليلة.
صلاح هذا الموسم نفذ ثلاث ركلات جزاء فقط، منهم ركلتي جزاء لم ينجح في هز الشباك بهما، وهو رقم سيئ للغاية بالنسبة للنجم المصري.




مشكلة فنية؟
هل يعاني محمد صلاح من مشكلة فنية واضحة تجعله يسدد ركلات الجزاء بذلك الشكل بعد أن كان متميزًا فيها؟ يبدو أن ذلك يعد جزءًا من الإجابة الأكبر.
صلاح بالفعل يعاني من تراجع فني عام، سواء بسبب طريقة لعب ليفربول بشكل جماعي أو على المستوى الفردي الذي تأثر بكل تأكيد بوضع الريدز في الموسم الجاري.
عندما تنظر إلى طريقة تسديد صلاح لركلات الجزاء تدرك على الفور أنه لديه مشكلة فنية واضحة، حيث سدد الركلتين المهدرتين أمام آرسنال وبورنموث خارج إطار المرمى بالكامل.
ليس داخل الإطار والحارس تصدى وتألق، لا بالخارج تمامًا، كأنه لا يعرف أبعاد الخشبات الثلاثة ولم يسدد ركلات الجزاء من قبل.
مشكلة ذهنية؟
جزء آخر من المشكلة هو جزء ذهني بكل تأكيد، فصلاح لم يعتد أن يكون هو الشخص الذي يتحمل إخفاق الفريق، بل على النقيض كان دومًا البطل المنقذ في الأوقات الصعبة.
كل ذلك تغير منذ أن كان أحد أسباب إخفاق المنتخب المصري في الصعود إلى كأس العالم الأخيرة في قطر، ومن وقتها وصلاح لا يملك العقلية المناسبة من أجل تسديد ركلات الجزاء.
حتى الركلة الوحيدة التي سجلها مع ليفربول هذا العام جاءت في منتصف المرمى أمام رينجرز الاسكتلندي في مباراة دون ضغوط بدوري الأبطال كان الريدز قد تقدموا فيها مبكرًا بالفعل وكان تسجيل تلك الركلة بمثابة تحصيل حاصل.
بينما أمام آرسنال وبورنموث فتسجيل صلاح كان يعني تعديل النتيجة والحصول على نقاط إضافية في مشوار ليفربول الصعب بالدوري الإنجليزي هذا الموسم.
حلول سريعة
يمكن للبعض أن يتخيل أن هناك حلولًا سحرية في كرة القدم، لكن هذا غير حقيقي، يجب أن يكون هناك دراسة للمشكلة وإيجاد الحلول بأسس علمية.
لذلك الحلول البديل التي سنعرضها هنا لن يكون بها أي عاطفة، وأولها بكل تأكيد سيكون إيجاد لاعب آخر لتسديد ركلات الجزاء كأول خيار، سواء في ليفربول أو منتخب مصر، وهذا لا يعني الاستغناء عن دور صلاح تمامًا، ولو لتكن الأمور هكذا ولو بشكل مؤقت لحين استعادته لثقته في نفسه.
أما الحل الثاني فسيكون إيجاد التأهيل النفسي المناسب للنجم محمد صلاح وهو أمر مألوف للغاية في كرة قدم، وفي صفوف ليفربول تحديدًا، حيث استعانوا بطبيب نفسي عدة مرات قبل سنوات.
بيت القصيد
النجم المصري لم يعد كما كان من قبل في ركلات الترجيح، وذلك لا بأس به، ولا ينقص منه شيئًا، ربما هو في حاجة لبعض الوقت فقط حتى يستعيد بريقه في تلك الزاوية.
وقد يكون في حاجة لبعض الحلول كتلك التي ذكرناها بالأعلى، لكنه في النهاية سيبقى صلاح وأرقامه وإنجازاته مشكاة تضيء الطريق في الدوري الإنجليزي لكل من يبحث عن تحقيق المجد هناك.
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)