محظوظ أم مظلوم؟ فيل جونز السجين الذهبي في مانشستر!

عندما يدخل السير أليكس فيرجسون في صراع شرس مع أرسين فينجر من أجل ضم لاعب، فهذا يعني بالتأكيد أنه ظاهرة استثنائية، ولكن في حالة فيل جونز فالأمر ليس بالطريقة التي يتمناها مدافع مانشستر يونايتد.

الحاضر الغائب في قائمة الشياطين الحمر، خرج مؤخرًا المدرب إريك تين هاج ليؤكد أنه لا يتدرب مع الفريق، ولا توجد أي معلومات واضحة حول ظهوره مرة أخرى.

هل هناك حياة أسهل من ذلك؟ تعيش بلا مباريات أو تدريبات، وتحصل على راتب يصل إلى 4 ملايين استرليني في الموسم الواحد..

موهبة لن تتكرر

السير أليكس فيرجسون المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد كان حريصًا على جلب جونز إلى أولد ترافورد في عام 2011، لدرجة نقله من أجل الانضمام إلى رحلة عائلية معه في جنوب فرنسا.

المنافسة كانت شرسة مع ليفربول وآرسنال وتشيلسي، ولكن السير كانت لديه القدرة الكافية على إقناع اللاعب بالانضمام لفريقه مقابل 16 مليون جنيه استرليني.

السير لم ينجذب فقط لموهبة جونز الدفاعية، بل أيضًا شخصيته، حيث شاهده عندما كان عمره 18 سنة فقط وهو يصرخ في كل من حوله وكان أحدهم الأسطورة الإسبانية ميشيل سالجادو الذي يعد من أعظم اللاعبين في تاريخ ريال مدريد.

السير قال لنفسه:"لو كان جونز واثقًا بالدرجة الكافية لتوبيخ سالجادو، فالمهمة بالنسبة له ستكون سهلة في غرفة ملابس بها ريو فيرديناند وريان جيجز وواين روني وغيرهم".

البداية كانت شبه مثالية، حيث لعب جونز 41 مباراة في موسمه الأول، وفي العام التالي فاز بلقب الدوري الإنجليزي وكان من أهم العناصر بالفريق، لدرجة أن إصابته في الكاحل تسببت في خروج فريقه من ريال مدريد في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا.

شبح الإصابات

Getty

بالنظر إلى مسيرة فيل جونز من 2011 وحتى الآن سنجد أنه اشتهر بشيئين، تعبيرات وجهه الغريبة والإصابات التي دمرت مسيرته بشكل كامل.

المدافع البالغ من العمر 30 سنة يعتبر من الإنجليز القلائل الذين شاركوا في نسختين من كأس العالم، حيث تواجد بقائمة الأسود الثلاثة في 2018 و2014.

أرقامه في الفترة من 2011 إلى 2019 لم تكن سيئة، حيث لعب جونز 216 مباراة بمتوسط ما يقرب من 30 مواجهة في الموسم، وكان يلعب في أي مكان سواء قلب الدفاع أو الظهير الأيمن أو لاعب الوسط الدفاعي.

جاريث ساوثجيت قال عنه:"يتميز بتحكم جيد جدًا في الكرة ويستطيع قراءة المباراة، كما يتسم بالعدوانية في طريقته بالدفاع وهو ما أحبه".

في عام 2014 بدأت أزمته مع الإصابات والتي أثرت كثيرًا على مستواه، حيث أجرى 3 عمليات جراحية منفصلة في الرأس والركبة والكتف.

أسوأ ضريبة

Getty Images

بعد تعيين المدرب النرويجي أولي جونار سولشاير كمدرب مؤقت للشياطين الحمر في 2018، بدأ جونز في 8 مباريات من أصل 11 للفريق، ليقوم النادي بتجديد عقده لمدة 4 سنوات.

جونز تحول بعدها إلى عدو الجماهير الأول، لأنه فقد تمامًا قدرة اللعب في هذا المستوى، وأصبح يتقاضى راتبه بأقل مجهود، بل ظن البعض أن إبعاده عن الفريق يأتي عن طريق العمد لتجنب كوارثه في الملعب.

في موسم 2018/2019 لعب 24 مباراة وظهر بمستويات محبطة، لتكون النتيجة مشاركته في 8 مباريات فقط في الموسم التالي، ونفس العدد بالموسم الماضي، ولم يظهر في أي مناسبة خلال هذا الموسم.

لذلك أصبح المدافع الإنجليزي ضيفًا بالنادي الإنجليزي، لا يدخل خطط المدربين، ولا يلعب إلا إذا حدثت كارثة دفاعية بسبب الغيابات والإصابات.

لو كنت تظن أن جونز محظوظًا فعليك التفكير مرتين، فهو يدفع ثمن غيابه عن الملاعب ومستواه المتواضع بتعرضه للإساءة بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

ظهوره غير المفهوم في الهزيمة من ليفربول 4/0 مع المدرب رالف رانجنيك الموسم الماضي جعل الأمور تزداد صعوبة على جونز، لأن الجميع أصبح يلاحقه بسبب أو بدون.

قيام الجماهير بالسخرية المستمرة منه جعلته لا يستخدم حسابه على موقع تويتر منذ مايو 2017، كما توقفت مشاركاته على موقع "إنستجرام" بعدها بفترة.

الأمر وصل إلى الإساءة الشخصية أثناء تواجده مع زوجته وعائلته بمختلف الأماكن، وهو ما أضر كثيرًا بصحته النفسية على مدار العامين الماضيين وفقًا لما أكدته شبكة "ESPN" الأمريكية.

ربما ساهم هاري ماجواير في تخفيف الأمر عليه، لأن الجماهير الإنجليزية في العادة تبحث عن فريسة سهلة، ليكون نجم ليستر السابق هو طوق النجاة للتقليل من الإساءة الموجهة لجونز.

ربما يتمنى البعض أن يصبح في مكان جونز من ناحية الحصول على راتب كبير دون فعل أي شيء، لكن لا يُريد أحد أن يتم السخرية منه والإساءة له وعائلته كضريبة لكل ذلك!