Ed Woodward Sir Bobby Charlton Manchester UnitedGetty

مانشستر يونايتد.. المدير الرياضي هو الحل

أحمد أباظة    فيسبوك تويتر

بعض المدربين يكرهون وجود هذا المنصب كثيراً، جوزيه مورينيو كمثال واضح خلال معركته الشهيرة مع خورخي فالدانو في ريال مدريد، ولكن في بعض الأندية، يعد هذا المنصب ضرورة لا غنى عنها.

وجود "المدير الرياضي" بحد ذاته ليس الضرورة، بل حسن انتقائه أيضاً، انظر مثلاً لسوق انتقالات يوفنتوس تحت قيادة بيبي ماروتا، وانظر إليه الآن مع فابيو باراتيتشي.

أيضاً يجب أن يكون لهذا المدير رؤية واضحة، ليس كفترة مونشي المزرية مع روما التي لم يعمل خلالها سوى على تدمير الفريق القديم وحسب، كما يجب أن يكون له صلاحيات حقيقية، وليس مجرد دمية في يد رئيس النادي، عن بيب سيجورا طبعاً نتحدث.

مرة أخرى نكررها، السبب الرئيسي وراء السقوط المهول لمانشستر يونايتد في حقبة ما بعد سير أليكس فيرجسون ليس عبقريته التدريبية، بقدر كونه منظومة إدارية كاملة تشمل المديرين الفني والرياضي معاً، ولنا في تحركات إد وودوارد العشوائية خير مثال.

يونايتد تارة لا يسد نواقصه، وحين يسدها فهو يترك المزيد أو يختلق المزيد تماماً كما فعل ببيع لوكاكو دون معوض، لأنه مرة كان سيحصل على باولو ديبالا دون رؤية واضحة لشكل الفريق ودوره داخل تلك المنظومة، ولأنه رفض ماريو ماندجوكيتش بحجة المغالاة في المطالب المادية.

متى بدأ السيد وودوارد يستفيق لفكرة المغالاة؟ بعد أن دفع قرابة 80 مليون يورو لضم مارسيال المراهق آنذاك؟ أم بعد أن منح أليكسيس سانشيز راتباً خرافياً نجم عنه صدعاً كبيراً في المفاوضات التالية مع غالبية اللاعبين؟

الحق يجب أن يُقال، صفقة هاري ماجواير ممتازة للغاية، مدافع أفضل مما يملك مانشستر يونايتد، إنجليزي ويملك الخبرة وفي نفس الوقت يبلغ من العمر 26 عاماً، أي سيمنح الفريق سنوات وسنوات، أمر مثالي، ولكن إدارة ليستر سيتي بالمقابل تلاعبت بوودوارد خير تلاعب على مر شهرين من المفاوضات.

شهرين بمعنى الكلمة لم ينجح خلاله الرجل الذي يفخرون بعقليته الاقتصادية كدرع لهرائه الكروي بإنقاص جنيهاً واحداً من مطالب ليستر، في مفاوضات صعبة لم يكن ينقصه خلالها سوى إصابة إريك بايلي التي جعلته تحت رحمة ليستر تماماً، حمداً لله أنهم لم يزيدوا مطالبهم.

الرقم لا يزال مبالغاً فيه، ولكن لا مشكلة على شرطين: أن يكون اللاعب أولوية تخدم الفريق وهذا ما تحقق، وألا يؤثر هذا المبلغ الضخم على بقية الصفقات التي يحتاجها النادي، وهذا ما قد حدث نقيضه، فالنادي لم يبرم أي صفقة بل باع روميلو لوكاكو مهاجمه الوحيد دون معوض.

نظرة واحدة على حقبة ما بعد فيرجسون تخبرك بكل شيء، لا أساس للتعاقد مع المدربين ولا اللاعبين، الالتفات إلى ثغرات واضحة في خط الدفاع يتطلب أعوام وأعوام.

إضافةً إلى ذلك لا توجد أدنى سياسة بخصوص سقف الرواتب، فالرجل الذي اعتبر أن 150 ألف جنيه استرليني في الأسبوع مطلباً مبالغاً فيه من ماندجوكيتش، هو نفسه من أقر عقد سانشيز، الحديث هنا ليس عن قيمة سانشيز الفنية التي لم يحصل الشياطين الحمر على أي شيء منها أصلاً، بل عن الأزمات التي سببتها الصفقة لاحقاً..

أندير هيريرا أهم لاعبي وسط النادي يطالب براتب يتناسب مع قيمته في نادٍ يمنح مثل تلك المبالغ، فيرى السيد وودوارد أن هذا كثير، ليرحل إلى باريس سان جيرمان. بول بوجبا يقفز هو الآخر مطالباً بالمزيد من الأموال، ديفيد دي خيا الذي يتشبث به النادي كونه القشة التي لطالما منعته من الغرق الكامل، بات التفاوض معه أصعب أيضاً.

دائماً ما تقدم إدارة يونايتد الحلول، ولكنها لا تجاوز حد الترقيع ليس إلا، الحل تلك المرة يجب أن يكون جذرياً، مدير رياضي حقيقي بمشروع حقيقي، يتولى وودوارد أموره المالية لا بأس بذلك، وإصلاح واضح لسقف الرواتب المختل بفضل سانشيز.

هذا لا يبدأ سوى بالتخلص من سانشيز بأي تكلفة لإصلاح هذا الخطأ الكارثي، تجنباً للخلافات المستقبلية وإصلاحاً لصورة النادي الذي بات يبدو كفرصة ذهبية على الناحية المادية للأندية ولاعبيها، كسائح أجنبي يتعرض للنصب في شوارع لا يعرف عنها شيئاً.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0