في مباراة كان التوقع الأقرب فيها هو خسارة كبيرة لمانشستر يونايتد، أمام باريس سان جيرمان وصيف دوري أبطال أوروبا، نجح الفريق الإنجليزي في إحراج مُضيفه بل وخرج بـ3 نقاط.
المواجهة كانت مثيرة، وشهدت العديد من الأحداث الهامة، وانتهت بتفوق الضيوف 2/1، في افتتاح دور المجموعات لدوري الأبطال.
برونو فيرنانديش سجل الأول لمانشستر من ركلة جزاء، وأعاد أنطوني مارسيال أصحاب الأرض للصورة بهدف في مرماه بالشوط الثاني.
وفي الوقت الذي كانت تسير فيه الأمور نحو التعادل الإيجابي، تمكن ماركوس راشفورد من خطف هدف الفوز للضيوف بالدقيقة 87، فكيف حدث ذلك؟
تشكيل غير متوقع




Sky Sportsالمدرب توماس توخيل لعب بالتشكيل المعتاد بدون أي مفاجآت، بتواجد أنخيل دي ماريا وكيليان مبابي ونيمار في خط الهجوم.
الوسط تأثر كثيراً بغياب ماركو فيراتي، ليلعب إدريسا جايا مع أندير هيريرا ودانيلو بيريرا، ليربح مانشستر يونايتد المعركة بهذه المنطقة.
أولي جونار سولشاير امتلك الجرأة الكافية، للذهاب إلى ملعب حديقة الأمراء، والتخلي عن بول بوجبا ودوني فان دي بيك.
النرويجي اعتمد على فريد وسكوت مكتوميناي وأمامهما فيرنانديش، وفي الهجوم راشفورد ومارسيال، وأليكس تيليس الوافد الجديد كجناح أيسر.
دفاع متواضع
Gettyالهجوم المرعب الذي يمتلكه باريس، يأتي من خلفه دفاع مرعب أيضاً ولكن لجماهير الفريق الفرنسي ومدربه.
عبده ديالو يعتبر الحلقة الأضعف في دفاع باريس، حيث تسبب في العديد من المشاكل للفريق، ومنح مانشستر ركلة الجزاء التي سجل منها الهدف الأول.
يبدو أن توخيل لم يتصرف بالشكل المناسب، بعدم التعاقد مع مدافع جديد بعد رحيل تياجو سيلفا، لأن ديالو ليس جديراً بالحصول على الفرصة.
غياب ماركينيوس كذلك لعب دوراً هاماً في الشكل الدفاعي المتواضع لباريس، ليكتب الهزيمة الأولى للفريق في بداية مسيرته الأوروبية.
قيود نيمار
https://www.gettyimages.fr/detail/photo-d'actualit%C3%A9/paris-saint-germains-brazilian-forward-neymar-reacts-photo-dactualit%C3%A9/1229189984اختيار توخيل اللعب بنيمار كمهاجم متأخر، كان له تأثيراً سلبياً على مستوى المهاجم البرازيلي خاصة في الشوط الأول.
نيمار كان يميل للسقوط إلى منتصف الملعب، من أجل الحصول على الكرة، ليصبح مجبراً على المرور من أكثر من اللاعب قبل التمرير.
سولشاير تصرف بذكاء في التعامل مع البرازيلي، حيث ساهم في عزله بصورة كبيرة عن مبابي ودي ماريا، مما تسبب في انعدام خطورته.
توخيل تدارك الموقف في الشوط الثاني، بعدما أخرج إدريسا جايا، ودفع بالإيطالي مويس كين ليصبح نيمار أكثر حرية ويتحسن مستواه.
أبطال مانشستر
Getty Imagesمرة أخرى يثبت فيرنانديش أحقيته في المكانة التي يتمتع بها مع الفريق الإنجليزي، والتي وصلت لحصوله على شارة القيادة رغم وجود دي خيا.
البرتغالي قاد وسط الشياطين الحمر ببراعة، وساهم في الفوز بمعركة الوسط أمام باريس، وأجاد التحرك بين الخطوط وكان على وشك التسجيل من تسديدة بعيدة لولا تألق كيلور نافاس.
آرون بيساكا، المدافع الإنجليزي الذي تعرض للعديد من الانتقادات في الفترة الأخيرة، قدم المستوى الأفضل له منذ فترة طويلة، وساهم بصورة كبيرة في تحجيم خطورة مبابي.
وأما البرازيلي فريد، فمن الممكن اعتباره رجل المباراة، بعد المستوى المميز الذي ظهر به في التصدي لهجوم باريس، ولا يمكن نسيان الدور الذي قام به توانزيبي كذلك.
صلاح، محرز و18 لاعبًا عربيًا في دوري أبطال أوروبا 2020-2021
وأخيراً يأتي دي خيا، بتصدياته الحاسمة التي أبقت مانشستر في المباراة، ليظهر مرة أخرى بالصورة الحقيقية التي اعتدنا عليها في الماضي.
لغز سولشاير
Gettyمرة أخرى ينجح سولشاير في نفس الملعب، ويجيد التفوق على أحد كبار أوروبا، مثلما فعل ببداية مسيرته مع الشياطين عندما أقصى الفريق الفرنسي من دور الـ16 للأبطال بالنسخة قبل الماضية.
المدرب النرويجي رغم إخفاقه في العديد من المباريات السهلة، إلا أنه يظهر بصورة مختلفة تماماً في معظم الاختبارات أمام الكبار من الناحية التكتيكية، في لغز غير مفهوم سره حتى الآن.
سولشاير تفوق على توخيل من الناحية الخططية، رغم قلة الجودة التي يمتلكها، مع غياب هاري ماجواير وجلوس بوجبا ودي بيك على دكة البدلاء، مما يزيد من أهمية هذا الانتصار.
الفوز ربما يكون بمثابة قبلة الحياة لمسيرة المدرب المهدد بالإقالة بعد الخسارة الكارثية 6/1 من توتنهام، فهل يستغلها؟
