نجح فريق ليفربول في العودة لمنصات التتويج من جديد بنهاية الموسم الماضي بعدما فاز على نظيره توتنهام بهدفين مقابل لا شيء في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا.
تتويج ليفربول بلقب هذا الموسم لا يعني بالضرورة أن الفريق مثاليًا أو لا يحتاج للدعم أو لإيجاد بدائل في عدة مراكز خلال سوق الانتقالات الصيفية الجاري، بالضبط كما كان الحال مع ريال مدريد في نهاية الموسم الذي سبقه، لكن يبدو أن يورجن كلوب المدير الفني للفريق مقتنع بالفعل أن فريقه لا يحتاج للكثير من الصفقات.
الريدز صحيح حققوا لقب دوري أبطال أوروبا لكن كم من فرق حققت ذلك اللقب ثم اختفت لسنوات، والسبب هو سوء التخطيط والدعم في الأماكن الخاطئة.




إذًا ماذا يحتاج ليفربول في سوق الانتقالات الصيفية المقبل من أجل العودة للمنافسة على نفس اللقب في الموسم المقبل وتحقيق الدوري الإنجليزي الذي خُطف منهم في الأسابيع الأخيرة من قبل فريق مانشستر سيتي؟
GettyImageبداية وقبل أي شيء ليفربول كان قد فقد صانع ألعابه الصريح الوحيد قبل حوالي عام ونصف دون استقدام بديل على نفس المستوى، أو حتى في مستوى مقارب.
الفريق كان قريبًا للغاية من الحصول على خدمات نبيل فقير في الصيف الماضي لكن كل شيء فشل في النهاية واقتصرت حلول تلك المشكلة على الإبداع الفني والتكتيكي ليورجن كلوب، والذي لم يكن دائمًا موفقًا فيه، فرأيناه يخسر الكثير من النقاط بشكل متتالي في مباريات خسر بسببها في النهاية لقب الدوري الإنجليزي، والسبب أن الفريق افتقر لصانع الألعاب ولم يخلق الفرص أمام المنافسين.
لو أراد ليفربول حل تلك الأزمة فعليه بالتوجه فورًا لسوق الانتقالات وألا يدخر جنيهًا واحدًا في سبيل إيجاد صانع الألعاب المثالي ليورجن كلوب.
الدعم في مركز صانع الألعاب يعد مجرد بداية لثورة يحتاجها ليفربول، نعم ثورة بكل ما يملك من عناصر حالية، فمقاعد بدلاء الريدز لا تزال هزيلة بشكل واضح.
لو دققنا النظر في أداء ليفربول كلما تغيب أحدهم عن مركزه الأساسي سنجد هزة كبيرة سواء في ذلك المركز أو بمركز آخر يضطر أن يعوض الغياب.
رأس الحربة خير مثال لتلك الكلمات، لو نظرنا لوضع هجوم ليفربول عندما غاب فيرمينيو هذا الموسم سنفهم هذه الكلمات بشكل أفضل، كما هو الحال عند غياب صلاح أو ماني.

صحيح أن أوريجي كان بديلًا ناجحًا في الموسم المنصرم لكن هذه ليست القاعدة بل الاستثناء الذي يؤكدها، فالنجم البلجيكي صراحة لا يصلح ليكون بديلًا حتى في فرق مؤخرة الترتيب.
ليفربول في حاجة بشكل واضح للتوقيع مع رأس حربة أو جناح جديد يقوم بدور اللاعب رقم تسعة، ليكون بديلًا لفيرمينيو وللثنائي الأفريقي صلاح وماني ويستطيع القيام بأدوارهم جميعًا، مثل أنطوان جريزمان على سبيل المثال، لكن هذا فاز برشلونة به قبل أيام، ومثل بيبي لاعب ليل الفرنسي.
الآن انتهينا من الهجوم ووسط الملعب تقريبًا لنتحدث عن الدفاع وحراسة المرمى قليلًا، هل تأملتم في شركاء أغلى مدافع في العالم خلال الأشهر الماضية؟ ماتيب ولوفرين وأفضلهم جوميز.
مجرد سرد تلك الأسماء يوضح مدى حاجة ليفربول للاعب مدافع جديد يستطيع أن يكون شريكًا ناجحًا لفان دايك ولا يورطه في المشاكل المعتادة من الثنائي ماتيب ولوفرين ومن بعدهم جوميز بدرجة أقل.
ليفربول تحرك منذ فترة لضم ماتياس دي ليخت زميل فان دايك في المنتخب بالفعل، لكن دون فائدة فالأخير انضم لصفوف يوفنتوس، فهل يتحرك من جديد لشريك أكثر نجاحًا؟ عليهم فعل ذلك لو أرادوا مواصلة النجاحات التي بدأت هذا الموسم.
يمتلك ليفربول في الوقت الحالي كل من آندرو روبرتسون وترينت ألكسندر أرنولد، ثنائي من أفضل الأظهرة في العالم بالوقت الحالي رغم عمرهما الصغير.
Gettyالثنائي يقدمان مستويات مذهلة مع الفريق، وأساسيان في منتخبي بلادهما، لكن كالعادة فلنأتي للسؤال الأهم، من هم البدلاء؟ كلاين؟ أم ميلنر في غير مركزه؟
الأمر يبدو واضحًا للغاية للجميع، ليفربول في حاجة لظهيرين أو حتى لظهير واحد بمستوى جيد يفوق بكل تأكيد كلاين ويستطيع القيام بالمهام على جانبي الملعب من أجل تعويض أي غياب محتمل للثنائي روبرتسون وأرنولد دون تغيير مركز ميلنر وإفاقد منتصف الملعب لواحد من أهم لاعبيه.
وأخيرًا سنتحدث عن حراسة المرمى، المركز الذي لطالما كان مؤرقًا بالنسبة لليفربول في السنوات الأخيرة، الذي نجح أخيرًا أليسون بيكر في تحويله لمصدر طمأنينة لدى جماهير الريدز.
بيكر عظيم وهو واحد من أفضل حراس العالم في الوقت الحالي، كل ذلك بجوار قدرته على لعب الكرة بشكل جيد بكلتا قدميه، مما يساعد في بناء الهجمات، لكن لنعيد السؤال من جديد، من البديل؟ الإجابة هي مينيوليه، الذي قال عنه محمد أبو تريكة: "لو تم تسديد أريكة على مرمى يقف فيه مينيوليه ستسكن الشباك".
ليفربول بهذا الشكل في حاجة لخمس صفقات على الأقل بواقع رأس حربة وصانع ألعاب ومدافع وظهير أو ظهيرين بالإضافة لحارس بديل، وعلى أرض الواقع نشاهد المدير الفني يورجن كلوب يلمح لعدم الدخول لسوق الانتقالات الحالي، ربما يكون الألماني قد تم إلهامه من قبل تجربة توتنهام في الموسم الماضي بعدم التوقيع مع لاعبين، لكن لو كان الأمر كذلك بالفعل فعليه أن يلقي بالنظر لكيف انتهى موسم السيبيرز، لربما يغير من رأيه.
