الآن يمكن القول إن لاوتارو الحقيقي قد عاد! نجم إنتر الأرجنتيني كان عريس ليلة الأبطال مساء الأربعاء عندما سجل ثلاثية "هاتريك" في شباك موناكو بالجولة الأخيرة للبطولة القارية، وقدم عرضاً ربما لم يحصل على ما يستحقه من ثناء بسبب وجود 17 مباراة أخرى بنفس التوقيت في ليلة مجنونة!
هز مارتينيز الشباك سريعاً في الدقيقة الرابعة من علامة الجزاء، في لقطة غير معتادة عليه بعد إبعاده عن هذا التخصص في ظل إضاعته لأكثر من جزائية في مشواره مع إنتر، ولكن غياب المختص هاكان تشالهان أوغلو، والذي عبرت تلقائيته في التفاعل مع تسديد لاوتارو بصراحة عن رأيه في زميله من علامة الجزء، جعل الأرجنتيني يسجل بتسديدة كان محظوظاً أن حارس الضيوف فشل في إبعادها.
ولكن بعد ذلك مباشرة، وبالتحديد في الدقيقة 16 عاد نجم التانجو لهز الشباك بتسديدة قوية من تمريرة نيكولو باريلا، ثم أضاف الثالث بالشوط الثاني من متابعة لكرة أسقطها الحارس بالدقيقة 67، وكان يمكنه أن يزيد الغلة، وتناوب هو وبقية لاعبي النيراتزوري في إضاعة الفرص أمام الفريق الفرنسي المنهار أمام طوفان هجمات إنتر، ولعبه ناقصاً بسبب بطاقة حرماء بعد 12 دقيقة لكريستيان ماويسا.
وبالعودة إلى لاوتارو، حملت أهداف سهرة الأربعاء رقماً خاصاً، إذ جعلته ينفرد بصدارة هدافي إنتر في دوري أبطال أوروبا ببلوغه 17 هدفاً بعد أن تساوى الأسبوع الماضي مع الإمبراطور البرازيلي أدريانو ب14، رقم قد لا يليق بفريق بحجم إنتر ولكن النجم الأرجنتيني يثبت أنه قادر على زيادة غلته إذا استمر على هذا المنوال التهديفي الذي أظهره مؤخراً.
استعادة نجم إنتر حاسته التهديفية في الأسابيع الأخيرة تأتي بعد فترة عجاف عاندته فيها الشباك، وبدا واضحاً ابتعاده عن مستواه الذي به جلب الكوبا أمريكا لبلاده الصيف الماضي، وساهم به في تتويجه هدافاً للسيري آ وبطلاً لها مع إنتر، وبالتالي ترشحه للكرة الذهبية، بل ومطالبة العديدين وأبرزهم ليونيل ميسي، أن يكون هو المتوج بها في نسخة 2024.
قبل لقاءي سبارتا براغ وموناكو بآخر جولتين، سجل لاوتارو مرة وحيدة في دوري الأبطال كانت ضد النجم الأحمر، بينما في الدوري حتى ختام 2024 سجل 6 أهداف بالموسم الجاري، ولكن مع بداية العام الجديد سجل ثلاثة وصنع مرتين، كما سجل في الخسارة بنهائي السوبر الإيطالي ضد ميلان، والأهم أنه بدا وكأنه نفس اللاعب الذي كان عليه في العام الماضي، إذ استعاد ثقته في نفسه وإمكانياته، وعاد ليكون أحد صفوة لاعبي العالم.
انتصار إنتر على موناكو أمن له مقعداً مباشراً في دور ال16 لدوري الأبطال، ومكاسب مالية من اللقاء وحده تقارب 25 مليون يورو، وإجمالي ما يقارب 75 مليوناً عن دور المجموعات فقط، وجنبه مباراتين في فبراير الذي يشهد مواجهات مصيرية للفريق ضد ميلان ويوفنتوس قد تحدد مساره في الدوري قبل استئناف المشوار الأوروبي، بطولتنان سيكون بطل إيطاليا مرشحاً للمنافسة عليهما بالعطف على ما قدمه من أداء حتى الآن، ومع استعادته لقائده وهدافه لاوتارو مارتينيز بمستواه الحالي، قد يكون النيراتزوري حقاً قوة لا يستهان بها في 2025، وربما الأرجنتيني نفسه يكون هذا عامه لإسكات منتقدي ترشيحه للكرة الذهبية وإثبات أحقيته بالتواجد بين الصفوة.