كتب | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر
أعلن نادي الزمالك رسميًا التعاقد مع المدير الفني السويسري كرستيان جروس لقيادة الفارس الأبيض الفترة المقبلة خلفًا لخالد جلال المدرب المؤقت الذي قاد الفريق لبطولة كأس مصر في نهاية الموسم الماضي.
تولى جروس، صاحب السمعة الكبيرة في بلاده، من قبل تدريب عدد من الأندية على رأسها فيل السويسري فهي كانت المحطة الأولى له وقاده من الدرجة الرابعة للثانية، ثم بعد ذلك تولى تدريب أندية بازل وجراسهوبرز ويانج بويز في سويسرا أيضًا، وتوتنهام الإنجليزي، وشتوتجارت الألماني وكانت آخر محطاته مع أهلي جدة السعودي.
ومنذ فوز الزمالك بلقب الدوري 2014/2015 للمرة الأخيرة، تراجع بشكل لافت في المواسم الـ3 التالية، حيث احتل المراكز الثاني والثالث والرابع، مع تحقيقه لبطولات في كأس مصر وكأس السوبر.
ويعود تراجع الزمالك لعدم الاستقرار الفني بسبب كثرة تغيير المدربين من رئيسه مرتضى منصور خلال السنوات الـ4 الماضية، إضافة لتدخلاته المباشرة في عمل الأجهزة الفنية وصفقات اللاعبين.
التعلم من الماضي

لا يمكنك أبدًا أن ترتكب نفس الخطأ مرتين حتى تسقط لأن المرة الثانية تكون اختيارًا لا خطأً، وبالتالي أهم شرط يجب توافره حتى يضمن الزمالك دخوله الموسم بشكل جيد هو أن يتعلم القائمون عليه من أخطاء الماضي.
هناك بالتأكيد متطلبات للمنافسة على بطولة كالدوري تحتاج للنفس الطويل، فلا يمكن لفريق يُريد المنافسة أن يدخل كل موسم بتشكيلة متغيرة، أو يتخلى عن نجومه وقوامه الأساسي، وأن لا يصبر على الأجهزة الفنية، والتدخل في عمل الأجهزة الفنية واختلاق المشاكل في الإعلام أو الحديث عن الأمور الفنية.
فترة الإعداد هي الأساس

منذ فترة طويلة وبسبب تلاحم المواسم لم تكن هناك فترات إعداد حقيقية للأندية المصرية قبل الموسم، الآن الزمالك يستعد لفترة تحضير، ومن الجيد حسم ملف المدير الفني قبل هذه الفترة.
أهم آفة عانى منها الزمالك خاصة في الموسم الماضي رفقة مدربه نيبوشا تحديدًا هو قيامه بالتجارب خلال الموسم، والدليل أنه أشرك 30 لاعبًا في الفترة التي تواجد فيها، أي القائمة بالكامل تقريبًا، وهو أمر سلبي تمامًا.
سيكون على جروس استغلال فترة التحضير بشكل مثالي وبالقائمة التي سيدخل بها الموسم وبعد حسم ملف الصفقات، بحيث لا يتم ضم أي لاعب إلا وجروس يعرف كيفية الاستفادة منه ووضع القوام المناسب للفريق.
التجربة الأخيرة لجروس مع أهلي جدة

البناء على نهاية الموسم الماضي

أنهى الزمالك الموسم الماضي بشكل جيد بالحصول على بطولة كأس مصر، والتي ضمنت له المشاركة في بطولة الكونفدرالية الأفريقية الموسم المقبل.
في نهاية الموسم الماضي ظهرت عدة إيجابيات تحسب للمدرب خالد جلال، أهمها تألق لافت لبعض اللاعبين كيوسف أوباما ومحمد عنتر وحمدي النقاز وكاسونجو والشراكة الرائعة في الوسط بين طارق حامد ومحمود عبدالعزيز.
كل تلك الأمور يجب البناء عليها في الموسم الجديد، بحيث يتم فقط سد الثغرات بصفقات محدودة وصاحبة جودة، لصناعة قوام للفريق.
جروس فنيًا

يمكن القول أن جروس هو أثقل اسم تدريبي تعاقد معه الزمالك منذ رحيل المدرب البرتغالي المخضرم جوسفالدو فيريرا.
المدرب لديه سيرة ذاتية جيدة للغاية وتجربة تدريبية طويلة وتحصل على العديد البطولات وكان آخرها مع الأهلي السعودي.
صحيح أن اسم المدرب وسيرته الذاتية ليست ضمانة للنجاح في مصر، فتاريخ كرة القدم المصرية شهد حضور الكثير من المدربين الكبار لكنهم لم يُحققوا النجاح المتوقع.
لكن ليس معنى ذلك أن تتعاقد مع مدرب متواضع فنيًا، أو صاحب اسم قليل.. فالمنطق يجب أن يتبع.
الزمالك نجح في جلب اسم مميز ومدرب تكتيكي من الطراز الرفيع يؤمن بالمرونة وبتطبيق الطريقة التي تناسب العناصر التي يمتلكها، لذا سيكون على مرتضى منصور ومجلس إدارته أن يمنحوه الكلمة الأولى والأخيرة في كل شيء.
النجاح لا يأتي فقط على أرض الملعب، ما يحدث على أرض الملعب هو مجرد نتيجة للاستقرار الذي يجب أن يحدث في أروقة مجلس الإدارة وعدم وضع السكين على رقاب اللاعبين والمدرب.
