منذ 5 سنوات اضطر بايرن ميونخ لخوض مباراة أمام سيسكا موسكو بدون جمهور بسبب العقوبة التي وقعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على جماهير الفريق الروسي نتيجة لأفعال الشغب.
في ذلك التوقيت خرج بيب جوارديولا المدير الفني لبايرن ميونخ في ذلك التوقيت ليقول إنه من المؤسف أن تلعب كرة القدم بدون جماهير، قائلًا: "إذا كانت المدرجات فارغة، فلمن نلعب إذًا؟ لقد كان شعورًا صعبًا.
بعدها بسنوات، أجبر فيروس كورونا المنتشر الفترة الأخيرة، على تحول كرة القدم للعبة بدون جماهير، حيث واصل ضربه وتأثيره الكبير على مختلف الأحداث الرياضية والكرة تحديدًا بمختلف أنحاء العالم، بل وأصاب العديد من اللاعبين والمدربين.
شهور مرت من الشعور بأن هناك شيئًا ناقصًا بلا صخب في الملاعب، بمحاولة تعويض ذلك افتراضيًا ولكن بشكل لا يرضي شغف المتابع، بل وأنك في بعض الملاعب الأخرى تضطر للسماع إلى صوت الصدى نظرًا لعدم توفّر التقنية.
ولكن في نفس الوقت، تسبب ذلك في شيء قد يبدو إيجابيًا بالنسبة للبعض، ولكن مع الأسف لن يكون إيجابيًا للجميع كون رواد المدرجات هم من اعتادوا فعل ذلك، وكونه يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي بدلًا من المدرجات.
الأزمة كانت في أن البشر باتوا عنصريين أكثر من اللازم، وبما أن البشر يضمون بداخلهم جماهير كرة القدم ــ بديهيات ــ كان من الطبيعي أن تشاهد هذه العنصرية بين صفوف الجماهير وتجد من يبرر لها.
وفقًا للأرقام الصادرة عن حكومة المملكة المتحدة، فكانت هناك زيادة بنسبة 65% في عدد الحوادث التي تنطوي على إساءة عنصرية وقد تم الإبلاغ عنها للشرطة في مباريات كرة القدم خلال موسم 2018-2019.
ذكرت أيضًا منظمة كيك أوت البريطانية المختصة في مكافحة العنصرية، أن هناك زيادة 43% في حوادث العنصرية المبلغ عنها - من 192 إلى 274 - في نفس الموسم، وأتت الزيادة بصورة حادة في حوادث التمييز القائم على العقيدة، بما في ذلك كراهية الإسلام ومعاداة السامية، التي ارتفعت بنسبة 75% على مدار العام.
إنه اتجاه مثير للقلق، وفي الوقت الذي تقوم فيه رابطة الدوري الإنجليزي مع الاتحاد الإنجليزي بتمويل منظمات مثل كيك أوت وغيرها من المؤسسات لمجابهة العنصرية، إلا أن الموقف الحالي يتطلب مزيدًا من الجهود.
يُعد تشيلسي واحدًا من قادة الدوري الإنجليزي عندما يتعلق الأمر بمحاربة العنصرية، بعد أن حققت حملة "قل لا لمعاداة السامية" جوائز بسبب أعمالها، ومع ذلك فلا يزال البلوز في معركة مستمرة مع جمهورهم عندما يتعلق الأمر بالقضاء على الانتهاكات العنصرية.
هذه المعلومات واستمرار الممارسات العنصرية بلا عقوبات ضد الأندية وببعض العقوبات التي لا تمنع من تكرار هذه الممارسات من قبل الجماهير ذاتها في المباريات اللاحقة.
ربما في الوطن العربي حتى نجد أن بعض الدول كمصر على سبيل المثال تلعب مبارياتها بلا جماهير منذ سنوات طويلة وعلى الرغم من ذلك المشاغبات الجماهيرية والعنصرية أخذت طريقًا آخر عبر منصات التواصل الاجتماعي.
العنصرية في كرة القدم: الغرامات والعقوبات وتأثيرها السلبي على كرة القدم
الخلاصة؟ باتت كرة القدم أفضل بلا جماهير على مستوى الشغب والعنصرية لأنها لم تعد تطفو على السطح، ولكن ما بداخل الجماهير سيظل بداخلها حتى يؤمن البشر بحق الجميع في الحياة بلا إساءات جارحة.
