يبدو أن تهديد كرة القدم السعودية لنظيرتها في أوروبا لن يكون فقط على صعيد خطف اللاعبين والمدربين والإداريين المميزين، بل سيمتد كذلك إلى المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال الطامحين في الاستثمار بمجال الرياضة وتحديدًا اللعبة الشعبية الأولى.
اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي
صحيفة ريببليكا الإيطالية كشفت النقاب عن أسرار وكواليس مدوية في سعي المملكة نحو جلب الاستثمار الأوروبي لكرة القدم السعودية، مشيرة إلى أن الحكومة السعودية ممثلة بوزير الاستثمار، خالد الفالح، ونائب وزير الرياضة، بدر القاضي، تقوم حاليًا بجولة في القارة العجوز لإقناع المستثمرين بشراء أندية دوري روشن السعودي.
السعودية كانت قد أقدمت على خطوات تاريخية لتحسين جودة وتطوير كرة القدم والدوري المحلي، حيث اتخذت قرارًا بخصخصة الأندية، وكانت البداية بانتقال 75% من ملكية الهلال والاتحاد والنصر والأهلي إلى صندوق الاستثمار السعودي، فيما ذهبت ملكية نادي القادسية إلى شركة أرامكو، عملاق النفط الوطني، واستحوذت نيوم على نادي الصقور وغيرت اسمه، وهناك المزيد من تلك العمليات قادمة خلال الأسابيع القادمة.
التقرير أوضح أن الدوري السعودي ورغم حجم الإنفاق الهائل في الصيف الماضي وضم العديد من النجوم الكبار لم يُحقق الهدف المطلوب، إذ ساهمت سيطرة الهلال على المنافسة رياضيًا في ابتعاد الجمهور عن الملاعب وغياب الرعاة عن بقية الأندية مما قلل حجم المداخيل والأرباح المتوقعة، مشيرًا إلى أن ذلك قد يُساهم أيضًا في رفض النجوم الكبار الانتقال للدوري السعودي.
ريببليكا نقلت عن أحد المستشارين الغربيين المرتبطين بعملية التطوير تلك قوله "دون منافسة حقيقية لا يوجد شيء، والسعوديون فهموا ذلك أخيرًا"، وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين السعوديين يرغبون في الحفاظ على مستوى ممتاز ثابت لكرة القدم والبطولة المحلية حتى كأس العالم 2034 الذي سيُنظم في البلاد ويتم بناء عددًا من الملاعب الرائعة لضمان نجاحه.
الصحيفة الإيطالية ذائعة الصيت كشفت النقاب عن تواجد وزير الاستثمار ونائب وزير الرياضة في عدد من المدن الأوروبية، وتحديدًا لندن يوم الأربعاء القادم، وميلانو يومي الخميس والجمعة، ويوم 8 سبتمبر في ميونخ، و10 من نفس الشهر في ستوكهولم، وإجرائهم عدة اجتماعات مع مسؤولين ورجال أعمال ولاعبين رئيسيين في كرة القدم بهدف تسويق الأندية السعودية وإقناع المستثمرين بالاستثمار بها، خاصة مع نظام الضرائب المشجع جدًا والمناخ الاستثماري الممتاز والوعود بتحسين البنية التحتية والملاعب.
وأتم التقرير بالإشارة إلى أن كرة القدم السعودية تُعد فرصة عظيمة لرجال الأعمال الإيطاليين تحديدًا، ونقلت عن فيديريكو فنتوري فيريولو، الشريك في "LCA Studio Legale" قوله "بالنسبة للنظام الإيطالي، إنها فرصة عظيمة، فكرة القدم في الرياض معروفة بالتقاليد والتاريخ والموهبة".