كم مرة فازت فرنسا بكأس العالم؟ ومتى حصل الديوك على المونديال لأول مرة؟

واجهت فرنسا كرواتيا في نهائي كأس العالم 2018، ونجحت في تحقيق انتصاراً صعباً بالنسبة لمجريات اللقاء بأربعة أهدافٍ لهدفين، ففازت بلقب المونديال لأول مرة منذ 20 عاماً.

كان الديوك مرشحين للعودة باللقب هذا العام، لكنهم كانوا في المرتبة الثانية خلف مرشحي الصف الأول مثل البرازيل بطلة العالم 5 مرات والمدججة بنيمار وكوتينيو، وألمانيا حاملة اللقب، وإسبانيا التي غيرت جلدها أخيراً بقيادة لوبيتيجي الذي رحل عشية انطلاق المسابقة تاركاً مقعده لفيرناندو هييرو.

يرى الكثيرون من عشاق كرة القدم حول العالم أن كأس العالم 2018 هو الأفضل على الإطلاق في الألفية الجديدة، وأنه واحداً من أفضل المونديالات التي عرفتها الساحرة المستديرة، فجميع المنتخبات المشاركة أو أغلبها بشكل أكثر دقة قدموا عطاءً وفيراً، حتى التي خرجت من الدور الأول مثل المغرب التي أحرجت الماتادور والبرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو، وكوريا الجنوبية التي صنعت التاريخ وفازت على ألمانيا في دور المجموعات لكنها ودعت رفقتها.

وسنتعرف معاً في الأسطر التالية على عدد مرات فوز فرنسا بكأس العالم ووصولها للنهائي، وسنسرد تاريخ الديوك في المونديال..

اضغط هنا لمتابعة كل جديد من أخبار ونتائج وأهداف في كأس العالم 2018 بروسيا

بدأت فرنسا مسيرتها المونديالية مع بداية كأس العالم في نسخته الأولى في أوروجواي، لكنها لم تقدم آداءً جيداً وودعت من دور المجموعات، بعد أن جاءت في المركز الثالث في المجموعة الأولى التي ضمت الأرجنتين، تشيلي والمكسيك.

واصل الديوك الإخفاق في 1934 وخرجوا من الدور الأول على يد النمسا، وكانت المسابقة وقتها تلعب بنظام خروج المغلوب فقط بدايةً من دورها الأول، وفي 1938 استضافت فرنسا المونديال، وعبرت للدور الثاني لأول مرة في تاريخها بعد الفوز على بلجيكا بثلاثة أهدافٍ لهدف، لكنها اصطدمت بإيطاليا التي أقصت الزُرق بعد الفوز عليهم بنفس النتيجة.

سجل الديوك غيابهم الأول عن كأس العالم في عام 1950، وبالرغم من فشلهم في التأهل إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قام باستدعائهم، لكنه قام باستبعادهم بعد ذلك.

حصدت فرنسا ميداليتها الأولى في السويد 1958، وكانت هذه الميدالية برونزية وحصلت عليها بعد الفوز على ألمانيا الغربية بستة أهدافٍ لثلاثة في مباراة تحديد المركز الثالث.

فشل الزُرق في التأهل لمونديال 1962، ثم خرجوا من دور مجموعات إنجلترا 1966، وبعد ذلك واصلوا السقوط ولم يصلوا لبطولتي 1970 و1974.

حقق الديوك المركز الرابع لأول مرة في تاريخهم عام 1982، وذلك بعد خسارتهم في مباراة تحديد المركز الثالث من بولندا بثلاثة أهدافٍ لهدفين، لكنهم عادوا بقوة في 1986 وحصلوا على البرونزية للمرة الثانية في تاريخهم بعد الفوز على بلجيكا بأربعة أهدافٍ لهدفين.

سقطت فرنسا من جديد في التصفيات المؤهلة وفشلت في المشاركة في مونديالي 1990 و1994، ثم قامت بتنظيم كأس العالم في 1998، ونجحت في الفوز به للمرة الأولى في تاريخها بعد سحق البرازيل في النهائي بثلاثيةٍ نظيفة.

لم يتغيب الزُرق عن البطولة منذ ذلك الحين، لكنهم خرجوا من دور المجموعات بصورةٍ مذلةٍ مرتين عام 2002 و2010، فيما وصلوا لربع النهائي في 2014، وحصلوا على الميدالية الفضية للمرة الأولى في تاريخهم في 2006 بعد الخسارة من إيطاليا بركلات الترجيح في النهائي.

سافر المنتخب الفرنسي لروسيا في 2018 بجيلٍ قوي به العديد من النجوم الشباب أبرزهم "بوجبا، مبابي، جريزمان وكانتي"، وبالرغم من أنه لم يكن من مرشحي الصف الأول، إلا أنه فاز بكأس العالم للمرة الثانية في تاريخه، وذلك بعد أن فاز في النهائي على كرواتيا بأربعة أهدافٍ لهدفين.

وفي نسخة قطر 2022 من البطولة، كاد المنتخب الفرنسي من تحقيق اللقب الثالث له في البطولة والثاني على التوالي، بعد أن وصل للمباراة النهائية، ولكن خسر أمام الأرجنتين بركلات الترجيح، بعد مباراة مثيرة انتهت بالتعادل بثلاثة أهداف لكل منتخب، في الوقت الأصلي والإضافي للمباراة.

اقرأ أيضاً .. بعد فوز فرنسا على كرواتيا، هل حصل الديوك على النسخة الأصلية لكأس العالم؟

تاريخ فرنسا في كأس العالم:

فرنسا 3-0 البرازيل (باريس، 12 يوليو 1998)

شاركت فرنسا في كأس العالم 1998 باعتبارها البلد المستضيف، وكانت غير مرشحة لرفع الكأس الغالية في النهاية، فالديوك كانوا بعيدين جداً عن الساحة الدولية، حيث فشلوا في التأهل لبطولتي 1990 و1994.

كان الزُرق يمتلكون لاعبين جيدين أبرزهم لوران بلان، فابيان بارتيز، يوري دجوركاييف، إيمانويل بيتي وديديه ديشان، وبالرغم من كونهم لاعبين عظام، إلا أن هناك أكثر من منتخبٍ في البطولة كان يمتلك تشكلية أفضل من تشكيلة المنتخب الفرنسي، لكن ما رجح كفة أصحاب الأرض هو الجمهور الذي ملأ الملاعب في جميع المباريات، والمدرب العبقري إيمي جاكيه.

وقع الديوك في المجموعة الثالثة في كأس العالم، ونجحوا في تصدرها بالعلامة الكاملة بعد أن انتصروا على جنوب أفريقيا والسعودية والدنمارك على التوالي، وفي الدور الثاني واجهوا باراجواي العنيدة وتعادلوا معها سلبياً بدون أهداف، فامتد وقت المباراة للأشواط الإضافية التي شهدت تسجيل لوران بلان الهدف الذهبي.

قابلت فرنسا إيطاليا في ربع النهائي وتعادلت معها سلبياً في وقتي المباراة الأصلي والإضافي، فلجأ المنتخبان لركلات الترجيح التي فاز بها أصحاب الأرض بنتيجة (4-3)، وفي نصف النهائي واجه الزُرق كرواتيا وانتصروا عليها بهدفين لهدف.

ضرب الديوك موعداً مع السامبا في النهائي، وكانت جميع الترشيحات تصب في مصلحة البرازيل التي كانت حاملة اللقب وقتها، والتي كانت تمتلك كتيبة من النجوم على رأسها رونالدو، ريفالدو، روبيرتو كارلوس وبيبيتو، لكن رأس زيدان الذهبية باغتت الجميع وتقدمت لفرنسا بهدفين في الدقيقة 27 و46 من عمر الشوط الأول الذي انتهى بهذه النتيجة.

ضغطت البرازيل بكامل قوتها في الشوط الثاني، وكادت أن تسجل الهدف الأول لولا عارضة بارتيز الذي وقفت في وجه رونالدو، وفي الدقيقة 93 تقدمت فرنسا بهجمة مرتدة منظمة أنهاها إيمانويل بيتي بالهدف الثالث في شباك تافاريل، فأسدل الستار عن آخر مونديال في القرن العشرين برفع الديوك لكأس العالم.

Getty

فرنسا 4-2 كرواتيا (موسكو، 15 يوليو 2018)

تأهلت فرنسا لكأس العالم 2018 بعد تصدر المجموعة الأولى في التصفيات الأوروبية برصيد 23 نقطة، جمعتهم من 7 انتصارات وتعادلين وخسارةٍ واحدة.

وقع الديوك في المجموعة الثالثة وتصدرتها بـ7 نقاط، جمعتهم بالفوز على أستراليا وبيرو على التوالي، ثم التعادل مع الدنمارك سلبياً بدون أهداف.

أقصى الزُرق الأرجنتين من دور الـ16 بعد الانتصار بأربعة أهدافٍ لثلاثة، ثم تخطوا أوروجواي بهدفين نظيفين في ربع النهائي، وفي نصف النهائي واجهوا بلجيكا وانتصروا عليها بهدفٍ نظيف.

قابلت فرنسا كرواتيا في نهائي كأس العالم 2018، وهذه المرة كانت جميع الترشيحات تصب في صالحها، وبالفعل نجح الديوك في تحقيق الانتصار بأربعة أهدافٍ لهدفين وفازوا بالمونديال للمرة الثانية في تاريخهم.

فاز ديديه ديشان بكأس العالم كلاعب في 1998، ثم فاز به كمدرب في 2018، لكنه ليس الأول الذي يفوز بالبطولة كلاعب ومدرب، بل سبقه إلى هذا الإنجاز العظيم لاعبين مدربين اثنين.

الأول هو البرازيلي ماريو زاجالو الذي فاز بالمونديال كلاعب مرتين عامي 1958 و1962، وفاز به مرةً واحدةً فقط كمدرباً لمنتخب بلاده في 1970، كما أنه كان مساعداً لكارلوس ألبيرتو بيريرا الفائز ببطولة أمريكا 1994.

كرر الألماني فرانز بيكنباور الإنجاز بعدها بـ20 عاماً، ففي 1974 فاز بكأس العالم كلاعب، وفي 1990 فاز به كمدرب.