Jurgen Klopp Liverpool 2019-20Getty Images

كلوب يودع دوري الأبطال.. لماذا استحق ليفربول الخروج ولم يستحقه؟

"تمر الحياة بين أبيض وأسود، أما عن المنطقة الرمادية فلا أحد يحبها، ولا أحد ينظر إليها"

هذه الكلمات ليست مقتبسة من أحد، بل هي جزء مما أكتبه، فقط وضعها بين علامتي تنصيص جعلها تبدو أكثر أهمية، ولكوني أراها كذلك، أردت أن أبرز أهميتها تلك، الآن يمكننا أن نبدأ.

العنوان هو خروج ليفربول من دوري الأبطال، والحدث هو تأهل أتلتيكو مدريد لربع نهائي المسابقة على حساب حامل اللقب، والتفسيرات؟ هذه هي المشكلة، أنها ستعتمد على ما انتهت عليه الأمور فقط.

بالنظر إلى إحصائيات المباراة التي سدد فيها ليفربول 34 تسديدة وتولى أوبلاك المهمة وحده تجد الريدز يستحقون العبور إلى الدور القادم، وبالنظر إلى عدم قيام دييجو سيميوني حتى بمحاولة بناء المرتدات لا يمكن اعتبار الروخي بلانكوس مستحقين للتأهل، ولكن ماذا عن مجمل الأعمال؟

هنا سنعود بالزمن إلى بداية الموسم الماضي، حين تحدث يورجن كلوب عن أداء فريقه المتواضع في مقابل تحقيق الانتصارات، ومن هنا أطلق مصطلح الانتصارات القبيحة "ugly wins” والذي لم يجد فيها عيبًا، بل تعامل معها كغاية في بعض الأوقات طالما يحقق ما يريده من المباريات التي يخوضها.

في نهاية الموسم أعطى المدرب الألماني تقييمًا للفريق قال فيه إن ليفربول لم يقدم أداء ممتعًا وقويًا على مدار الموسم بقدر ما كانوا آلات جمع نقاط، وهذا ما يتطلبه الفوز بالبريميرليج، هذه هي قوانين كلوب التي يسير عليها في حال لم يقدم المردود الجيد، شرط أن يحقق الانتصار في النهاية.

Jordan Henderson Liverpool Atletico 2019-20Getty

الآن انقلبت الآية على كلوب، وصحيح أن السيناريو كان أكثر فجاجة من تلك التي المواقف التي استفاد فيها ليفربول ومدربه، إلا أن القانون هو ذاته، وطالما ارتضاه كلوب حين كان الطرف المستفيد، فلا مبرر لرفضه حين تدور عليك الدائرة.

عقب لقاء الذهاب بين ليفربول وأتلتيكو مدريد والخسارة الأولى للريدز هذا الموسم منذ خسارة نابولي، خرج يورجن كلوب وعدد كبير من لاعبي ليفربول ليتحدثوا عن جحيم الأنفيلد وما ينتظر الروخيبلانكوس ولاعبيه هناك، متسلحين بما يقدمونه هذا الموسم وبريمونتادا برشلونة التي أعطتهم بريقًا خاصًا.

صلاح وفان دايك وروبرتسون وأرنولد وحتى الوافد الجديد أدريان، جميعهم يتحدث عن جحيم أنفيلد، ليضعوا ضغطًا إضافيًا عليهم في محاولة تعويض النتيجة، ويسمحوا للاعبي الخصم وجماهيره وباقي سكان كوكب الأرض بانتظار سقوطهم حتى ينالوا من تصريحاتهم تلك، والتي لم تخلً من غرور.

هنا سنصل إلى معادلة الفارق بين ما هو صحيح، وما هو صحيح ولكن لا يقال في العلن. قبل مواجهة الإياب يجب على جميع لاعبي ليفربول الإيمان بالقدرة على التعويض وبجحيم أنفيلد وبما سينتظر أتلتيكو مدريد هناك، ولكن هل يجب أن يقال ذلك في العلن؟ الإجابة لا. أسلوب لعب أتلتيكو مدريد مستفز إلى حد كبير، ولكن هل يصح بأن يصرح يورجن كلوب بذلك؟ أيضًا الإجابة لا.

هذه التصريحات والموجة التي خلقها لاعبي ليفربول حوّلت سلاحهم الأقوى إلى سلاح مضاد، التفوق النفسي على جميع الخصوم قد يصبح انبطاحًا مع الوقت، والشواهد تقول ذلك، سواء ما يذكره التاريخ من وقائع سابقة، أو ما حدث مع ليفربول نفسه بعد موجة من النتائج التصاعدية، بعدها خسارة من أتلتيكو مدريد، ثم خسارة وخسارة وخسارة أخرى.

الوضع يشبه أن يقوم أحد لاعبي كمال الأجسام بالسخرية من طفل صغير، ويأتي هذا الصغير ويصفعه على وجهه ثم يهرب، حينها سيتحول صاحب العضلات المفتولة إلى كوميديا تمشي على الأرض، ولن يستطيع أن يقول إنه في حال أمسك بالولد الصغير سيبرحه ضربًا، لأن هذا صحيح بالفعل، ولكن لا يمكن أن يقال في العلن.

كلوب: افتقدنا للحظ ولا أفهم طريقة لعب أتلتيكو مدريد

في النهاية استحق كلوب الخسارة ولم يستحقها. كيف؟ استحقها على مجمل ما حدث، ليس استحقاقًا بالمعنى الحرفي، ولكن كنتيجة طبيعية لاستعراض العضلات المبالغ فيه، بينما لم يستحقها على مستوى كرة القدم ولقائي الذهاب والإياب فقط، لأنه لا قانون ولا منطق يخبرنا أن هناك تكتيك يقول بأن تترك حارس مرماك يواجه الخصم وحده.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0