عُرف عن الدوري الإنجليزي الممتاز قسوة المنافسة فيه، بحيث أنه لا يمنح أي متنفس للفرق في التركيز على التنافس أوروبيًا ومحليًا، وللدلالة على ذلك فإن مانشستر يونايتد هو آخر فريق جمع ثنائية الدوري والأبطال عام 2008.
فعادة ما يمتد الصراع على الدوري الإنجليزي للمراحل الأخيرة مع دخول مباريات خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا، لكن على ما يبدو في ليفربول وقبل خوض مباريات دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا قد حسم عمليًا لقب البريميرليج وبات التتويج به مسألة وقت.
هذا قد يجعل ليفربول أكثر راحة، ويجعل تركيزه ينصب على دوري أبطال أوروبا من خلال إراحة بعض العناصر الأساسية في المباريات غير القوية في الدوري الإنجليزي لتجهيزهم لخوض منافسات الأبطال الصعبة "كما كان يفعل زيدان في ريال مدريد مع رونالدو مثلاً".
ربما إراحة بعض اللاعبين سيعرض ليفربول للخسارة في مباراة ما في البريميرليج وإنهاء حلم النادي بتحقيق دوري اللاهزيمة، وهنا تقع معضلة أمام يورجن كلوب، هل يواصل اللعب بقوته الضاربة في كل مباراة بالبريميرليج مهما كان الخصم لتحقيق إنجاز آرسين فينجر أم يوفر طاقته لما هو قادم في الأبطال، لتحقيق إنجاز فيرجسون 2008 و1999؟
علمًا أنه قد يواصل الدفع بقوته الضاربة في كل مباراة وخسر أيضًا في واحدة، لأنه سبق وخسر بتشكيلته الأساسية أمام مانشستر سيتي في ملعب الأخير الموسم الماضي، وسيواجهه مرة أخرى.
Getty Imagesومن الواضح أن ليفربول لديه القدرات التي تمكنه من الفوز بدوري أبطال أوروبا مرة أخرى، على الرغم من صعوبة ذلك، نظرا لأنه لم يحتفظ أي ناد إنجليزي بلقب دوري أبطال أوروبا منذ أن فعل نوتنجهام فورست ذلك قبل 39 عاما.
كما لم ينجح أي ناد إنجليزي من قبل في الاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا في نفس الموسم الذي يحصل فيه على لقب الدوري الإنجليزي!
مما لا شك فيه أن ليفربول يعتمد بشكل كبير على قوام أساسي من اللاعبين في كافة الخطوط، ومن حسن حظه أن الإصابات بعيدة عنهم، لكن الإرهاق قد يكون الآفة التي تحرم كلوب من تحقيق إنجازًا تاريخيًا بمعانقة الأبطال مرة أخرى.
كما أن الأندية الأوروبية حاليًا باتت أكثر قوة، برشلونة قام بتغيير مدربه ولا يزال ميسي في أفضل حالاته، كما أن يوفنتوس لديه العناصر التي تؤهله للمنافسة على اللقب بقيادة رونالدو المتعطش والمستعيد لبريقه، كما أن ريال مدريد يظل دائما هو ريال مدريد الذي يمكنه الفوز بالبطولة في أي عام، وقد عاد له زين الدين زيدان.
الأمر نفسه بالنسبة لباريس سان جيرمان الذي أبهر الجميع بمستوياته في دور المجموعات، وتألق لافت لنيمار ومبابي هذا الموسم مع ابتعاد الإصابات عنهما.. وبالتالي فليفربول بحاجة ليكون في أتم جاهزية لخوض المنافسة الأوروبية بكل أسلحته.


