Karim Adeyemi NxGnGoal

كريم أديمي: من رفض بايرن ميونيخ له لنجومية مبكرة في سالزبورج

يتعامل اللاعبون المراهقون مع رفض الأندية الكبيرة لهم بطرق مختلفة. يمكن أن يكون التخلي عن النادي الذي حلمت بتمثيله أمرًا صعبًا في أي عمر، ولكنه أصعب بشكل خاص لأولئك الذين قد يكونون صغارًا جدًا لفهم السبب تمامًا.

بعضهم قد يترك اللعبة ولا يمارسون الكرة إلا في وقت فراغهم، البعض الآخر بمقدوره أن يضع هذا الرفض كحافز لاستكمال مسيرته، وإن كان بمستوى أقل مما كانوا يأملون.

القلة الصغيرة هي التي تكون قادرة على التعامل مع خيبة الأمل هذه وتوجيهها على هذا النحو الصحيح، حتى يتمكنوا من تطوير أنفسهم وبداية مسيرتهم في مكان آخر، ليصبحوا اسمًا مألوفًا وبارزًا في جميع أنحاء العالم.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

بالنسبة لكريم أديمي، تشير الدلائل إلى أنه سيتبع المسار الأخير، حيث تخطى فكرة أن بايرن ميونيخ قد رفض سابقًا ضمه ليتحول لأحد أفضل المواهب في كرة القدم الأوروبية.

اللاعب البالغ من العمر 18 عامًا - الذي تم تسميته في وقت سابق من هذا الأسبوع كواحد من أفضل 50 لاعب كرة قدم مراهق في العالم في قائمة الجيل القادمة السنوية الخاصة بموقع جول - يعيش إنطلاقة رائعة مع ريد بول سالزبورج حيث يسير لاتباع خطى إيرلينج هالاند ويستخدم النادي النمساوي العملاق كنقطة انطلاق إلى أحد أكبر الأندية في القارة.

برشلونة وآرسنال وليفربول من بين الفرق التي تتابع بالفعل اللاعب الشاب، على الرغم من أنه ظهر لأول مرة مع سالزبورج في فبراير الماضي، بعد أن أمضى النصف الأول من الموسم على سبيل الإعارة مع نادي إف سي ليفرينج في المستوى الثاني في النمسا، ومنذ اللحظة التى رفضه فيها بايرن ميونيخ واللاعب يسير من مستوى لمستوِ أفضل.

إن الأمر بعيد كل البعد عن بداياته المتواضعة في النادي المحلي فورستنريد، على الرغم من أنه لم يستمر معه لفترة طويلة عندما جذب أنظار البايرن.

يقول كريم لموقع جول عن فترته في فورستنريد "أحذية ومعدات كرة القدم بشكل عام التي كنت أملكها في البداية لم تكن رائعة.لم نلعب على العشب أيضًا، ولكن على الأرض الحمراء أو في ملعب ترتان. لكن أهم شيء كان هو التعرف على الأولاد واللعب معًا".

"في فصل الشتاء كان لدينا في كثير من الأحيان بطولات داخلية صغيرة حيث حظيت بفرصة لإظهار قدراتي، كان يحضر كشافة من بايرن، حيث اتصلوا بوالدي وقدموا لي عرضًا، لقد كنت سعيدًا حقًا بالحصول على فرصة اللعب مع أفضل اللاعبين الشباب في ميونيخ. لقد كان قدوتي دائمًا آريين روبين. شخصيته وطريقته في التسديد كانت تبهرني".

Karim Adeyemi Germany 2019Getty Images

وتابع "في هذه اللحظة لم أكن مهتمًا حقًا إن كان سأستمر أم لا،  كان التدريب مختلفا جدا وأكثر كثافة وأكثر تنظيما. في فورستنريد كان هناك الكثير من اللاعبين، بينما في بايرن كانت المجموعات أصغر. باختصار، كانت الجودة والظروف أعلى ببساطة".

على الرغم أنه نال إشادة مدربيه، لكن سلوكه خارج الملعب أثار القلق لدى مسؤولي بايرن.

وكشف أديمي "في بايرن أصبح من الواضح بسرعة أن هناك خطة دقيقة. إذا خرجت عن الخط كلاعب أو لم تلتزم بهذه الخطة فعادة ما تتلقى القليل من الدعم".

"يتعامل كل نادٍ مع الآمر بشكل مختلف، ورحلت لأن العلاقة بين والدي والمدير الرياضي في ذلك الوقت لم تعد كما ينبغي. بالطبع كنت حزينًا، وبعد وقت قصير واصلت اللعب وقررت العودة إلى ناديي القديم فورستنريد، وعقب إحدى البطولات جاء كشافة من أونترهاخينج وتعاقدوا معي".

في أونترهاخينج، التقى أديمي بالرجل الذي ساهم في تطويره وإرشاده طوال سنوات مراهقته المبكرة، مانفريد شوبيل.

شوبيل الذي كان لاعبًا لبايرن ميونيخ وميونخ 1860، هو رئيس أونترهاخينج، الذي أمضى فترة قصيرة في دوري الدرجة الأولى مطلع القرن، بعد أن أمضى معظم وجوده في المستويات الدنيا في ألمانيا.

استطاع شوبيل في علاج المشكلات السلوكية التي كانت تعيق تقدم أديمي وتأكد من وضعه على الطريق الصحيح داخل وخارج الملعب، لدرجة أه حرمه من التدريب كي يتحسن في الدراسة.

يتذكر أديمي، الذي يأمل الآن في إكمال دبلومه في المدرسة الثانوية في وقت لاحق من حياته: "كنت طفلاً نشطًا جدًا واحتاج إلى الكثير من الوقت. لم أستطع البقاء ساكنًا وكان علي دائمًا الانتقال. ثم كانت هناك حقيقة أن المدرسة لم تكن سهلة أبدًا بالنسبة لي. لم يقتصر الأمر على أعصاب والدي فحسب، بل أيضًا على أعصاب شوبيل".

"كانت هناك مناقشات في كثير من الأحيان حول المدرسة، بما في ذلك مع النادي. في مرحلة ما كنا على صواب. كان عذري دائمًا أن المعلم هو المسؤول.. أنا لست رجلًا يمكنني الجلوس والدراسة لساعات أعتقد أنني فهمت الآن أنني مسؤول ".

Karim AdeyemiTwitter/FCLiefering

أخيرًا بعد فهم ما هو مطلوب للوصول إلى القمة، بدأ أديني في جذب انتباه عدد من أفضل الأندية الأوروبية. راقب كل من ليفربول وأتلتيكو مدريد ولايبزيج، بينما دعاه تشيلسي هو وعائلته لقضاء بعض الوقت في ملعب تدريبهم للاختبار.

في الأخير كان سالزبورج، هو الذي حصل على توقيعه، حيث أنفق مبلغًا يقارب 3 ملايين يورو لإضافة اللاعب البالغ من العمر 16 عامًا آنذاك إلى فريقهم الشاب الغني بالمواهب.

"قررت مواصلة اللعب في أونترهاخينج لأنني شعرت براحة شديدة. لم يكن الانتقال إلى تشيلسي خطوة معقولة في ذلك الوقت. بالطبع أنا سعيد عندما تهتم بي مثل هذه الأندية، لكنني أردت فقط لعب كرة القدم.".

عند اختيار سالزبورج، يضيف: "كان من المهم بالنسبة لي ولوالدي أن يكون لدى النادي الجديد خطة لي. كان هذا هو الحال مع ريد بول سالزبورج. لقد أقنعني أسلوب اللعب والفلسفة.

"لست مضطرًا لإثبات أي شيء لأي شخص، لنفسي فقط. لقد كنت مرتاحًا جدًا ولعبت كرة القدم فقط. المقابل المالي، إذا كان صحيحًا، فهو بمثابة إشادة لي وليس عبئًا. لقد أخبرني والديّ والمسؤولون دائمًا في أونترهاخينج بالتركيز فقط وتناسي أي ضغوط".

تم تقسيم أول 18 شهرًا لأديمي في النمسا بين اللعب على المستوى الأول في دوري الدرجة الثانية لفريق ليفرينج الذي يعد بمثابة النادي الشقيق لسالزبورج، ومباريات مع فريق الشباب لسالزبورج بما في ذلك بطولة أوروبا للشباب.

بعد رحيل تاكومي مينامينو وهالاند عن سالزبورج، تحصل اللاعب على فرصته وتحصل على عقد جديد قبل ظهوره للمرة الأولى مع الفريق الأول أمام أكثر من 50 ألف متفرج أمام آينتراخت فرانكفورت في الدوري الأوروبي الشهر الماضي.

يقول: "لقد كنت سعيدًا ومتحمسًا حقًا. في تلك اللحظة كان هناك شيء واحد فقط أفكر فيه، الركض والركض.. لقد كان الأمر مذهلاً. المدرب جيسي مارش قال لي لا تخاف، ونجحت في اللعب بكامل تركيزي".

"أريد أن ألعب المزيد من المباريات في ريد بول سالزبورج، وهدفي هو أن أكون في الملعب مع أفضل اللاعبين في العالم."

بالنظر إلى مسيرته المبكرة حتى الآن ، فهذا طموح يبدو أنه سيتحقق لأديمي إن آجلا أو عاجلاً.

إعلان