في 2015 تعاطف العالم الرياضي كله مع نادي بارما، وذلك بعدما أعلن النادي إفلاسه، والاستغناء عن كؤوسه الأوروبية في مزاد لجلب بعض الأموال، والعودة إلى ما قبل نقطة الصفر؛ حيث دوري الدرجة الرابعة وصعود السلم منذ أدنى درجاته، بلا أموال، وبلا لاعبين محترفين، فقط القائد لوكاريلي الذي قرر خوض التحدي مع معشوقه.
مأساة بارما أعادت إلى الأذهان يوم أن كان هذا النادي يقارع الكبار في أوروبا، ويوم أن كان مصدرًا للمواهب في الدوري الإيطالي، في الوقت الذي كان فيه السيري آ هو أقوى بطولة في العالم على الإطلاق، خاصة أن ذلك كان حينها قد حدث قبل أقل من 15 عامًا.
بالعودة إلى عام 1999، فقد حقق بارما بطولة كأس الاتحاد الأوروبي ــ اليوروباليج حاليًا ــ بعد فوز كاسح في المباراة النهائية للبطولة على حساب أولمبيك مارسيليا بثلاثة أهداف للا شيء.
الفريق البطل حينها كان يضم كوكبة من أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، حتى وإن لم يكن يدرك العالم يومها أنهم كذلك، فإن توالي السنوات وما قدمه كلًا منهم بعدما رحل عن بارما أكد هذه الحقيقة، لذلك فإنه إذا تفاجأ العالم يومها، فإننا لن نتفاجأ اليوم من أن فريقًا يضم كل هذه الأسماء قد فاز بكأس الاتحاد الأوروبي، ربما سنتساءل فقط عن سبب عدم فوزه بدوري الأبطال.
بالنظر إلى تشكيلة بارما في هذه المباراة النهائية؛ فإنها كانت تضم العديد من الأسماء المميزة، ليس في إيطاليا فقط بل على مستوى أوروبا والعالم أجمع، ففي حراسة المرمى كان الأسطورة جيانلويجي بوفون أسطورة الحراسة، والذي يعتبره البعض أفضل حارس في تاريخ كرة القدم على الإطلاق. هكذا كانت البداية، أما عن باقي الفريق فالأمور لا تختلف كثيرًا.
خط الدفاع يبدأ من لاعب المنتخب الإيطالي في الفترة بين عامي 1993 و2000 دييجو فوسير، و قائد التانجو الأرجنتيني روبيرتو سنسيني، وقائد منتخب الأتزوري بطل العالم 2006 وصاحب الكرة الذهبية في العام ذاته فابيو كانافارو، والفرنسي ليليان تورام الفائز بكأس العالم واليورو، والإيطالي دينو باجيو والذي خاض نهائي مونديال 1994، والفرنسي آلان بوغسيان الفائز بكأس العالم 1998 أيضًا.

ومن أيضًا؟ الأسطورة والهداف التاريخي للفريق هيرنان كريسبو، وخوان سيباستيان فيرون المنتقل لاحقًا إلى لاتسيو ومانشستر وأيضًا الدوليان الإيطاليان إنريكو كييزا وباولو فانولي اللذان سجلا مع كريسبو أهداف تلك المباراة الخالدة في سجلات النادي، والتي كتبت واحدة من أهم إنجازات الفريق تاريخيًا.
الفريق لم يتوقف عند هذا الحد، فقد توج بكأس إيطاليا في الموسم ذاته وفي 2002، وتوج بالسوبر الإيطالي في الموسم التاريخي 1999 والذي حقق فيه النادي ثلاثية تاريخية، فضلًا عن السوبر الأوروبي قبلها في 1993 وكأس أبطال الكؤوس الأوروبي في العام ذاته، ووصافة كل هذه المسابقات في أكثر من مناسبة.
في الحقبة التاريخية باع بارما نجومه بأرقام فلكية، منها رقم أغلى حارس في تاريخ كرة القدم والذي كان من نصيب جيانلويجي بوفون المنتقل إلى يوفنتوس، في رقم ظل صامدًا منذ 2001 وحتى 2018، حين كسره الحارس البرازيلي أليسون بيكر.
وبعد سنوات المجد جاءت سنوات الهبوط إلى الدرجة الثانية، وعاد النادي إلى الوراء خطوات، حيث هبط ثم عاد للسيري آ في 2009، ولم يكن يعلم أن هذه لن تكون أكبر المصائب التي يواجهها، حيث أتت الطامة الكبرى بالإفلاس، الذي اضطره إلى أن يبيع كؤوسه وممتلكاته في مزاد، ليستغنى عن التاريخ مقابل الأموال علّها تنقذ شيئًا.
رحلة بارما الدرامية من ظلام الرابعة لأضواء السيريي آه
في النهاية هبط بارما للدرجة الرابعة وقاد واحدة من أكثر ملاحم كرة القدم رومانسية على الإطلاق حتى عاد إلى السيري آ، تلك التي كان بطلها أليساندرو لوكاريلي، الذي ضحى بكل شيء لكي يبقى مع ناديه.




