Grande Torino

كان صرحاً فهوى | تورينو العظيم الذي تحطمت زعامته في سوبيرجا

عندما تُذكر كلمة "جراندي" في الكرة الإيطالية فهي تشير لفريق تزعم السيري آ لعدة سنوات على التوالي، وعلى مدار التاريخ الشاسع للبطولة لم تستخدم إلا في مناسبتين، مع جيل إنتر في الستينيات، وتورينو الأربعينيات من القرن الماضي.

الجراندي تورينو كان ذلك الفريق الذي بدأ سطوته في 1939 مع تولي لاعبه السابق ورجل الأعمال الشاب فيروشيو نوفو رئاسة النادي، وقرر إعادة هيكلته ليُدار على الطريقة الإنجليزية، ليس فقط خارج الميدان، ولكن داخله، فطبق أسلوب 3-2-2-3 التكتيكي الذي وُلد بالأراضي الإنجليزية، وعرف النجاح في إيطاليا مع التورو.

اشترى نوفو عدداً من الأسماء التي بعد ذلك ستتحول لتكون من نجوم إيطاليا مثر فرانكو أوسولا، فيليتشي بوريل، جييرمو جابيتو، وألفيردو بودويرا، الثلاثي الأخير من الجار يوفنتوس، ثم أضاف لهم فالنتينو ماتزولا وإزيو لويك من فينيسيا بعد أن كلفه الأخير لقبي الدوري والكأس في 1941-1942، كما عين المجري أندرياس كوتيك، ومن هنا بدأت الحكاية.

فاز تورينو ببطولة 42-43، ليعود للقب بعد غياب منذ 1928، ونجحت خطة 3-2-2-3 أو كما سُميت WM بشكل مميز تحت تطبيق كوتيك والتدعيمات، كما حقق الفريق لقب الكأس، ليصبح أول فريق تاريخياً يحقق الثنائية في إيطاليا.

لُعبت المسابقة لموسم 43-44 بشكل متقطع، ذلك الذي أُعطي لقبه في 2002 لسبيزيا بقرار من الاتحاد الإيطالي، بسبب الحرب العالمية الثانية، ولكن تورينو مثل عديد الأندية الإيطالية تحايل على القانون لعدم إرسال لاعبيه للجيش، وسجلهم في المصانع ليستمروا في البلاد، وخصوصاً وأن بينيديتو موسوليني، قائد إيطاليا وقتها، ظن أن الحرب لن تستمر طويلاً وقرر أن منافسات الدوري الإيطالي لن تتوقف.

Torino 1949 30 11 2016

الموسم التالي 44-45 لُعب بنظام المجموعتين شمالاً وجنوباً، ودورة نهائية بين أول فريقين من كل مجموعة، وبفضل انتصارات بالتسعة وبالسبعة على ممثلي الجانب الجنوبي روما، نابولي، وليفورنو، فاز الجراناتا باللقب على حساب الجار والغريم يوفنتوس.

في 46-47 استمرت هيمنة الفريق مع عودة نظام الدوري لمجموعة واحدة، وواصل سياساته في ضم أفضل لاعبي ونجوم المسابقة، ليحقق لقبه الثالث تحت قيادة نوفو، متفوقاً على يوفنتوس بعشر نقاط، وبمسيرة عدم هزيمة بلغت 16 مباراة متتالية، واستمر الحال كذلك في موسم 47-48 عندما تفوق على ميلان صاحب المرتبة الثانية ب16 نقطة، وسجل 125 هدفاً واستقبل فقط 33.

مع بداية موسم 48-49 أصبح تورينو هو الحاكم بأمره في إيطاليا، وتشكيل المنتخب الإيطالي كان يعتمد بشكل أساسي على لاعبي التورو، واشتهر عالمياً ولذا خرج في الصيف لجولة ترويجية في البرازيل، ولكن رحل كوتيك وأتى ليسلي ليفيسلي من إنجلترا ليتولى تدريب الفريق ومواصلة الهيمنة، وكان الوضع كذلك بعد أن استمر الفريق في سيطرته وتصدر المسابقة بفارق أربع نقاط عن إنتر قبل أربع جولات من الختام، ولكن رحلة مشؤومة للبرتغال كتبت نهاية هذا الجيل.

Tragedia Superga

في الرابع من مايو 1949 اصطدمت طائرة الفريق العائدة من لقاء ودي مع بنفيكا بالبرتغال ببرج كنيسة سوبيرجا، وسقطت وتحطمت، حاصدة أرواح كل من كان على متنها من أعضاء الفريق الكروي والجهاز الفني، بالإضافة لطاقم الطائرة، في كارثة كانت بداية النهاية للجيل الذهبي من تورينو.

استكمل تورينو الدوري بفريق الرديف، ولكن نجح في التتويج على حساب إنتر، ليكون لقب 1948-1949 الأخير لذلك الجيل، ويبدأ الانحدار بعد وفاة جيل من الأفضل في تاريخ النادي وإيطاليا، حتى كانت الخاتمة في موسم 1958-1959 عندما هبط التورو للدرجة الثانية بعد معاناة فنية ومادية.

استمر تخبط تورينو في السنوات التالية، وفقط زعامة المدينة وإيطاليا للجار اللدود يوفنتوس، وإن كان حقق السكوديتو الثامن له في 75-76، بالإضافة للكأس في ثلاث مناسبات، ولكن فشل الفريق في التعافي والعودة للقمة، واكتفى بأن يكون فريقاً يعيش على أطلال وذكريات الماضي الجميل.

إعلان