Jose Mourinho's Porto team of 2004 - where are they now?Getty

كان صرحًا فهوى - بكم باع بورتو مكانته الأوروبية؟!

في العقد الأول من الألفية الحالية، تلألأ اسم بورتو في أوروبا وهيمن على القارة العجوز من خلال فوزه بكأس الاتحاد الأوروبي 2003، وبعدها بعام قهر الكبار وقهر التوقعات وتوج بأمجد المسابقات "دوري أبطال أوروبا".

إنجازات استثنائية تحققت على يد مدربه اللامع في تلك الفترة جوزيه مورينيو، الذي اقتبس كلمة استثنائي مما حققه مع التنين البرتغالي، وكتب شهادة ميلاده في عالم التدريب.

بات بورتو بفضل تلك الإنجازات، أنجح أندية البرتغال على المستوى الدولي والقاري بـ7 بطولات، منهم بطولتين لدوري الأبطال، وهو النادي البرتغالي الوحيد الذي حقق البطولة بالمسمى الجديد.

لم يعد بورتو كما كان على الساحة الأوروبية، حتى لو استعاد جزء من بريقه على يد تلميذ مورينيو، أندريه فيلاش بواش، بقيادة رادميل فالكاو بالدوري الأوروبي 2011.

ومنذ إنجاز مورينيو الخالد، إلى وقت كتابة هذه السطور تغير الحال كثيرًا بالنسبة لبورتو، حيث عاش هذا الموسم أسوأ مواسمه الأوروبية على الإطلاق في العصر الحديث.

فلأول مرة بالمسمى الجديد للبطولة يودع بورتو دوري الأبطال من الدور التمهيدي على يد كراسنودار الروسي، على ملعبه ووسط جماهيره في الدراجاو بعدما خسر بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

ونجح فريق كراسنودار في إحراز 3 أهداف متتالية في شباك بورتو بأول نصف ساعة فقط، ليودع من الدور التمهيدي وأسوأ نتيجة منذ عام 1976.

porto 2019

تحول بورتو بعد هذا الخروج المهين لبطولة الدوري الأوروبي، لكنه مرة أخرى عانى الإحراج بهزيمة مذلة في دور الـ32 على يد باير ليفركوزن 5/2.

ماذا حدث لبورتو إذًن؟ منذ تتويجه عام 2004 بدوري الأبطال كان أفضل إنجاز للنادي هو الوصول لربع النهائي في 3 مناسبات من أصل 15 موسمًا.

في المواسم الـ15 ودع من دور المجموعات 7 مرات، و4 مرات من دور المجموعات، بل وصعوده من المجموعات يعود بنسبة كبيرة بفضل تصنيف البرتغال مقارنة بدوريات أقل.

من الواضح أن تهاوي بورتو أوروبيًا ليصل بحاله للخروج من الدور التمهيدي هذا الموسم لأسباب تخص استراتيجية النادي، الذي بات يُفكر بنظرة اقتصادية، مع الحفاظ على مكانته المحلية.

بات بورتو يُركز على تحقيق المكاسب من بيع نجومه، وهو بالفعل بحسب آخر التقارير من بين أفضل أندية أوروبا تحقيقًا للمبيعات، وفي الصيف الماضي فقط باع لاعبين بحوالي 88 مليون يورو، على رأسهم ميليتاو لريال مدريد.

وهذا عكس ما كان سابقًا، ففريق مورينيو الذي حقق كأس الاتحاد الأوروبي، قوامه كان هو نفسه الذي حقق دوري الأبطال بعد ذلك بعام، حيث زاد طموح النادي وحافظ على جواهره.

شباب بورتو فريق بورتو المتوج ببطولة دوري أبطال أوروبا للشباب الموسم الماضي

الآن يشتهر بورتو بإنتاج أفضل اللاعبين الشباب في كرة القدم العالمية، ولديه قدرة كبيرة على توقيع المواهب (الشابة عمومًا) ومن أمريكا الجنوبية خصوصًا قبل بيعها لبعض أكبر الأندية في أوروبا لتحقيق ربحًا كبيرًا مثلما فعل مع خاميس رودريجيز وأندرسون ودانيلو وهالك.. إلخ.

لكن رغم هذا الحاضر الأسود فيما يخص النادي وقيمته قاريًا، لكن أيضًا يمتلك شيئًا للبناء عليه في المستقبل، فالنادي توج بلقب دوري أبطال أوروبا للشباب العام الماضي بفوزه على تشيلسي.

وتعد هذه المرة الأولى التي يفوز فيها فريق برتغالي بلقب البطولة، لكن مرة أخرى يبقى السؤال، هل يستفيد بورتو من الفريق الشاب البطل لأوروبا ليستعيد مكانته الأوروبية على مستوى الفريق الأول، أم يواصل التوجه الاقتصادي بالتفريط في نجومه والبحث عن ملء خزائنه المالية مكتفيًا بتاريخ مجيد.

إعلان