حملت مباريات الجولة الثانية من الدوري الإسباني العديد من المؤشرات حول مستقبل الموسم، وذلك على الرغم من غياب برشلونة وأتلتيكو مدريد وإشبيلية.
3 أندية من الـ 4 الذين أنهوا الموسم المنصرم في المربع الذهبي لم يلعبوا هذه الجولة بسبب المنافسات الأوروبية المتأخرة للموسم الماضي، لذلك قد تبدو لك الليجا فاقدة لجزء كبير من إثارتها حتى الآن.
المباراة الأهم كانت تلك التي جمعت بين ريال مدريد وريال سوسييداد في ملعب أنويتا والتي انتهت بالتعادل السلبي دون أهداف، ليبدأ حامل لقب البطولة موسمه الجديد بتعثر لم يكن في الحسبان.
قبل المباراة بساعة كاملة كانت الأمور غير متوقعة، ريال مدريد في أول مباراة له بالدوري الإسباني ضد ريال سوسييداد والتشكيل لا يحتوي على كاسيميرو بقرار فني وبلا أي مبررات.
كاسيميرو هو اللاعب الذي لا يشارك سوى في حالة الإصابة أو الإيقاف، أما غير ذلك فهو بالتأكيد أهم عنصر في وسط ريال مدريد، ولكن في "أنويتا" قرر زيدان البدء بأوديجارد على حساب البرازيلي.
الشكل تغير قليلًا، فمثلث خط الوسط أصبح معدولًا وليس مقلوبًا، مودريتش وكروس على المحور وأمامهم صانع اللعب أوديجارد.
ريال مدريد يبدأ بتمريرات متواصلة، ثم كرة على الرواق الأيمن أو الأيسر – وإن كانت الجهة اليسرى أكثر فعالية – وإما عرضية من ميندي أو داني كارفاخال أو محاولة فردية من فينيسيوس أو رودريجو للدخول إلى العمق.
تغيير الرسم التكتيكي في ريال مدريد بات لا يحمل أي تغييرًا حقيقيًا، أيًا كانت الأسماء الطريقة واحدة، تتنقل الكرة حتى تصل إلى الأطراف ثم يبدأ البحث عن كرة عرضية بلا وجود لاعب يلعب برأسه داخل منطقة الجزاء.
كالعادة سيطر ريال مدريد واستحوذ وصنع الكثير من الفرص دون أن يجد من يترجمها لأنه لا يوجد من يترجمها من الأساس، ليس من المتوقع أن يتحول بنزيما أو هازارد في حال استعاد جاهزيته إلى كريستيانو رونالدو داخل منطقة الجزاء.
سوسييداد يحرم ريال مدريد من الفوز في أول مباراة له في الليجا
أما بقية المباريات، فشهدت أبرزها انتصار جديد لريال بيتيس تحت قيادة مانويل بيليجريني والذي يبدو قد قدم أوراق اعتماده سريعًا، بفوز على بلد الوليد بثنائية وبأداء مقنع يوضح وجود مشروع للنادي الذي سيلاقي ريال مدريد في الجولة المقبلة.
أوناي إيمري انتصر مع الغواصات الصفراء، ولكن المشاكل تبدو واضحة وتثير قلقًا كبيرًا بالنسبة للموسم الجديد تحت قيادة المدرب العائد إلى أجواء الدوري الإسباني التي يعرفها جيدًا.
بالطبع المباراة بين زيدان وبيليجريني ستكون مثيرة وفقًا لما رأيناه، ريال بيتيس أثبت علو كعبه في مواجهة الفريق الملكي في السنوات الأخيرة، وبوضع المدرب التشيلي تبدو الأمور أكثر إثارة مما كانت عليه.
على صعيد آخر، فالمتوقع قد حدث بالنسبة لفالنسيا، خسارة من سيلتا فيجو بعدما قاد مالك النادي بيتر ليم الفريق إلى مزيد من الإفلاس بالتعنت والتخلص من نجوم الفريق، باريخو وفيران توريس ورودريجو مورينو خرجوا ومن الطبيعي أن يعاني الخفافيش في الموسم الجديد.
عدا ذلك، مرت جميع المباريات بلا مؤشرات واضحة، في انتظار أن يلعب برشلونة تحت قيادة كومان وإشبيلية المنتشي بفوزه بالدوري الأوروبي والبطولة الأولى تحت قيادة لوبيتيجي، وأتلتيكو مدريد الذي يقترب من التعاقد مع لويس سواريز.
