قبل البداية دعنا نسأل سؤالين، وهو ماذا كان يعرف فابيو باراتيتشي المدير الرياضي لنادي يوفنتوس عن بيرلو كمدرب قبل التعاقد معه؟ والسؤال الثاني يشبه الأول تمامًا ولكن مع استبدال عبارة جماهير البيانكونيري بدلًا من مديره الرياضي.
الإجابة في كلا الحالتين هي "لا شيء" والرهان كان جنونيًا بصورة كبيرة، وبناء عليه لا يمكن التنبؤ أن الطموحات في الموسم الحالي كانت تشير إلى التتويج بالثلاثية المنتظرة وحل عقدة دوري أبطال أوروبا.
ربما يكون ما حدث حتى الآن أقل من التوقعات أو مشابه لها، ولكن الأكيد أنه حتى في حال كان أقل منها فإن المسافة ليست كبيرة بين ما كانت ترجوه الإدارة وما تحقق بالفعل، نظرًا للإجابة على السؤالين الأول والثاني.
قبل انطلاق الموسم كشف أندريا بيرلو، المدير الفني ليوفنتوس، عن الطريقة التي يُريد أن يلعب بها البيانكونيري تحت إمرته، في الوقت الذي شدد فيه على أن هدفه الأول هو المحافظة على لقب الدوري الإيطالي والذهاب بعيدًا في دوري أبطال أوروبا.
المباريات الأولى لبيرلو مع يوفنتوس أظهرت بعض الملامح في شخصيته التدريبية وأيضًا بالنسبة لتفضيلاته والتكتيك الذي سينوي اتباعه، خاصة وأن التنفيذ جاء متماشيًا مع التصريحات النظرية التي قالها حول كيفية لعبه.
ولكن مع مرور الوقت بدأت القناعات تهتز نتيجة لأنه أظهرت العديد من الثغرات التي توضح أن المهمة ليست سهلة، وأن الموسم السيئ لسارّي ربما جعل مشجعي اليوفي ينسون حداثة عهد بيرلو بالتدريب والمشاكل التي من المتوقع أن يواجهها.
بيرلو بدأ الموسم بالـ 3/4/1/2 التي يفضلها والتي تتحول إلى 4/4/2 أثناء المباراة، شيء مما بدأ به أنطونيو كونتي مع يوفنتوس والذي أعلن أندريا صراحة أنه تأثر به وكان هو السبب وراء اتخاذ القرار بأن يصبح مدربًا..
المشكلة التي واجهها يوفنتوس بيرلو في أولى المواجهات الصعبة كانت تباعد الخطوط، حيث أن أظهرته في الـ 3/4/1/2 هجومية فوق العادة، خاصة لاعب الجناح أو بمعنى أدق الذي يميل إلى دور الجناح بصورة أكبر، حيث أن بيرلو لا يلعب بأجنحة صريحة في أغلب الأوقات، لذلك تتضح أن المسافة خلفة والتي تقسم بينه وبين دانيلو مختلفة إلى أبعد مدى.
هذه المسافة يرمح فيها لاعبو الخصوم وتظهر العديد من المساحات ما بين أنصاف فراغات يوفنتوس وظهر ذلك بصورة جلية في المباريات الكبيرة سواء أمام روما أو ميلان أو إنتر مؤخرًا وأتالانتا.
هذه الثغرات التي تشهدها الخطط تجعل بيرلو يلجأ لحلول بديلة، يستمر في التجربة ويحاول ويخطئ وتظهر الفراغات ثم يحاول من جديد، وهكذا تسير الأمور بالنسبة للسيدة العجوز في الموسم الحالي.
أندريا أنييلي راهن على بيرلو رهانًا جنونيًا وهو يعلم هذه العواقب، أي عواقب؟ أن الرجل سيجرب ويحاول ويخطئ، بالطبع لم يكن يراهن على أي خبرة يمتلكها رجل حديث العهد بالتدريب يخوض أولى تجاربه.
وبناء على ذلك، على أنييلي وباراتيتشي وجماهير يوفنتوس أن يدركوا جيدًا عدم قدرة بيرلو على الوصول إلى توليفة جاهزة للمنافسة من أول مباراة ولا من أول موسم حتى الذي لا يستبعد أحد أن يكون للتجربة فقط.
روما - يوفنتوس | بيرلو واختبار أول أمام الصديق الذي قد كان
ولذلك، فإن الصبر على بيرلو ليس خيارًا مستحدثًا بقدر أنه الخيار البديهي الذي لازم كواليس اختياره منذ البداية، بيرلو جاء لكي يخوض يوفنتوس معه تجربة جنونية محفوفة بالمخاطر عنوانها الأول والرئيسي هو الصبر ليس إلا.


