في إيطاليا، تعتبر أكاديمية نادي روما للشباب واحدة من أكثر الأكاديميات إنتاجًا عندما يتعلق الأمر بتطوير الشباب الذين يواصلون الاستمتاع بمسيرة رائعة في الدوري الإيطالي.
الثنائي فرانشيسكو توتي ودانييلي دي روسي هما المعيار الأعلى في أكاديمية روما، وقد خطى لورينزو بيليجريني هذا الموسم خطوات كبيرة نحو الانضمام إلى هذا الثنائي باعتباره أسطورة محلية.
ومع ذلك، فإن مشجعي روما يبحثون دائمًا عن الشاب القادم لاقتحام صورة الفريق الأول، ويبدو أن هذا الموسم سيكون دور الغاني، فيليكس أفينا جيان.
منحه البرتغالي جوزيه مورينيو مكانة مميزة عندما بدأ فريقه يتعثر في أكتوبر، وتوقع الكثيرون أن يلعب اللاعب البالغ من العمر 18 عامًا دورًا عابرًا، مما يجعل الظهور الغريب على مقاعد البدلاء مجرد محاولة لاكتساب الخبرة.
ثم غيرت مواجهة الأحد 21 نوفمبر أمام جنوى كل شيء بالنسبة إلى المهاجم الشاب.
مع دخول المباراة آخر 15 دقيقة دون تسجيل أهداف من الطرفين، دخل أفينا جيان إلى الملعب كبديل في محاولة لضخ بعض الطاقة في أداء فريقه.
ثم بعد ثمانية دقائق، كان الشاب يتسلل بعيدًا عن المدافعين، وأطلق تسديدة قوية مباشرة في الزاوية السفلية، ليمنح روما التقدم على ملعب لويجي فيراريس الصعب.
لم يكن أفينا جيان قد انتهى بذلك الهدف، حيث حصل على الكرة في الوقت بدل الضائع، ثم أطلق تسديدة كالصاعقة من مسافة 25 ياردة، سكنت الشباك ليمنح فريق جوزيه مورينيو الفوز بنتيجة 2-0.
فيليكس أفينا جيان أصبح ثالث أصغر لاعب أجنبي يسجل أكثر من هدف في مباراة واحدة في تاريخ الدوري الإيطالي.
وقال مورينيو في تصريحات لشبكة "DAZN" بعد المباراة عن لاعبه الشاب: "لقد وعدته أنه إذا سجل سأشترى له حذاءً يحبه حقًا، تصل قيمته إلى 800 يورو".
وأضاف: "جاء لي وهو يحتفل وقال لي ألا أنسى وعدي، في الصباح سأذهب وأشتري له الحذاء".
وتابع: "بعد ذلك، سيلعب فريق شباب روما، وأنا آسف حقًا للمدرب ألبرتو دي روسي، لكن فيليكس لن يلعب معهم!"
مورينيو أوفى بوعده، حيث نشر أفينا جيان مقطع فيديو يوم الإثنين يتسلم فيه الحذاء الجديد من المدرب الفائز بدوري أبطال أوروبا مرتين.
رأسًا من مقاطعة سونياني إلى قيام مورينيو بشراء حذاء له في المدينة الخالدة، قطع فيليكس أفينا جيان شوطًا طويلًا في فترة قصيرة من الزمن.
حتى عام 2018، كانت المنافسة الحقيقية الوحيدة التي يلعبها أفينا جيان هي المباريات مع مدرسته، قبل أن يتم تسجيله في أكاديمية "EurAfrica FC"، وهي مشروع كرة قدم للشباب تأسس فقط في عام 2018.
هناك استمر في إثارة إعجاب الكشاف، بما في ذلك مورجان دي سانتيس وسيمون لو شيافو من روما، وعلى الرغم من أنه لم يلعب أبدًا في أي من الفرق في الدوري الغاني أو لبلاده بصفته لاعبًا دوليًا للشباب، فقد أصبح فجأة موضوعًا لحرب الانتقالات، تحديدًا بين روما وميلان في يناير 2021.
انتصر روما في نهاية المطاف، ويرجع ذلك جزئيًا إلى واحدة من أشهر مباريات دوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة.
أفينا جيان قال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية عقب انتقاله إلى أوروبا: "إنه أمر مذهل، إنه حلم أصبح حقيقة بالنسبة لي".
وأضاف: "روما ترك انطباعًا عندي في تلك الليلة ضد برشلونة، في أبريل 2018، وبالتالي فإن كون فردًا في هذا النادي المذهل الآن هو بالتأكيد حلم تحقق".
لم يضيع أفينا جيان وقتًا طويلًا في إحداث تأثير مع نادي أحلامه، حيث سجل ثلاثة أهداف في أول أربع مباريات له مع فريق تحت 18 عامًا، قبل أن يتم ترقيته سريعًا إلى فريق بريمافيرا، الذي سجل له أربعة أهداف وصنع هدفين في 15 مباراة خلال الموسم الماضي.
بدأ مرة أخرى في بداية موسم 2021-22، حيث سجل ست مرات في خمس مباريات فقط مع فريق بريمافيرا، ليجذب انتباه مورينيو، وكسب ظهوره الأول مع الفريق الأول ضد كالياري في 27 أكتوبر.
ساعدت سرعته وقوته في تغيير تلك المباراة لصالح روما في وقت متأخر، مع مباراة أخرى بعدها ضد ميلان، قبل أن يستمتع بلحظته الأبرز تحت أشعة شمس جنوى بعد ثلاثة أسابيع ونصف.
عداء 100 متر خلال أيام ألعاب القوى في المدرسة، كانت سرعة أفينا جيان هي التي منحته ميزة منذ انتقاله إلى إيطاليا، لكن قدرته على إنهاء الكرة وحركته بدونها هو الأمر المشجع بالنسبة إلى المهاجم الذي يمكنه اللعب في أي مكان بالخط الأمامي.
بصرف النظر عن مواهبه الجسدية، لاحظ مورينيو أيضًا تواضعه، حتى لو أصر وكيله أوليفر آرثر على أن أفينا جيان لديه طموحات عالية.
وقال وكيل اللاعب في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية: "إنه يتمتع بقدر كبير من الثقة والسرعة والقوة، أهم نقاط قوته هي قدرته على التسجيل".
وأضاف: "لديه أيضًا شخصية ترغب في أن تكون الأفضل في العالم، وقد بدأ العمل من أجل ذلك".
وتابع: "إن تحركه يغير بالفعل الكثير من التصورات حول المواهب الإفريقية، معظم الناس يعتقدون أنه من غير الممكن الانتقال مباشرة من إفريقيا إلى الأندية الكبرى في أوروبا، لكنه فتح الطريق وأثبت أن ذلك ممكن".
مما لا يثير الدهشة، فإن عيون كرة القدم الغانية اتجهت إلى أفينا جيان الآن، وتشير التقارير إلى أنه كان سيحصل على استدعاء قريب للعب مع منتخب غانا الأول خلال فترة التوقف الدولي في نوفمبر.
لكن أفينا جيان رفض الفرصة، وشعر أنه غير مستعد بعد لتمثيل "النجوم السوداء" بينما لا يزال يطور أسلوبه.
شعر الكثيرون في روما أن التطوير قد يشمل خروج أفينا جيان في صفقة إعارة خلال يناير المقبل، لكن بعد الأداء الذي قدمه مساء الأحد، من غير المرجح أن يتركه مورينيو يرحل في أي وقت قريب.