فيلانويفا

فيلانويفا والاتحاد .. كيف تتحول نقطة القوة إلى ضعف؟

لم تكن بداية الاتحاد هذا الموسم في الدوري السعودي كما يتمناها جمهوره الكبير والداعم بقوة، إذ لم يجمع الفريق أكثر من 9 نقاط بعد 7 جولات من الدوري السعودي وقبل لقائه مع أبها غدًا الأحد.

وطالت الانتقادات الجميع في الفريق، ودفع الثمن حتى الآن لويس خيمينيز صانع الألعاب التشيلي الذي فسخ النادي عقده مع مستواه المتواضع، ومن ثم المدرب لويس سييرا الذي أقيل عقب الخسارة أمام الوحدة في الجولة الأخيرة.

ويدور الحديث حاليًا عن رحيل عدد من اللاعبين خاصة الأجانب خلال سوق الانتقالات الشتوي، وأحدهم كارلوس فيلانويفا ... نعم، هو فيلانويفا الذي كان غير قابل للمس في جدة خلال المواسم الأخيرة من الدوري السعودي.

لماذا وكيف تحول فيلانويفا هذا الموسم من نقطة قوة للاتحاد إلى نقطة ضعف؟ نجيب في الأسطر القادمة.

المواسم الثلاثة الماضية ... نقطة قوة

يُجيد فيلانويفا صناعة اللعب، يمتلك قدم ذات دقة ساحرة في التمريرات، وكذلك رؤية ثاقبة للملعب، وقدرة على خلق المساحات في دفاع المنافس ورؤيتها واكتشافها قبل أي أحد آخر، لا يتقدم كثيرًا لمناطق التسجيل لكنه ليس سيئًا كثيرًا، يُجيد التسديد ويستخدمه في بعض الأوقات.

فيلانويفا هو قائد منظومة الاتحاد الهجومية منذ ارتدى قميص الفريق صيف 2016، وقد اعتاد اللعب ضمن ثلاثي الوسط المهاجم خلف رأس الحربة تمامًا كصانع لعب ضمن طريقة 4-2-3-1 التي ميزت السنوات الأخيرة للعميد.

لعب أحيانًا في مركز الجناح الأيسر، وأحيانًا قليلة في وسط الملعب ضمن طريقة لعب 4-3-3، لكن جُل مبارياته كان يتواجد كصانع لعب لتكن بقدميه مفاتيح الهجوم الاتحادي.

فيلانويفا

وخلال مواسمه الثلاثة لعب فيلانويفا 72 مباراة في الدوري السعودي، سجل خلالهم 9 أهداف وصنع 22، وقد صنع 221 فرصة منهم 146 من اللعب المفتوح و74 من الركلات الثابتة، وكان منهم كذلك 40 فرصة محققة للتسجيل.

ربما الأرقام لا تُظهر القيمة الهائلة لفيلانويفا في هجوم الاتحاد، لكن كل من تابع الفريق خلال المواسم الثلاثة السابقة يُدرك تمامًا تلك القيمة وأن الأرقام ظالمة هنا لأن اللاعب التشيلي كان دومًا المسؤول عن بداية الهجمة وتوزيع الأدوار لكن ليس شرطًا أن يكون صاحب اللمسة الأخيرة أو قبل الأخيرة .. باختصار هو كان نقطة قوة الاتحاد هجوميًا.

الأدوار الدفاعية لفيلانويفا لم تكن كبيرة في مواسمه الثلاثة السابقة، كانت تتمثل في الضغط على دفاع المنافس أو المشاركة في الضغط المتقدم أحيانًا وربما التغطية في وسط الملعب، لكن اللاعب بشكل عام ليس بالقوي دفاعيًا.

ما الذي حدث هذا الموسم؟ وكيف تحول فيلانويفا لنقطة ضعف الاتحاد؟

ما حدث أن سييرا تعاقد مع لويس خيمينيز وإيميليانو فيشيو وأصر على التعاقد معهما رغم أنهما تقريبًا يلعبان بنفس الأدوار، وهي الأدوار ذاتها المسؤول عنها فيلانويفا في الاتحاد خلال المواسم السابقة ويؤديها بامتياز.

من هنا كانت بداية القصة الكارثية! النتيجة كانت أداء سيء جدًا هجوميًا وتداخل في الأدوار خاصة مع إصرار سييرا على تواجد الثلاثة معًا في الملعب، وقد دفع خيمينيز ثمن هذه العشوائية ورحل عن الفريق مبكرًا للغاية وبعد الخسارة أمام الهلال في الجولة الثالثة من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين.

سييرا بدأ المباراة التالية أمام الشباب بحركة غريبة، وضع فيشيو في مركز صناعة اللعب خلف المهاجم واستخدم فيلانويفا في وسط الملعب ضمن طريقة لعب 4-2-3-1!

تألق فيشيو بقوة خلال تلك المباراة في مركزه الجديد وأثبت أنه صانع ألعاب ممتاز يستطيع صناعة اللعب والأهداف وإحرازها كذلك، وقد صنع هدف وسجل آخر وقاد الاتحاد بجدارة لهزيمة الشباب في الرياض، وكرر الأمر ذاته أمام التعاون في المباراة التالية بصناعة هدف وإحراز آخر.

تألق اللاعب قاده للحفاظ على مركزه في التشكيل الأساسي وهذا طبيعي جدًا ولا خلاف عليه.

فيشيو الاتحاد ذوب آهن أصفهان السعودية دوري أبطال آسياGetty Images

أين الخلاف إذًا؟ الأزمة كانت في مركز فيلانويفا، إذ كيف يُمكن وضع صانع ألعاب ذو قدرات دفاعية محدودة وقدرات بدنية وجسدية ضعيفة وصاحب 33 عام في مركز يتطلب الكثير من الجري والنشاط والجاهزية البدنية والضغط الدفاعي بقوة والعديد من المهام الدفاعية أبسطها استخلاص الكرة وإفساد الهجمات وتغطية المساحات.

لذا كان طبيعيًا أن يظهر فيلانويفا بأداء سيء جدًا ويكون الثغرة الهائلة في وسط الملعب، الثغرة التي أدت لاهتزاز الدفاع بالكامل وجعله مكشوفًا أمام مهاجمي المنافسين، إذ لم يستطع كريم الأحمدي وحدة تغطية الأدوار الدفاعية، خاصة مع تواضع المردود الدفاعي لأطراف الاتحاد الهجومية.

ما حدث أن سييرا خسر فيلانويفا هجوميًا، إذ لم يستطع صناعة أي فرصة خلال مباراتي الوحدة والتعاون، وصنع واحدة فقط أمام الشباب و3 أمام الحزم، وكذلك خسر وسط الملعب دفاعيًا وخلق ثغرة هائلة بداخله.

هنا بالضبط تحول فيلانويفا من نقطة قوة الاتحاد إلى نقطة ضعفه الكبرى! والمسؤول بالطبع هو المدرب سييرا الذي أصر وبشكل غريب على وضع لاعبين بنفس الأدوار في الملعب معًا على حساب الفريق وقوته الدفاعية، والغريب أنه فعل هذا مع توفر خيارات أخرى ممتازة على دكة البدلاء قادرة على اللعب في وسط الملعب جيدًا مثل عبد الإله المالكي وخالد السميري.

وقد رأينا مثلًا في لقطة هدف الوحدة الأخير كيف ترك فيلانويفا ماركوس جوليرمو يُسدد دون أي ضغط أو رقابة .. هنا الانتقادات طالت اللاعب كثيرًا وقد بدا شكله سيئًا للغاية بالفعل، لكن اللوم لا يقع عليه بل على من أجبره على لعب أدوار لا يجيدها.

كيف تُصحح الأوضاع ويعود فيلانويفا نقطة قوة للاتحاد؟

هناك 3 حلول فقط لهما أمام محمد العبدلي ومن سيخلفه في تدريب الاتحاد، حتى يستعيد فيلانويفا الخطير ويُحافظ على أداء واتزان الفريق دفاعيًا.

الأول هو إعادة فيلانويفا لمركز صناعة اللعب وإعادة فيشيو لوسط الملعب وقد أدى جيدًا هنا أو لنقل أنه على الأقل أدى أفضل من التشيلي.

الثاني هو وضعه على دكة البدلاء، بم يعني استخدام لاعب واحد فقط من فيشيو وفيلانويفا في مركز صناعة اللعب خلف المهاجم، أحدهما أساسي والآخر ورقة قوية على دكة البدلاء أو المداورة بينهما.

الثالث هو مواصلة استخدامه في وسط الملعب لكن تحويل طريقة اللعب إلى 4-3-3، ليُصبح فيلانويفا أحد لاعبي طرفي الوسط وبمهام هجومية وبشرط استخدام لاعب طرفي آخر بمهام وخواص دفاعية .. هنا سيكون التشيلي لاعب الوسط الذي سيتقدم من الخلف للأمام دومًا ولن تكون أدواره الدفاعية كبيرة.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0