أفضل لاعب في العالم يهزم أفضل مدافع في العالم.. أليست تلك هي النتيجة التي أفرزها التحدي المرتقب؟ ليونيل ميسي سجل هدفين، لم يعاني أمام فيرجيل فان دايك كما قالوا، بل كان الهولندي يخشى محاولة افتكاك الكرة منه!
سقط القناع، فان دايك لم يختبر أصلاً طوال الموسم، فكما نعرف جيداً أنت لم تُختَبر حتى تلاقي ميسي، ولذلك كان للإعلام الإنجليزي والأحاديث الجماهيرية أكبر الدور في نفخ تلك الفقاعة من الأساس! سقط القناع بصوت عبد الرحيم علي.
كل هذا لأن ميسي سجل هدفين، لو حدث العكس وفشل ميسي في التسجيل، وافتك فان دايك منه الكرة مرتين مثلاً، ربما لصار ميسي هو الفقاعة التي انفجرت على يد المدافع الأفضل..
هذا هو حال الأحكام المعلبة دائماً، لا يمكن القول أبداً أن لدينا الجميع جيد أو الجميع سيئ، يجب أن يكون هناك ناجحاً سحق فاشلاً، لا يمكن أن يكون هناك اثنين من الناجحين فاز أحدهما على الآخر وانتهى الأمر بتلك البساطة.
من طرف القصة إلى طرفها الآخر، هل قدم فان دايك مباراة جيدة ضد برشلونة؟ إطلاقاً.. في حقيقة الأمر لقد زاد الأمور سوءاً على نفسه، صحيح أنه قام ببعض الأشياء المعتادة مثل التراجع إلى الخلف وسد المساحة حتى يأتي الدعم ويضع المهاجم في الموقف الأصعب، إلا أنه أفرط بهذا الأمر كثيراً..
في الهدف الأول غطى فان دايك تسلل ألبا، وأثناء سرقة سواريز لماتيب كان الوحيد الذي يرى ما يحدث وتأخر في التحرك، وفي الهدف الثاني أبدى استسلاماً مبالغاً فيه للقدر، غالب المواجهات المباشرة مع ميسي كان يتفادى خوضها بشكل فردي، وإن كان لهذا ضرورته في مواجهة لاعب قادر على مراوغة أي شيء بالفعل.
دور المبالغات لم يقتصر على الخروج بحكم نهائي من نتيجة الموقعة، بل يمكن القول أنه بشكل أو بآخر قد أثر على نتيجتها! فان دايك الذي كان يلعب موسمه كاملاً بمنتهى الثقة، ظهر التردد أحياناً عليه بشكل كبير إلى حد الخوف، ولم يعُد سراً أن الهولندي كان راغباً ولو بشكل لا واعي في الحفاظ على سمعته كالمدافع الذي لم يتعرض للمراوغة أبداً!
بالتأكيد هو يستحق اللوم على تلك المباراة، ولكن هل كان أول من يتعرض لشيء مشابه؟ التاريخ القريب يوفر لنا مثالاً صارخاً يبرر ما فعله فيرجيل.. جيروم بواتينج: ما أول شيء أتى في ذاكرتك لدى سماع الاسم؟
كم متابع يتذكر المباراة الكبيرة التي قدمها بواتينج ضد ميسي في نهائي كأس العالم 2014؟ وكم منهم يذكر أن بواتينج كان أفضل مدافع في العالم تقريباً بهذا الوقت؟ كم منا يتذكر أنه قبل الكارثة الشهيرة مباشرةً ببضع ثوانٍ نجح بواتينج في افتكاك الكرة من ميسي في نفس الموقع تقريباً؟ احسب النسبة وقارنها بمن يحفظ لقطة سقوطه الشهير وتعليق عصام الشوالي على اللقطة.
فان دايك لا يزال أفضل مدافع في العالم هذا الموسم، وأفضل لاعب في البريميرليج عن جدارة واستحقاق، لينتقده من شاء كما شاء فهذا حق للجميع، وهو بالفعل يستحق النقد عن تلك المباراة، ولكن رجاء لنتوقف عن نسف كل مُجمل متميز بليلة سيئة واحدة، فأقل ما يُقال أن هذا ليس عدلاً على الإطلاق.




