Fahad Al-Harifi Majed Al Jamaan Nassrsocial gfx

فهد الهريفي يمسح دموعه في الزاوية .. فشكرًا لنهاية ماجد الجمعان مع النصر!

"مصائب قوم عند قوم فوائد" .. أو لنقل "من شاف مصيبة غيره، هانت عليه مصيبته" .. لا لا، تعال نختار تعبيرًا آخر ونقتبس أية من آيات القرآن الكريم: "وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"..

حسنًا يا صديقي!، لنتوقف هنا عن محاولة البحث عن أوصاف دقيقة لمشهد إقالة ماجد الجمعان، لأن المجال واسع، وفي وصف حال النصر، ستعجز الحروف والكلمات، ونحتاج لكلمات أخرى، لملء مجلدات ومجلدات!

لكن دعني أقل لك صراحة ما دار في ذهني أمام المشهد الحالي، وتحديدًا فور إعلان شركة نادي النصر إقالة ماجد الجمعان من منصب الرئيس التنفيذي قبل تسعة أيام تقريبًا من الآن..

حقيقةً، لم ادع رأسي يدخل في "دوامة" سؤال "وماذا بعد؟!"، التي دخل بها جمهور العالمي، ولم أذهب لـ"أفتش في الدفاتر القديمة"، للبحث عن طرف خيط يكشف رواية أي الطرفين أصدق .. أهي شركة النادي التي تتهم الجمعان بمخالفة القوانين أن الرئيس التنفيذي المقال الذي يسرد لنا كي ضحى بنفسه كي يكشف حقيقة مسؤولي النادي الحاليين أمام الجماهير؟!

إنما تبادر إلى ذهني مشهد تخيلي لـ"فهد الهريفي" .. نجم العالمي الأسبق جالس على أريكة منزله، يتصفح منصة "إكس"، وإذا به يقرأ خبر إقالة الجمعان، فيهم بمسح الدموع التي زرفها عبر الشاشات أكثر من مرة، ثم يقبل يده ظاهرًا وباطنًا حمدًا لله، ثم يبدأ رحلة البحث عن فصل جديد في برنامجه الإذاعي "واجه الهريفي" عبر إذاعة "العربية إف إم".

ووسط كل ذلك يضحك وهو يتذكر "المساحة" التي شارك بها عبر منصة "إكس" – تويتر وقتها – قبل أربع سنوات؛ تلك التي بكى بها لتجاهل النصر تعيينه في أي منصب منذ اعتزاله، حيث قال: "لا يوجد أحد كامل، لكنني أفضل بكثير ممن هم في المناصب حاليًا، أنا تعبت على اسمي وبنيت وطنًا، إذا هم يقولون الوطن للجميع، فيجب عدم اختصاره على أناس ليس أكفاء، قولوا الحقيقة والصدق، هناك الكثير من القرارات كارثية، وإذا صاحب القرار لا يحب الصدق، إذًا فعمله فاسد .. في إدارات الكرة بالمنتخبات وبالاتحادات ترحل أناس ويأتي غيرهم بطريقة غريبة، والسبب الجماهير التي تعبت من أجلها، كم مرة تعرضت للإصابة في الملعب؟ وكم مرة نزفت بالملعب؟، كم هناك أنصاف لاعبين مع احترامي لهم؟، كم مرة تحملت مسؤولية فريقي أمام فرق قوية داخل الملعب وخارجه؟!".

ويحضر له عقله موقفًا آخر مع مشجع نصراوي على "إكس"، وهو يؤكد له أنه وجمهور النصر لن يسمحوا بعمله داخل النادي، ليرد عليه فهد الهريفي: منصبي محاربة أمثالك .. لأنها للأسف تؤخر العمل في كياني".

والكثير من المواقف على تلك الشاكلة، أقحم بها فهد الهريفي نفسه على مدار السنوات الأخيرة.

لعله فهم الحقيقة الآن، ربما أدرك ما يحدث لأبناء العالمي داخل جدرانه عند تولي أي منصب به، لا يستحق كل هذا العناء، فعبدالله الجمعان؛ نجم النصر الأسبق، آخر الضحايا.

سبق الجمعان حسين عبدالغني؛ الذي تولى منصب المدير التنفيذي لكرة القدم في عام 2021، ولم يكمل به سوى أقل من سنة واحدة تقريبًا، تعرض بها للكثير من الانتقادات والهجوم الجم من المنتمين للنادي، وعلى رأسهم الأسطورة ماجد عبدالله، الذي أكد أنه لا يليق بهذا المنصب عطفًا على شغبه وقتما كان لاعبًا، حتى استقال عبدالغني في الأخير.

الآن هناك عمر هوساوي؛ نجم النصر الأسبق، الذي عُين في أواخر عام 2024 مساعدًا للمدير الرياضي للفريق الأول لكرة القدم، لكنه يتعرض لحملة حاليًا من الجماهير مطالبة برحيله، لعدم وجود بصمة واضحة له حتى الآن.

وبالعودة للوراء لأكثر من 15 عامًا، هناك سلمان القريني؛ لاعب ومدير عام كرة القدم الأسبق بالنصر، الذي اتهم خلال فترة عمله في المنصب الأخير بافتعال المشكلات بين اللاعبين والتفرقة بينهم، بجانب تسريب أخبار الفريق، حتى وصل الأمر بالجمهور أن حاول الاعتداء عليه في إحدى المرات من قبل بالمطار بعد الهزيمة في ديربي جدة أمام الاتحاد.

ليس هذا فحسب بل كانت نهاية القريني أن تم إيقافه عن العمل في المجال الرياضي مدى الحياة في أوائل عام 2018، بقرار من من لجنة الانضباط والأخلاق التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم، على خلفية مخالفة اللوائح في خطابات الاتحاد الدولي "فيفا".

لكن لا مشكلة .. "أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا"؛ لعل درس ماجد الجمعان هو الأقوى كونه كان صاحب الشعبية الأكبر بين الجماهير وحظى بدعم كبير منهم، ومع ذلك تمت إقالته بقرار من شركة النادي بعد خمسة أشهر تقريبًا من تعيينه.

الآن لتمسح دموعك يا فهد الهريفي، وتتوقف عن الدخول في مناوشات مع جماهير النصر عبر منصة "إكس"، فالعمل داخل النادي لا يستحق كل هذا العناء، لأن النهاية لن تكون سعيدة غالبًا!

إعلان
0