Antonio Conte Inter MilanGetty Images

فقد شعره وعقله .. كونتي وعناده يقودان إنتر إلى القاع

ليس خافياً على أحد أن أنطونيو كونتي أصلع، المدرب الإيطالي وقائد يوفنتوس السابق فقد شعره مع بداية مشواره التدريبي ولجأ للمستعار الذي أصبح مثاراً للسخرية من الجميع، وآخرهم إيفر بانيجا، لاعب إشبيلية السابق، حتى بنهائي الدوري الأوروبي.

ولكن على ما يبدو أن كونتي لم يفقد فقط شعره، ولكن أيضاً عقله وحنكته التدريبية، المدرب الإيطالي فقد أعصابه بعد أسابيع من الصمت الذي سبق العاصفة وعاد لعاداته القديمة عندما هاجم الجميع في حواره الصحفي بعد مباراة شاختار الكارثية ووداع إنتر للمسابقات الأوروبية.

عام ثالث على التوالي وسيناريو متكرر، إنتر يملك مصيره بيده وانتصار يعبر به من المجموعة، ولكن الفريق يتفنن في إضاعة الفرصة، المرة الأولى لم تكن على يد كونتي، ولكن هذه المرة وسابقتها الأمر يتحمله المدرب الإيطالي.

Conte Inter ShakhtarGetty Images

90 دقيقة من الحذر الكروي وخطط لعب مكشوفة أمام منافس جاء لا يفكر إلا في الدفاع رغم أن الفوز كان ليصعد به كمتصدر لمجموعته ولكن أقصى طموحه كانت بطاقة الدوري الأوروبي، ولكن كل ذلك لم يجعل كونتي يتشجع ويدك حصونه، بل استمر لأكثر من ساعة يعيد الكرة بنفس اللعبة الطويلة آملاً في حدوث معجزة، وعندما قرر أن يبدل كان في الدقيقة 75!

أخطاء كونتي أمام شاختار ليست هي فقط السبب في خروج إنتر، ولكن أسلوب اللعب الذي يتبعه والذي هاجمه فابيو كابيلو ووصفه بالتقليدي والقديم هو السبب، خطة 3-5-2 الكلاسيكية والاعتماد على قوة وسرعة روميلو لوكاكو ليست بحل أمام الإمكانيات للخصوم الأوروبيين، قد تكون كافية محلياً في دوري متراجع ومتهالك مثل الإيطالي، ولكن تنكشف حتى على يد سلافيا براج وشاختار وبوروسيا مونشنجلادباخ.

إصرار كونتي على طريقته التي منذ 2013 لم يغيرها جعلت نفس سيناريو جلطة سراي مع يوفنتوس يتكرر، ولكن الحجج هي ما تتغير، وقتها كانت الطقس واللغة الإنجليزية الضعيفة، والآن التحكيم وعدم حماية إنتر وتقديره، وليس في مرة وحيدة اعترف المدير الفني بالخطأ وتحمل المسؤولية.

Antonio Conte JuventusGetty Images

الآن الرجل الذي يتقاضى 12 مليون يورو بالموسم سيكون أمام خيار وحيد بعد وداع المسابقات القارية وهو الفوز بالسكوديتو، إدارة الفريق لا تتحمل إقالته بسبب راتبه الكبير واستمرار عقد المدرب السابق لوشيانو سباليتي، ولذا فكرة قدوم مدرب ثالث تبدو مستحيلة، والواقع هو أن استمرار كونتي أمراً مفروضاً عليها.

الخروج الكارثي المبكر من أوروبا له حسنة وحيدة أن إنتر سيصبح الوحيد من بين المنافسين على لقب السكوديتو غير المشغول ببطولة أخرى، ويملك الوقت للراحة والإعداد لكل مباراة على حدة، عكس يوفنتوس وميلان ونابولي وروما وأتالانتا، مما قد يعطيه أفضلية في السباق المحلي.

كونتي تعلم كيف يُخفي صلعه المبكر، ولكن حتى الآن لم يفلح في علاج مشكلة عناده وتزمته التكتيكي، وإذا استمر على نفس التفكير فسيكون مستقبله الكروي على المحك، فمن سيريد مدرباً يتقاضى 12 مليون يورو سليط اللسان وعنيد وتلك الصفات تأتي مع أخطاء متكررة فنياً؟

الانتصار بالدوري أو الإقالة بحلول نهاية الموسم، تلك هي الآن حلول كونتي، ولا يوجد أفضل منه فيما يخص العمل ببطولة وحيدة والتحضير لكل مباراة على حدة، ولذا سيتأجل الحكم على مستقبله في ميلانو حتى يونيو المقبل، ووقتها سيفصل في مصيره مدرباً لإنتر، ومدرباً من فئة الكبار عامة.

إعلان