منذ أن بدأ الموسم ولا يبدو أن تشافي هيرنانديز المدير الفني لبرشلونة ومعه طاقمه البدني والطبي يضعون الثقة في إنسو فاتي نجم هجوم الفريق الكتالوني.
فكل ما حصل عليه اللاعب من دقائق حتى الآن بالكاد يكمل ما يكفي من دقائق لتكوين مباراة واحدة كاملة في الدوري الإسباني.
لكن في ظل بعض المتغيرات والظروف التي يمر بها النادي الكتالوني والمنتخب الإسباني قد يتغير كل ذلك خلال الأسابيع المقبلة.
دعونا نفهم كيف يمكن لذلك أن يحدث، وكيف من الممكن أن تكون الأخبار المحبطة التي تسمعها جماهير الفريق الكتالوني يوميًا هي باب عودة أحد أهم مواهب لاماسيا في السنوات الأخيرة إلى الواجهة.
إصابات برشلونة وتلاحم الموسم
عانى برشلونة خلال فترة التوقف الدولي الحالية من الكثير من الإصابات منها ما هو على مستوى الهجوم والدفاع والوسط، لكن ما يهمنا هنا هو الخط الأمامي.
أصيب ممفيس ديباي ومن المتوقع أن يغيب لمدة قد تصل إلى حوالي شهر، وهي فترة ليست بالقصيرة، حتى بالنسبة للاعب بديل ولا يحظى بالكثير من الدقائق.
كما أصيب عثمان ديمبيلي مع منتخب فرنسا، ورغم أن إصابته أقل قوة من ممفيس إلا أن تشافي هيرنانديز سيتعامل معه بحذر شديد للغاية.
كل تلك الإصابات ستدفع تشافي هيرنانديز للتفكير مليًا في تجهيز لاعب مثل أنسو فاتي، بالأخص أن خط الهجوم في حال غاب ديمبيلي لأكثر من المتوقع سيتكون من الثلاثي رافينيا وليفاندوفسكي وفيران توريس.
وفي ظل تلاحم الموسم من الممكن أن يتعرض أحدهم لإصابة جديدة تجعل تشافي في حيرة من أمره وورطة في وقت مبكر من الموسم.
كل هذا قد يزيد من فرص مشاركة أنسو فاتي بشكل أكبر في الفترة المقبلة، وإن كان هناك بعض الملاحظات البدنية والفنية عليه بعد عودته الأخيرة من الإصابة.
Goal/GettyImageأزمة إسبانيا الهجومية
بشكل ما كل الأزمات التي يمر بها برشلونة على مستوى الإصابات والتي قد يمر بها في الفترة المقبلة ستصبح حلًا بالنسبة للمنتخب الإسباني.
يعاني الفريق الإسباني في الوقت الحالي من ندرة المواهب فيما يتعلق بالخط الأمامي، فموراتا وفيران توريس وماركو أسينسيو حدث ولا حرج عليهم.
وحصول فاتي على المزيد من الدقائق مع برشلونة سيفتح أمامه الباب بلا شك للعودة للمنتخب الإسباني في وقت غاية في الأهمية قبل كأس العالم بأسابيع.
فاتي كان مؤثرًا في كل مرة ظهر فيها مع المنتخب الإسباني، ولا شك أن ظهوره من جديد سيمنح الفريق دفعة كبيرة في الخط الهجومي الذي هو أضعف خطوط لاروخا في الوقت الحالي.
في النهاية وكما قلنا بشكل أو بآخر فأن أزمة برشلونة التي تجعل جماهير الفريق الكتالوني تتألم قد تكون الحل الذي يجعلهم يحتفلون مع المنتخب الإسباني في الشتاء بقطر.
لمحات من ماضي ومستقبل فاتي
عندما نتحدث عن أنسو فاتي فنحن هنا نتحدث عن واحدة من أقوى البدايات التاريخية لأي لاعب في كرة القدم خلال القرن الجديد على الأقل.
فاتي الذي كان يملك معدلات تحويل للفرص قياسية هو نفسه الشخص الذي لا يستطيع الحصول على دقائق اليوم في برشلونة تشافي هيرنانديز.
وهو نفس الشخص أيضًا الذي أظهر ترابط رائع مع روبرت ليفاندوفسكي في كل مرة تواجد فيها الثنائي سويًا داخل الملعب، فكلاهما يتفاهم بشكل مذهل، ويبشران بثنائية فتاكة لو سمحت الظروف بتواجدهما سويًا لفترة كافية.
كل ذلك أيضًا يدفع في طريق إعادة فاتي من جديد إلى الواجهة ومنحه الثقة الكافية للعودة لأفضل مستوياته وتجاهل ضغط الرقم 10 في النادي الكتالوني.
الكل مستفيد
حال حصل فاتي على الدقائق فهذا يعني أن جميع الأطراف في تلك القصة ستكون مستفيدة بشكل أو بآخر مما سيحدث.
فاتي على رأس هؤلاء، فسيعود يفعل ما يحلو له بكرة القدم ويمارس هوايته المفضلة في تسجيل الأهداف من أنصاف الفرص وصناعتها لفريقه.
وبرشلونة أيضًا الذي سيفوز بجوهرة في خط الهجوم كان التراب قد انهال عليها بفعل الإصابات في الأشهر الأخيرة، لكن تشافي يستطيع تلميعها من جديد.
وقتها سيحصل المدرب الإسباني على نجم إضافي في خط الهجوم يستطيع أن يدمجه في الخطة بجوار عثمان ديمبيلي أو رافينيا أو روبرت ليفاندوفسكي أو غيرهم.
وأخيرًا هناك المنتخب الإسباني الذي يدخل على منعطف تاريخي له في كأس العالم بعد النتائج المتراجعة في دوري الأمم الأوروبية، حيث سيجد لويس إنريكي ضالته في خط الهجوم.
بيت القصيد
ربما يعاني برشلونة من ظروف قاسية في فترة التوقف الدولي فيما يتعلق بإصابات لاعبيه، لكن كما علمتنا الحياة لربما يكون الخير فيما تخشاه جماهير النادي الكتالوني.
ربما وقعت تلك الإصابات وستقع غيرها فقط حتى يضطر تشافي لتحسين وضع فاتي بعض الشيء في هذا الوقت المبكر من الموسم حتى يكون جاهزًا بحلول الأوقات الحاسمة.
ربما يكون القدر قد قرر أن يحدث كل ذلك ليكون فاتي هو جوهرة هجوم إسبانيا في كأس العالم ويحل أزمة مؤرقة بالنسبة للويس إنريكي.
من يدري! في النهاية لا يسعنا سوى الإنتظار لنرى ما الذي سيحدث بالتحديد خلال الأسابيع المقبلة مع فاتي وخطي هجوم برشلونة والمنتخب الإسباني.