عندما أعلن منتخب الأرجنتين عن قائمته في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم في مارس الماضي، أثار ذلك الكثير من الدهشة.
جنبًا إلى جنب مع نجم بقيمة ليونيل ميسي، كان باولو ديبالا ولاوتارو مارتينيز، لكن ما أثار الانتباه حقًا، كان مجموعة من الأسماء غير المعروفة نسبيًا، والتي حصلت على أول استدعاء دولي حتى قبل بدايتها الاحترافية.
ليس ذلك فحسب، بل إن عددًا من تلك المواهب الشابة لم يولدوا حتى في الأرجنتين، وبعضهم، مثل مهاجم مانشستر يونايتد أليخاندرو جارناتشو، سبق أن مثل بلدانًا أخرى على مستوى الشباب.
بالنسبة لظهير إنتر فرانكو كاربوني، كانت هذه هي المرة الأولى التي يطلبه فيها منتخب الأرجنتين، بعد أن لعب سابقًا مع منتخب إيطاليا تحت 18 عامًا.
ولكن بعد أن ابتعد عن الأرجنتين بين عشية وضحاها قبل ثلاث سنوات تقريبًا، كان حلمًا أن يتم الاعتراف به على أنه موهبة مرموقة من أرض ولادته.
قال اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا لـ"جول GOAL" في مقابلة حصرية: "كنت أعلم أن المنتخب الوطني كان يتابعني هنا في إنتر، عندما جاء الاستدعاء، منحني ذلك فخرًا وعاطفة كبيرين. لقد كانت تجربة جميلة جدًا".
وأضاف: "أشكر إيطاليا على الفرصة التي قدموها لي في بعض المباريات الودية للشباب، لقد كانت تجارب مهمة للغاية بالنسبة لي".
وأكمل: "ولكن عندما جاء استدعاء الأرجنتين، لم يكن لدي شك، إنها بلدي، وكان حلمي أن ألعب للمنتخب الوطني".
وتابع: "التدرب مع ميسي؟ لقد حققت أحلامي حقًا، شيء حلمت به عندما كنت طفلاً وعشته في تلك اللحظة".
وأردف: "التدرب معه، والاستحواذ على الكرة، ولكن أيضًا تناول الطعام معه على الطاولة، تلك أشياء لا تصدق وأحاسيس صعبة في الشرح".
وُلد كاربوني في بوينس آيرس، وتدرب في أكاديمية نادي لانوس، لكنه اضطر لمغادرة وطنه في سن 16 بعد أن قبل والده إيزيكيل وظيفة منسق الشباب في كاتانيا.
وقال كاربوني الأب، الذي سبق له اللعب مع لانوس وكاتانيا، عن ذلك: "قبل ثلاث سنوات ، عندما انتقلنا إلى إيطاليا بين عشية وضحاها، كان علي أن أخبره وعائلتي أننا سنغادر الأرجنتين".
وأضاف: "أعرف كم عانى من ترك أصدقائه وعائلته وناديه وأشياء أخرى كثيرة للانتقال إلى بلد لم يكن يعرف أي شيء عنه، من اللغة إلى كرة القدم".
موريتس كيرجارد: النجم الشاب لسالزبورج الملقب بكاكا الجديد
تم تسجيل كل من فرانكو وشقيقه الأصغر فالنتين في أكاديمية كاتانيا عند وصولهما، لكنهما أمضيا خمسة أشهر فقط مع النادي قبل أن تبدأ الفرق الأكبر من جميع أنحاء أوروبا في الانتباه.
بفضل قدمه اليسرى المذهلة، واللياقة البدنية التي تسمح له بالتغلب على لاعبي الخصم من خلال السرعة والقوة، وقدرة ممتازة على اتخاذ القرار، كانت مواهب كاربوني واضحة، ومع إدراك الأندية الآن أهمية الظهير في اللعبة الحديثة، لا عجب أنه سرعان ما أصبح لاعبًا مثيرًا للانتباه.
أظهر كل من ليفربول ويوفنتوس اهتمامًا بالتعاقد معه، لكن إنتر هو من فاز بالسباق، حيث جلب "نيراتزوري" فالنتين إلى ميلان للانضمام إلى شقيقه.
يقول فرانكو: "كانت هناك مقترحات من أندية مختلفة، لكنني كنت أرغب دائمًا في اللعب هنا".
وأضاف: "المشروع الذي قدمه النادي لعائلتي كان جيدًا للغاية واخترنا القدوم إلى إنتر".
وتابع: "الحمد لله اتضح أنه الاختيار الصحيح".
تألق كاربوني منذ وصوله إلى إنتر أثناء اللعب في مجموعة متنوعة من المراكز على الجانب الأيسر.
في البداية كان مهاجمًا عندما بدأ مسيرته الكروية لأول مرة، كان يتراجع ببطء إلى الوراء، وهو الآن أكثر راحة في اللعب كظهير مهاجم أو ظهير.
لقد أصبح عضوًا رئيسيًا في فريق إنتر بريمافيرا (تحت 19 عامًا) الذي يديره المدافع السابق كريستيان كيفو، حيث قدم سبع تمريرات حاسمة على مدار موسم 2021-22 بينما جذب أنظار سيموني إنزاجي.
تم اختياره على مقاعد البدلاء في الفريق الأول في خمس مناسبات على مدار الموسم الحالي، على الرغم من أنه تذوق طعم المشاركة مع الفريق الأول بالفعل مع فريق أنطونيو كونتي الفائز بلقب الدوري الإيطالي حيث كان بديلاً مرتين في وقت مبكر من الموسم.
يقول كاربوني: "إنني أشكر كونتي، لقد تدربت تحت قيادته لمدة أربعة إلى خمسة أشهر مع الفريق الأول ووضعني على مقاعد البدلاء لأول مرة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، لقد كانت تجربة رائعة للغاية وأشكره على الفرصة التي منحها لي".
وأضاف: "لقد وضعني إنزاجي أيضًا على مقاعد البدلاء ، حتى في دوري أبطال أوروبا، لقد منحني تجربة رائعة وأشكره أيضًا".
إن فكرة الظهير الأرجنتيني الذي يتجول في الجناح بقميص إنتر في سان سيرو يجلب على الفور ذكريات خافيير زانيتي لمشجعي إنتر، وقد قدم بطل إيطاليا خمس مرات بالفعل النصيحة لكاربوني بصفته نائبًا لرئيس النادي.
يقول كاربوني: "قدوتي؟ في إنتر، دائمًا ما يكون زانيتي، حتى لو لعب على اليمين وأنا على اليسار".
وأضاف: "بالنسبة لي، هو واحد من أفضل اللاعبين في التاريخ في هذا الدور ويسعدني حقًا التحدث إليه، إنه دائمًا لطيف جدًا معي، إنه شخص رائع".
وتابع: "في فريق إنتر اليوم، أحب حقًا إيفان بيريشيتش، ألعب في نفس الدور الذي يلعبه، ألاحظه دائمًا، أحاول التعلم منه لأنه بالنسبة لي، قوي جدًا".
في حين أن تقدم كاربوني مشجع، فإن قضية اقتحام اللاعبين الشباب للفرق الأولى في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لن تختفي، حيث أثيرت هذه المشكلة مرة أخرى مؤخرًا بعد فشل إيطاليا في التأهل لكأس العالم 2022.
من بين أصغر 15 لاعبًا ظهروا في الخمس دوريات الكبرى في أوروبا هذا الموسم، يلعب لاعب واحد فقط -زميل كاربوني في الأرجنتين، لوكا روميرو، لاعب لاتسيو- في الدوري الإيطالي، بينما لعب لاعب إيطالي واحد فقط تحت سن 18 عامًا في الدوري هذا الموسم، وهو مدافع أتالانتا جورجيو سكالفيني.
الطريق إلى لعب كرة القدم بشكل منتظم لكاربوني ليس واضحًا، مما يعني أن انتقال الإعارة قد يكون مطروحًا في صيف عام 2022 بعد أن مدد عقده مع النادي مؤخرًا حتى عام 2025.
وقال عن ذلك: "في الوقت الحالي، أفكر في إنهاء الموسم بشكل جيد مع فريق الشباب، لدينا مباراة مهمة، مثل المباريات الفاصلة، نريد الفوز بها".
وأضاف: "بعد ذلك، في نهاية الموسم، سنقيم مع وكيلي وإنتر الخيار الأفضل بالنسبة لي".
وتابع: "دائما ما أضع لنفسي أهدافًا قصيرة المدى، لكني أحلم باللعب في الفريق الأول في إنتر أو في الفريق الأول في أحد الأندية في الدوريات الكبرى".
يبدو كاربوني بالتأكيد على الطريق الصحيح لتحقيق تلك الأحلام، وبعد أسبوع من التدريب جنبًا إلى جنب مع ميسي وبقية لاعبي الأرجنتين، يعرف أكثر من غيره أن الأحلام تتحقق في بعض الأحيان.


