يلتقي برشلونة غداً بريال بيتيس ضمن منافسات الأسبوع الثامن والعشرين لليجا، بعد ليلة واحدة من بداية الولاية الثانية لزين الدين زيدان في ريال مدريد بمواجهة سيلتا فيجو.
مباراة الدور الأول انتهت بفوز فريق المدرب كيكي سيتيين على نظيره إرنستو فالفيردي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، ما يمنح المباراة العديد من الأبعاد التي تفوق حجمها كمجرد ثلاث نقاط في الليجا..
أولاً لأنها تحمل طابعاً ثأرياً، ثانياً لأنها لحظة للحقيقة في توقيت هام يسعى به برشلونة لللتخلص من عقدة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وأخيراً لأن الفوز هو السبيل الوحيد للنجاة من صفحة ريال بيتيس بالعربية.
وبينما يدور السؤال حول كيفية تعامل فالفيردي مع أخطاء الذهاب وتداركها في الدور الثاني، وأثناء استرخاء الكتلان بشأن الليجا التي باتت شبه محسومة من الناحية العملية تزامناً مع احتكار دوري الأبطال لأغلب الاهتمام في الوقت الحالي، يحاول الفرنسي صاحب الثلاثية الأوروبية الشهيرة التسلل مرة أخرى نحو تكرار سيناريو موسمه الأول في 2016.
الملابسات ليست بعيدة عن الذاكرة القريبة، أقيل رافا بينيتيز في يناير 2016 وحل زيدان على حسابه، كان برشلونة يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق ثلاثية جديدة حتى بدأت دوامة نهاية مارس التي امتدت للنصف الأول من إبريل..
كان الفارق 12 نقطة بين البارسا والميرينجي مثلما كان الوضع الآن، فتعادل الأول مع فياريال 2-2، ثم خسر الكلاسيكو الأول أمام زيدان في كامب نو 2-1، قبل أن يتبعها بامتداد عقدة أنويتا الشهيرة ليخسر أمام ريال سوسييداد بهدف نظيف ويختتمها بهزيمة إضافية ضد فالنسيا 2-1.
هذا ما حدث بين الأسبوعين 30 و33 حصل برشلونة على نقطة واحدة متاحة من أصل 12، ليتقلص الفارق إلى نقطة وحيدة مع ريال مدريد الذي لم يتوقف عن تحقيق الانتصارات، ويصبح برشلونة مجبراً على عدم التفريط بأي نقاط مما سيلي، في الوقت الذي بدأ فيه ترسيخ عقدة ربع النهائي بقيادة المدرب السابق لويس إنريكي، على يد أتلتيكو مدريد.
الآن لدينا نفس الفارق مرة أخرى، 12 نقطة، ولدينا برشلونة في نفس الموقف تقريباً، حسم مقعده في نهائي كأس الملك، ووصل إلى ربع نهائي دوري الأبطال حيث يقابل خصماً ليس بالسهل، وينتظره فرق مثل بيتيس وإسبانيول وفياريال وأتلتيكو مدريد وسوسييداد، بالإضافة لزيارة إلى ملعب لوس بالايدوس الخاص بسيلتا فيجو والذي لم يكن ودوداً مع الكتلان بالآونة الأخيرة.
ورغم أن برشلونة تخلص من قدر لا بأس به من المواجهات الأصعب في الليجال، وأن ريال مدريد هو المضطر لملاقاة فرق مثل فالنسيا وأتلتيك بلباو، والأول في ملعبه المستايا أيضاً المعروف بإزعاجه المستمر للكبيرين، السؤال هو: لمَ لا؟
كل شيء يمكن أن يحدث في كرة القدم، وها هو زيدان قد بدأ بالفعل بتضييق الفارق مؤقتاً إلى 9 نقاط، فهل يمنحه بيتيس غداً الهدية الأولى؟