أصبح أنسو فاتي، لاعب برشلونة الشاب، هو حديث الجميع في الأسابيع الأولى للموسم بعد تألقه اللافت واقتحامه تشكيل البلوجرانا بقوة رغم أنه لا يزال في السادسة عشر من عمره.
ستة لقاءات وهدفين، بالإضافة لثقة بالنفس تتناسب مع لاعب مخضرم، ومهارات مميزة أشعلت المقارنات مع نجوم سابقين بدأوا بقوة أيضاً مع برشلونة، ولكن قضية أخرى فيما يخص فاتي شغلت الإعلام الأيام الأخيرة.
فاتي أعلن اختياره تمثيل المنتخب الإسباني مستقبلاً، اللاعب كان يحق له أيضاً اللعب للمنتخب البرتغالي كونه ينحدر من غينيا بيساو، والتي يحق لمواطنيها تلقائياً الحصول على الجنسية البرتغالية.
ولعب والد فاتي، بوري، دوراً في توجيه نجله نحو اختيار إسبانيا، إذ ذكر في أكثر من مناسبة أنه يشعر بأنه ينتمي لإشبيلية، المدينة التي هاجر إليها وترك البرتغال التي كان يعمل بها، وهنا ترعرع نجله أنسو وبدأ مشواره الكروي.
قرار فاتي بتفضيل إسبانيا على البرتغال بدأت توابعه في الظهور سريعاً، إذ أصبح اللاعب متاحاً للعب مع منتخب تحت 17 عاماً بالمونديال المقبل بعد أسابيع، والذي سيعني أنه سيترك برشلونة في وقت حرج من الموسم يُلعب فيه الكلاسيكو، بالإضافة لعدد من المباريات الهامة المحلية والأوروبية.
وإذا كان برشلونة أول المتأثرين بقرار فاتي، فماذا عن اللاعب نفسه؟ ربما يكون مبكراً الحكم على صحة قراره نظراً لصغر سنه حالياً، ولكن هل كانت البرتغال لتكون خيار أنسب للشاب؟ المنتخب الإسباني حالياً متشبع بالنجوم الشابة، وفريق تحت 23 عاماً حقق هذا الصيف أمم أوروبا، كما أن منتخبات الفئات العمرية الإسبانية تعيش أزهى الفترات بالسنوات الأخيرة، مما يعني منافسة كبرى لنجم برشلونة الشاب على مركزه بالمنتخب.
Gettyفي البرتغال، ورغم تميز الجيل الحالي وكثرة العناصر الشابة في صفوفه، ولكن المنافسة أقل حدة، ولا تملك البلاد تلك القاعدة الواسعة للاعبين الشباب المتميزين التي تحظى بها إسبانيا، مما كان ليعطي فاتي فرصة ربما للبزوغ والحصول على النجومية التي يستحقها حال حافظ على مستواه الحالي واستمر بالتطور.
نقطة أخرى أن المنتخب البرتغالي حالياً في مرحلة من الإحلال والتبديل، وبعد أمم أوروبا المقبلة، والتي ستكون الأخير لنجوم مثل كريستيانو رونالدو وآخرين، ستعطى الفرصة لآخرين بقيادة جواو فيليكس لبدء مرحلة جديدة، ولربما كان فاتي ليستفيد من تلك التغيرات ويجد نفسه أساسياً مع الفريق بعد مدة وجيزة.
كما ذكرنا، لا يزال الوقت مبكراً للحكم على صحة قرار فاتي باختيار إسبانيا على البرتغال، ولا يزال الوقت حتى باكراً للحكم على اللاعب نفسه وإذا كان سيكون قادراً على الاستمرار على نفس المستوى، والأشهر المقبلة ستكون هي الأهم له لإثبات معدنه ومدى استعداده ليثبت صحة كل ما قيل عنه، والآمال الكبيرة المعقودة عليه ليكون نجم برشلونة المقبل.




