إنتر يحسم صفقة أشلي يونج بعد مفاوضات شاقة، ثم يحول اهتمامه إلى فيكتور موزيس، مع اهتمام منقطع النظير بأوليفييه جيرو، ووسط هذه الأسماء التي تبدو محلًا للسخرية، يظهر أرتورو فيدال ثم كرستيان إريكسن، لتختلط الأوراق ولا تفهم الجماهير هل يحاول إنتر العودة للمنافسة أم فقط الحفاظ على موقعه بين الأربعة الكبار.
في حقيقة الأمر أنت تحتاج إلى أن تنظر إلى الأمور بعمق أكبر، أن تعرف ما هذه الميزانية التي تتحدث عنها، ومن هو المدرب الذي يقود هذا الفريق، وما هو تاريخه مع هذه النوعية من اللاعبين. كل تلك الأشياء تحتاج لأن تكون محل اهتمام قبل إطلاق الأحكام.
المحور الأول بالنسبة لإنتر هو الميزانية، جيوسيبي ماروتا يقود مشروعًا مع إنتر مشابهًا لذاك الذي قاده مع يوفنتوس بداية العقد الماضي، حيث كانت الصفقات المجانية والعقود التي تشارف على الانتهاء والإعارات ومتجاوزي الثلاثين هم من يشكلون سوق انتقالات السيدة العجوز.
حينها كانت الميزانية تفرض ذلك، ومع الوقت وصعود درج السلم والنجاحات المتتالية انتعشت الميزانية، وبات يوفنتوس أحد كبار أوروبا ماليًا، وبات بمقدوره التعاقد مع جونزالو هيجواين مقابل 91 مليون يورو، ومع كرستيانو رونالدو مقابل 120 مليون يورو.
في إنتر الأمور تحتاج إلى نفس السياق نظرًا لقانون اللعب المالي النظيف، لذا فكان ميركاتو الصيف عبارة عن خروج إيكاردي ومجيء لوكاكو، بيريزيتش يخرج يأتي سانشيز، يرحل ناينجولان يأتي باريلا وسينسي، يخرج دالبيرت وميراندا يأتي بيراجي وجودين، كل ذلك بأسعار متقاربة، بصفقات أغلبها على سبيل الإعارة مع أحقية الشراء حتى يتم تقسيم المدفوعات على سنوات أكبر وفقًا للإهلاك السنوي الذي يفرضه قانون اللعب المالي النظيف.
وفي الشتاء، يبدو إنتر في حاجة للتعزيزات من أجل المنافسة على لقب الدوري واليوروباليج، وفي نفس الوقت، فهو لا يستطيع أن يتكبد أموالًا طائلة نظرًا لضعف الأرباح الأوروبية بعد التوديع المبكر لدوري الأبطال، وكذلك مع التزامه بالعديد من الصفقات التي من المفترض أن يفعل فيها بند أحقية الشراء الصيف المقبل.
لذا، يوفر إنتر أمواله إلى صفقة كريستيان إريكسن وأرتورو فيدال، وإن لم يأتِ فيدال فسيبحث إنتر عن لاعب من نفس الطينة بجوار صانع ألعاب توتنهام من أجل توفير احتياجات كونتي من اللاعبين أصحاب الخبرة والذين فازوا بالبطولات من قبل.
أما بالنسبة للمدرب، فأنت هنا تتحدث عن نوعية لاعبين محببة له، من يركضون كثيرًا ويلعبون في أكثر من مركز ولديهم الاستعداد للقتال من أجل الفوز حتى مع تواضع الإمكانيات الفنية، موزيس وجيرو لعبوا معه في تشيلسي وقدم أولهما تحديدًا أفضل موسمين في تاريخه قبل أن يختفي تمامًا، وكأن كونتي وحده هو من يعلم شفرته.
بالنسبة لجيرو، فهو مهاجم بديل مميز لمدرب يفضل تواجد العديد من المهاجمين من أجل المدوارة، وأشلي يونج ليس أسوأ حالًا من كرستيانو بيراجي، بل في حال كان يونج لاعبًا لإنتر منذ بداية الموسم لربما صعد النيراتزوري إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا. راجع شريط أخطاء بيراجي الكارثية في مرحلة المجموعات ستصدق هذا.
إنتر يتقدم بعرض جديد لضم إريكسن
إذًا هنا أنت محكوم بميزانية تحتاج إلى الحفاظ على صافي الإنفاق بها حتى يتحرك المشروع للأمام، ولديك مدرب يفضل هذه النوعية من اللاعبين في حال لم تتوفر الإمكانيات أو ربما حتى مع توفرها. نهايةً، نحن نعتقد أن الأمور باتت أوضح الآن.