عايد الرشيدي والنصر .. نعوذ بك يا الله من قهر الرجال!

"نعوذ بك من قهر الرجال" دعاء يردده المسلمون، كل يوم صباحًا ومساءً، ضمن أذكارهم الدينية، لكن ربما الغالبية لا تعرف ما هو قهر الرجال، كي نستعيذ منه مع شروق الشمس وغروبها؟..

إن أردت مثالًا بسيطًا عن ذلك، يمكنك أن تشاهد فيديو عايد الرشيدي وحديثه عن طريقة تعامل إدارة النصر معه، يمكنك أن تسمع نبرة الألم في صوته، ترى القهر في نظرات عينيه، والدموع التي تتصارع، لكنها تأبى أن تسقط من عيون رجل، هذا باختصار قهر الرجال، الذي اجتمع في فيديو لم يتعد الثلاث دقائق، وما خفي كان أعظم!

شاهدت الفيديو؟، حتمًا علمت منه أن هذا الرجل نصراوي، ومن فعل به هذا هم رجال مجلس إدارة العالمي برئاسة مسلي آل معمر، لكن نظرات جمهور العالمي له ولومهم له على عدم دعم الإدارة، دفعوه للكشف عما يخبؤه من ألم منذ سبتمبر الماضي.

في الأول من سبتمبر 2022، نشر الرشيدي تغريدة اعتذار بقرار قضائي، عن أي تجاوز أو إساءة صدرت في حق النصر عبر حسابه على "تويتر"، ووقتها احتفل النصراويون بانتصار ناديهم وبدأوا الإسقاط على عايد وكتيبة من الإعلاميين.

لا نعلم تحديدًا أي تجاوز صدر منه أو إساءة، لكن إلى أي مدى من الممكن أن تتسبب تغريدة في سجن صاحبها؟!، سؤالنا يدور حول عالم كرة القدم، نتحدث عن الوسط الرياضي السعودي المليء بالمناكفات والتلاسنات و"الطقطقات"، فما الذي يمكن أن يدفع أحدهم أن يرفض الاعتذار ويطالب المحكمة بسجن خصمه لعام كامل وتغريمه 500 ألف ريال سعودي؟!

حقيقةً منذ أن شاهدت فيديو عايد الرشيدي وأنا أطرح هذه التساؤل على نفسي، لكن خيالي لم يحسن أن يتقبل أن هذا قد يحدث في عالم الساحرة المستديرة وبسبب مجرد تغريدة، ومع رجل في الأساس هو ينتمي للنادي الذي رفع الدعوى ضده.

لا أُبرئ الرشيدي من تهمة لا نعلمها، لجمهور النصر الحق في التعاطف معه أو الهجوم عليه، لكن ما نعلمه أنه ليس هناك ما يستدعي سجن أحدهم والسعي وراء ذلك مرارًا من وراء تغريدة "لا تسوى".