بول بوجبا؛ هل ما زال الاسم مألوفًا وتتذكرونه؟ سؤال قد يكون غريبًا لكنه منطقيًا؛ فاللاعب الفرنسي لم يعد موجودًا بالملاعب بل اسمه يتردد فقط في ساحات المحاكم بمشاكل عائلية وبإصاباته المتكررة.
صفر دقائق هذا الموسم
لم يلمس بول بوجبا أرض الملعب بقميص يوفنتوس رسميًا منذ عودته للفريق الصيف الماضي؛ نجم الفريق الإيطالي خضع لجراحة في ركبته اليمنى سبتمبر الماضي بعد فشل تداويه بالعلاج.
الإصابة التي ألمت به في فترة الإعداد للموسم الجديد أبعدته عن بطولة كأس العالم التي حلت فيها بلاده فرنسا في المركز الثاني بعد الهزيمة بركلات الترجيح من الأرجنتين.
بوجبا كان موجودًا على دكة بدلاء يوفنتوس في اللقاء الذي خسره فريقه من مونزا بهدفين نهاية يناير الماضي وغاب بعدها عن المباريات، قبل أن يعود ويتدرب أمس الأربعاء قبل يوم من مواجهة نانت الفرنسي في الدوري الأوروبي.
حرب أهلية
معاناة بول من الإصابة والغياب كان يوازيها حرب أهلية بمعنى الكلمة بينه وبين شقيقه الأكبر ماتياس؛ بول لجأ للشرطة في مواجهة شقيقه الذي نشر فيديو يكشف بحسبه عدد من الأمور عن شقيقه، متهمًا إياه باللجوء للسحر لإيذاء بعض زملائه على رأسهم زميله بالمنتخب كيليان مبابي وذلك في 2019 لمساعدة فريق بول وقتها مانشستر يونايتد على تخطي باريس في دوري الأبطال.
اتهم بوجبا شقيقه الأكبر بالابتزاز، وسط سلسلة من العمليات من نفس النوع من عصابة منظمة كما قال ممثلو الدولي الفرنسي المتوج بكأس العالم 2018.
اعترف بوجبا للشرطة باستعانته بطبيب ساحر؛ لكن لا لإيذاء زملائه بل لمساعدته في تجنب الإصابات ومساعدة أطفال إفريقيا الفقراء!
الإصابات تفتك بمسيرة بوجبا
وسط كل هذا كان بوجبا يحاول التعافي والعودة للملاعب بعدما غاب عن 31 مباراة مع يوفنتوس هذا الموسم بجانب مباريات فرنسا في كأس العالم.
متوسط غيابات بوجبا بحسب Get Italian Football News هو 13 مباراة في الموسم الواحد وهو معدل يبدو كبيرًا.
يوفنتوس الملاذ الأخير
رحل بوجبا وهو يافعًا عن يوفنتوس بعدما حقق لقب الدوري الإيطالي في الفترة من 2012 وحتى 2016، رحل لناديه القديم مانشستر يونايتد بصفقة قياسية وقتها بلغت 105 ملايين يورو.
لم يجد بول ضالته في مانشستر الذي تركه يرحل مجانًا ليوفنتوس قبلها. بيئة يونايتد صعب التعايش معها فحتى الأرجنتيني أنخيل دي ماريا زميله الحالي في يوفنتوس فشل مع مانشستر وهو الذي كان قادمًا من إسبانيا بعدما صال وجال في ريال مدريد.
علاقة النجم الفرنسي بجماهير مانشستر كانت متوترة دائمًا، وسط حديث مستمر عن رغبته في الرحيل عن النادي الإنجليزي وبأن ريال مدريد سيكون وجهته المقبلة أو برشلونة؛ أخبار ارتبطت به منذ سنوات لكنها لم تتحقق.
عودة بوجبا ليوفنتوس كانت المتنفس الوحيد لابن 29 سنة، ففي تورينو قضى أجمل لحظات حياته الكروية. عودة مجانية لفريق المدرب ماسيميليانو أليجري الذي يعرفه جيدًا وتدرب تحت قيادته. لكنها عودة ليست كالرحيل ففريق يوفنتوس وحتى ما يحيط به مختلف تمامًا؛ فبعدما لعب بجوار أندريه بيرلو وفيدال وإيفرا وماركيزيو وأمامهم باولو ديبالا سيتعين عليه اللعب بجوار لوكاتيلي ورابيو ومن أمامهم فلاهوفيتش وكييزا في جيل مختلف تمامًا عمن ساندوه من قبل في البيانكونيري.
كما تزداد الصعوبات بخصم 15 نقطة من يوفنتوس هذا الموسم على خلفية قضايا مالية ومناورة الرواتب التي تهدد النادي بالتهبيط. وهو أمر سيختبر فيه بول؛ هل يبقى مع الفريق كما فعل جيانلويجي بوفون وأليساندرو ديل بييرو وبافل نيدفيد ودافيد تريزيجيه وماورو كامورانيزي في 2006 بعد أزمة الكالتشيوبولي أم سيرحل ويترك الفريق كما فعل فابيو كانافارو!
خطط بوجبا دون المهندس رايولا
خطط بول بوجبا المستقبلية قد تصطدم بغياب ظهير إعلامي ومفاوض جيد عنه في الفترة الأخيرة هو مينو رايولا، الوكيل الشهير الذي توفي في الربيع الماضي كان مهندس كل الصفقات التي أبرمها بوجبا، وحقق له أعلى المكاسب المادية وهو أمر كان يؤخذ عليه دائمًا وهو اهتمامه بالجانب المادي فقط وإن كانت الصفقة غير مناسبة للاعب.
برحيل مينو الذي قال بوجبا مرة إنه وصفه بـ "الكلب" ورفض أن يوقع "كلبه- بول" عقدًا حينما كان شابًا مع مانشستر ليحميه، يبدو مؤثرًا لكن إمبراطورية رايولا تتحكم فيها الآن رافائيلا بيمينتا التي يصفها بول بوالدته الثانية التي ساعدته كثيرًا في مشواره.
يواجه بول مرحلة صعبة جدًا في مسيرته تحتاج ربما تغييرًا في عقليته أولًا ومعرفة أسباب إصاباته المتكررة لتفاديها. وهو أمر يستعصى على ساحره بالتأكيد، والذي يبدو وكأنه أصابه بلعنة عكسية.
طريق بوجبا مختلف الآن وعليه السير فيه بمفرده فرايولا لم يعد موجودًا وحتى خلفاؤه لن ينفعوه لأن الملعب وحده سيحدد مصير أسطورة بول بوجبا.