تتضارب الأنباء حول عدد المباريات التي سيغيب عنها عبد الرزاق حمدالله مهاجم الاتحاد بعد إيقافه لـ4 أشهر من لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين بالاتحاد السعودي لكرة القدم على خلفية شكوى النصر ضده بتفاوضه مع العميد خلال مدة سريان العقد.
الأخبار الأولى تحدثت عن غيابه لـ8 مباريات مستفيدًا من توقف الدوري لشهرين تقريبًا بسبب كأس العالم 2022، لكن ظهرت أحاديث بعد ذلك تؤكد أن مدة توقف النشاط الرياضي لا تُحسب ضمن مدة الإيقاف مما يعني أن الغياب قد يستمر حتى نهاية مرحلة الذهاب، أي 15 مباراة كاملة.
الاتحاد وحمدالله .. مفترق طرق حاسم
هذا الأمر يضع الاتحاد في ورطة حقيقية، لأن خوض مرحلة الذهاب كاملة دون مهاجم قوي سيُعرض فرص الفريق في المنافسة على لقب الدوري السعودي للخطر الشديد، خاصة في ظل استقرار الهلال وصفقات النصر والشباب.
المشكلة الكبرى أن الاتحاد لا يستطيع استغلال خيار عدم تسجيل اللاعب في قائمته الصيفية والاستعانة بمهاجم آخر بالإعارة لنصف الموسم حتى عودة حمدالله وقيده في قائمة الشتاء، وذلك لأن النادي ممنوع من القيد في فترة الانتقالات الشتوية بسبب نفس القضية.
ما الذي قد يفعله الاتحاد؟ أمامه خيارين لا ثالث لهما، خياران يجعلان النادي والمهاجم المغربي في مفترق طرق .. إما التخلي عن حمدالله والتعاقد مع مهاجم جديد يقود هجوم الفريق وهنا سيكون المهاجم المغربي هو الخاسر الأكبر لأنه سيُجبر على مغادرة الدوري السعودي وربما ينتقل معه الإيقاف لأي نادٍ يُوقع له.
الخيار الثاني هو الحفاظ على حمدالله في القائمة والتضحية بمكان أجنبي لنصف الموسم مع الاعتماد على الخيارات المتاحة في الهجوم، وهذا الخيار ستكون كُلفته الفنية كبيرة جدًا وربما لا يستطيع الفريق تحملها.
ما هي خيارات الاتحاد حال حافظ على حمدالله؟
الفريق لا يمتلك أي مهاجم صريح آخر قادر على تعويض غياب حمدالله، لديه فقط السعودي هارون كمارا وهو بعيد جدًا في مستواه عن قيادة هجوم العميد، ويدور الحديث حاليًا عن التعاقد مع محمد الصيعري مهاجم الفيصلي وهو كذلك لا يستطيع حمل تلك المسؤولية.
الحل الأفضل للخروج من هذا المأزق هو التعاقد مع مهاجم سعودي قادر على تعويض حمدالله، وهنا الخيارات محدودة جدًا وقد تنحصر في فراس البريكان وصالح الشهري، وقد يُضاف لها عبد الله الحمدان ورائد الغامدي ... المشكلة الكبرى أن الحصول على أي من الرباعي صعب جدًا لقيمتهم الكبيرة لأنديتهم ولعدم وجود وقت كافٍ لتعويضهم.
انعدام الخيارات يجعل العميد ومدربه نونو سانتو أمام حل واحد للخروج من هذا المأزق، وهو الاعتماد على البرازيلي رومارينيو كمهاجم متقدم واللعب بالجناحين هيلدر كوستا وعبد العزيز البيشي خلفه وبينهما إيجور كورونادو كصانع لعب ومهاجم متحرك.
Ittihad Twitterهذا الحل سيكون مثاليًا لكن ذو كلفة فنية عالية كما أسلفت، وهو أن الفريق لن يكون لديه عناصر جيدة على دكة البدلاء، مما يعني أنه سيتأثر بقوة سلبًا حال غاب أحد العناصر الأساسية في الهجوم.
سابقًا .. كان غياب حمدالله يُعوض برومارينيو والذي غيابه يُعوض بكورونادو وهكذا، لكن الآن لن يكون هناك أي بديل كفء للثنائي البرازيلي وسيضطر النادي للرهان على إمكانية تحسن وتطور أداء كمارا ومفاجآت الصعيري الإيجابية.
الإدارة الاتحادية وبالتنسيق مع سانتو عليها الجلوس وتقييم كل تلك الخيارات واتخاذ القرار المناسب لصالح الفريق، لأن الجمهور لن يحتمل أبدًا أي أخطاء أو قرارات تحمل شيئًا من الخطورة في الموسم القادم.
بعيدًا عن حمدالله، هل يحتاج الاتحاد للمزيد من الصفقات؟
النادي الغربي تعاقد مع طارق حامد وهيلدر كوستا وتخلى عن أندريه وحافظ على بقية الأجانب، وتلك الاستراتيجية منطقية للغاية نظرًا لمستوى اللاعبين الممتاز الموسم الماضي.
الفريق مازال بحاجة لقطعة ناقصة، لكن ليس في تشكيله الأساسي بل دكة بدلائه، وهو حارس مرمى محلي أفضل من راكان النجار، حتى لا يتكرر ما حدث الموسم الماضي حين أصيب جروهي واضطر للخروج بين شوطي مواجهة الهلال.
علينا ألا نهمل كذلك غياب فهد المولد، وهنا قد يحتاج الفريق لجناح سعودي آخر يدعم المجموعة الموجودة حاليًا، خاصة مع عدم تقديم البيشي وعبد الرحمن العبود أي ضمانات لثبات مستواهما طوال الموسم.
الاتحاد يمتلك حاليًا تشكيلًا أساسيًا قويًا ويُمكنه منافسة الهلال والنصر به، لكن تبقى المشكلة الكبرى في العناصر البديلة وقدرتها على تعويض الغيابات لفترات طويلة ومنح المدرب أدوات متعددة لتطبيق أفكاره ... هنا لا مجال للمقارنة أبدًا مع قطبي العاصمة لأنهما يمتلكان فريقً آخر موجود على الدكة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، عكس الوضع الصعب في جدة.