ستعود مجدداً بطولة السوبر الإيطالي للأراضي السعودية خلال الأيام الماضية بحضور إنتر بطل السيري آ، وخصوم ثلاثة من العيار الثقيل هم ميلان، يوفنتوس، وأتالانتا، وصيف الدوري، وبطل الكأس ووصيفه على الترتيب، من أجل كسر هيمنة النيراتزوري على اللقب بالسنوات الماضية، ومنعه من الوصول لبطولته التاسعة ومعادلة السيدة العجوز كأكثر من حقق تلك البطولة.
والفريد في نسخة الرياض لعام 2025 هو تسلح الثلاثي يوفنتوس، أتالانتا، وميلان على سبيل المصادفة وليس الإصرار بالتأكيد بمدرب من ماضي إنتر، سواء كان السعيد منه أو التعيس، في محاولة لتحقيق بطولة توقف زحف فريق سيموني إنزاجي على المشهد بالأعوام الأخيرة محلياً ببلاد الأتزوري.
البداية من الماضي السعيد لإنتر، وهنا الحديث عن يوفنتوس ومدربه تياجو موتا الذي لعب بألوان إنتر بين 2009 و2012 وكان شاهداً على حقبة هي ربما الأفضل في تاريخ النادي حين حقق ثلاثية 2010 الشهيرة تحت قيادة جوزيه مورينيو، ومن هنا ربما حالة الاحترام، أو عدم العداوة على الأقل، بين مدرب يوفنتوس الحالي وجماهير النيراتزوري التي لم تهتف ضده أو تصفر عندما تواجه الناديين في وقت سابق هذا الموسم في سان سيرو لحساب الدوري بقمة ممتعة انتهت 4-4، أو عندما حل مدرباً ضدهم مع سبيزيا، جنوى، أو بولونيا.
لا يحظى موتا حتى الآن ببداية موفقة مع يوفنتوس، 11 تعادلاً في 18 مباراة جعلت تساوي الكفة بين الفريقين هي شعار حقبته مع البيانكونيري حتى الآن في محاولته لإعادة بناء الفريق، وإن كان أظهر بعض النقاط الإيجابية مثلما حدث في الانتصار ضد مانشستر سيتي ولايبزيج وإيندهوفن أوروبياً، ولكن الفشل في الفوز ضد أي من كبار إيطاليا في الدور الأول والتفريط في نقاط سهلة واستقبال أهداف في اللحظات الأخيرة جعلت الجمهور يتحسر على رحيل ماسيمليانو أليجري، ولكن كأس السوبر إذا حققها موتا قد تكون خطوة مهمة في مشواره الوليد لترميم بيت السيدة العجوز بعد سنوات من التهالك.
ثاني الخصوم هو بمثابة شبح أسود في ماضي إنتر وهو مدرب أتالانتا جيان بييرو جاسبيريني الذي درب النيراتزوري الكبير لمدة وجيزة في 2011، بحضور موتا اللاعب، ورحل فقط بعد 5 مباريات أولها كان خسارة السوبر بالديربي ضد ميلان ولكن في الصين، ثم سقوط ضد بالرمو وتعادل سلبي مع روما، ثم خسارة فاضحة بميلانو ضد ترابزونسبور التركي، والقشة التي قمصت ظهر البعير كانت السقوط ضد الصاعد حديثاً نوفارا بثلاثية، ليرحل صانع معجزة أتالانتا مطروداً من إنتر في وقت قياسي وتجربة مريرة بتاريخه الحافل.
لا ينسى أبداً الطرفان تلك الأسابيع السوداء التي جمعتهما، تصريحات جاسبيريني دائماً عدائية بحق ناديه السابق واتهمه بالإفلاس مادياً، بينما يتهم جمهور إنتر المدير الفني وجهازه بتعاطي لاعبيه المنشطات تحت إشرافه، حتى لو بلهجة تحمل الحس الفكاهي، ولكن الأكيد أن العلاقة بينهما متوترة، وسجل جاسبيريني مؤخراً ضد إنتر لا يساعده، هزائم ثقيلة متتالية آخرها هزيمتين بالأربعة في جيوسيبي مياتسا رغم تألق فريقه الكبير ضد الجميع محلياً وأوروبياً، ولكن يبقى النيراتزوري الصغير عاجزاً ضد جاره الكبير، وقمة الخميس في الرياض بنصف نهائي السوبر قد تكون فرصته للانتقام والتمهيد ربما للجائزة الأكبر بخطف بطولة أولى في صورة السوبر من إنتر، ثم خطف بطولة ثانية وهي الأهم، الدوري، في ظل التنافس الثلاثي بينهما ونابولي حتى الآن على صدارة السيري آ.
ثالث أطراف السوبر بعيداً عن إنتر وهو ميلان قرر في اللحظات الأخيرة الاستعانة بوجه مألوف في الكرة الإيطالية لتدريبه عوضاً عن باولو فونسيكا، وهو سيرجيو كونسيساو، مدرب بورتو السابق، ونجم لاتسيو، بارما، وإنتر كلاعب أثناء تجربته الواسعة في ملاعب الكرة الإيطالية.
أمضى كونسيساو عامين في إنتر لم يكونا سيئين على صعيد الأداء والمشاركات، ولكن دون ترك بصمة تذكر مع فريق هيكتور كوبر الذي نافس على كل الألقاب وقتها وخسرها في الأمتار الأخيرة وكان الجناح البرتغالي أساسياً دائماً معه في هاذين الموسمين، ولكن دائماً يتذكر الجمهور فترته في إيطاليا بألوان لاتسيو حيث تألق وحيث اعترف بأنه يتمنى أن يعود يوماً ما كمدرب.
صاحب الخمسين عاماً مواجهته الأخيرة مع إنتر قبل عامين بدوري الأبطال لم تكن سعيدة وانتهت بخروجه من دور ال16 على يد النيراتزوري بمشوار الأخير نحو النهائي، مقابلة كان هو طرفها الأفضل ربما ولكن ذلك لا يبرر تصرفه في نهايتها برفضه مصافحة سيموني إنزاجي في لقطة أعاد جمهور إنتر تداولها مع أنباء تدريب البرتغالي لميلان، مهمة "عاطفية" للغاية للبرتغالي إذ سيبدأ مشواره بمقابلة نجله فرانشيسكو لاعب يوفنتوس بنصف النهائي، والذي سبق ودربه في بورتو، وقد يملك فرصة الثأر من إنتر إذا وصل الطرفان للنهائي وضربا موعداً جديداً لديربي بنكهة عربية، وإذا لم يحدث، فبعد شهر سيتجدد الموعد ولكن في ميلانو عدما يلتقيان لحساب لقاء الإياب بالدوري!
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)