شهد الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم ولأول مرة إدخال العطلة الشتوية وبطريقة ذكية لا تؤثر على زخم المنافسة، وهذا شيء كان يُطالب به المدربون لفترات طويلة.
وآن الأوان أن يقوم الاتحاد الإنجليزي بالشيء نفسه في مسابقة كأس إنجلترا، بإلغاء مباريات الإعادة في المسابقة، فلم يكن مفهومًا أن يتم إفساد الراحة الشتوية لليفربول لخوض مباراة معادة أمام شروزبري تاون وهو ما دفع كلوب للاستعانة بالشباب.
وكان ليفربول واحدًا من عديد من أندية البريميرليج التي اضطرت لخوض مباريات الإعادة في الكأس، في الفترة التي كان يفترض أن تحصل خلالها على الراحة وهي أندية نيوكاسل يونايتد، وتوتنهام هوتسبير، وساوثامبتون وأكد كلوب على أنه لا يمكنه التفكير على الإطلاق في إفساد فترة الراحة الشتوية؛ لكن الأمر فتح مجددًا باب النقاش حول جدوى مباريات الإعادة.
صحيح أن بطولة كأس إنجلترا (أعرق مسابقات كرة القدم) تحتل مكانة خاصة في فلكلور كرة القدم الإنجليزية؛ لكن في الوقت نفسه يجب التأكيد على أن اللاعبين يحتاجون الحصول على قسط من الراحة، ليكونوا قادرين على تقديم أفضل المستويات كل أسبوع.
وقد شهدت فترة أعياد الميلاد في إنجلترا جدولاً مزدحمًا، وبالتالي فإن اللاعبين الذين شاركوا في هذه المباريات كانوا بحاجة ملحة للحصول على قسط من الراحة من أجل التعافي والاستشفاء، ولم يكن من قبيل الصدفة أن يتعرض المهاجم الإنجليزي هاري كين للإصابة في يوم رأس السنة، ثم يتعرض ماركوس راشفورد للإصابة بكسر مضاعف خلال هذا الشهر.




وكانت مباريات الكأس تعاد عند نهايتها بالتعادل، وأحيانًا كانت تقام في ظروف أصعب وعلى ملاعب سيئة للغاية للفرق الصغيرة، ومن المؤكد أن اللعب في ملاعب سيئة يؤثر على أقدام اللاعبين في نهاية المطاف.

لكن الأندية الصغيرة ربما ليست متضررة لأنها لا تشارك في أوروبا، بل أنها تحصل على مكاسب مالية من مباريات الإعادة.
ففي أحدث حساباته المالية، أعلن نادي شروزبري تاون أنه حقق أرباحًا بلغت 340878 جنيهًا إسترلينيًا، برأس مال إجمالي يبلغ 6.5 مليون جنيه إسترليني، لذلك من الواضح تمامًا ما سيحققه النادي من مكاسب مالية عندما يلعب مباراتين أمام ليفربول، بما في ذلك حقوق البث التلفزيوني للمباراتين، وحصيلة تذاكر المباراتين، والرحلة إلى ملعب آنفيلد.
وقال المدير الفني لشروزبري تاون، سام ريكتس، إن المقابل المادي الذي حصل عليه النادي من عائدات مباراة الإعادة أمام ليفربول يمكن أن يساعد النادي على تحسين الصرف الصحي في ملعب تدريب الفريق، وشراء معدات تحليل مقاطع الفيديو، وحتى تغيير مستقبل النادي. وبالتالي، يبدو من الخطأ حرمان هذا النادي من مثل هذه الفرصة الثمينة.
لكن إذا تمت إعادة توزيع أموال وعائدات الكأس بشكل أكثر عقلانية وعدالة، فستحصل جميع أندية الدوريات الأدنى على مقابل جيد، في حال تحقيقها نتائج جيدة في الجولات المبكرة من المسابقة، وربما ستصبح آنذاك أكثر تقبلاً لفكرة إلغاء مباريات الإعادة في المسابقة.
وفي مقال لها في صحيفة الجارديان، اقترحت اللاعبة السابقة للمنتخب الانجليزي، إيني ألوكو، أن تلعب الأندية الأقل تصنيفًا مباريات كأس إنجلترا على ملعبها، وأن يتم إلغاء مباريات الإعادة بدءًا من الجولة الثالثة، وأن يتم توزيع عائدات المسابقة بطريقة مختلفة تمامًا، بحيث تجعل تحقيق الفوز أكثر أهمية من اللعب من أجل خوض مباراة الإعادة، والظهور على شاشات التلفزيون.
كما اقترحت تخفيض المكافأة التي يحصل عليها الفريق الفائز باللقب، إلى ثلاثة ملايين جنيه إسترليني على سبيل المثال بحسب قولها، وإعادة توزيع الجزء المتبقي، سوف يسمح للأندية الصغيرة بالحصول على مقابل مادي أكبر، حتى من دون خوض مباريات الإعادة، وهي المباريات التي غالبًا ما يراها أحد الفريقين أو كلاهما مزعجة - في حين يمكن مكافأة الأندية الصغيرة بعد إلغاء مباريات الإعادة، بأن تقام المباريات على ملاعبها في الجولات الأولى.
