إن ضاعت من النصر السعودي أول نقطتين في مشواره بدوري أبطال آسيا للنخبة، فالثلاث نقاط التالية في جعبته على حساب الريان القطري.
استاد الأول بارك استضاف اليوم الإثنين، الديربي العربي الآسيوي بين العالمي والرهيب، ونجح في إنصاف أصحابه، إذ حقق النصر الفوز بثنائية مقابل هدف وحيد.
ثنائية الفريق السعودي سجلها السنغالي ساديو ماني والبرتغالي كريستيانو رونالدو قبل أن يحرز روجر جيديش هدف الفريق القطري الوحيد.
وبتخصيص الحديث عن صاروخ ماديرا، فقد قدم مباراة رائعة رغم تعليمات مدربه ستيفانو بيولي الصعبة إلى حد ما على لاعب بلغ عامه الـ39.
في السطور التالية نستعرض تفصيلًا ما قدمه صاروخ ماديرا أمام الريان..
محاولات دون يأس
الدون خطف الأنظار في أكثر من فرصة، بدايةً من الدقيقة العاشرة، وقتما انفرد بالحارس الرياني باولو فيكتور داخل منطقة الجزاء، لكن تسديدة البرتغالي الضعيفة، سكنت أحضان حامي العرين.
وبعدها بثلاث دقائق فقط، وصلت الكرة من جديد لصاروخ ماديرا المواجه تمامًا للمرمى بفضل عرضية أكثر من رائعة من وسط الملعب بأقدام الجناح أنجيلو، لكن الحارس فيكتور كان له بالمرصاد من جديد، وتصدى لتسديدته هذه المرة بقدمه.
أما الفرصة الضائعة الثالثة من رونالدو فكانت في الدقيقة 37، حيث أرسل الجناح السنغالي ساديو ماني عرضية رائعة من الجهة اليسرى، وصلت إلى رأس الدون في انفراد جديد دون أي رقابة وأمام المرمى مباشرةً، لكن رأسية الأخير علت العارضة بغرابة شديدة.
وقبل نهاية الشوط الأول بثلاث دقائق فقط، كان جسد باولو فيكتور مستقبلًا لتسديدة بلا هوية أخرى من رونالدو رغم تمركزه في منطقة خطيرة داخل منطقة الـ18.
وعندما قررت الساحرة المستديرة أن تبتسم للدون مع الدقيقة الثانية من الشوط الثاني، ونجح في هز شباك الريان، كانت مصيدة التسلل حائلًا دون إتمام فرحته.
لكنها أخيرًا ركعت أمام كثرة محاولات القائد البرتغالي في الدقيقة 76 من عمر المباراة، إذ مرر له البديل عبدالرحمن غريب كرة قصيرة داخل منطقة الجزاء، سددها الدون قوية في سقف المرمى بنجاح.
تحدي بيولي الصعب
تلك الفرص التي سنحت لرونالدو ووجوده داخل منطقة جزاء الخصم في التوقيت المناسب حتى ابتسمت له شباك الريان، أتت رغم طريقة بيولي الذي فضل الاعتماد على الهجوم من الأطراف في ظل إغلاق الخصم لعمق ملعبه.
بحسب ما ظهر من تحركات رونالدو طوال الـ90 دقيقة، فبيولي لم يطالبه بالتمركز داخل منطقة الـ18 أو حتى حولها فقط دون الرجوع كثيرًا للخلف، بل أن الدون كان يسقط كثيرًا للوراء حتى أنه في مرات قاد الهجمات بدايةً من خطف دفاعه.
المدير الفني الإيطالي يفضل الهجوم اعتمادًا على الأطراف وتوغلهم للداخل مع قدوم المهاجمين من الخلف، وهو التحدي الذي نجح به رونالدو، فلم يلمس الكرة داخل منطقة جزاء الخصم إلا ثماني مرات فقط، لكن جميعها لمسات خطيرة، أتت من إحداها الهدف، فبفضل خبراته الكبيرة كان يجيد الرجوع والتقدم في التوقيت المناسب في غالبية المرات في مجهود لا يوحي نهائيًا بأنه صادر من لاعب في الـ39 من عمره.
احترم ذكرى والده
بالرجوع للقطة الهدف الذي سجله الدون في المباراة الآسيوية الليلة، لم يحتفل بعده بطريقته المعتادة "SIIII" أو بأي من طرق احتفاله بشكل عام.
هذه المرة، اكتفى كريس بالوقوف مغمض العينين مع رفع رأسه ويديه للسماء، إحياءً لذكرى ميلاد والده الراحل، إذ يوافق اليوم 30 سبتمبر يوم ميلاده.
وبالفعل في المؤتمر الصحفي عقب المباراة، قال الدون: "لو كان والدي حيًا لكان اليوم حفل عيد ميلاده، لذا هدف اليوم له طعم مختلف، كنت أتمنى لو أنه قيد الحياة".
أرقام رونالدو أمام الريان
شارك الدون أساسيًا وحتى صافرة النهاية، ليقوم بالتسديد سبع مرات، منها ثلاث على المرمى.
وخلق كريس فرصة تهديف لزملائه، لم تُستغل، فيما وصلت دقة تمريراته لـ95.5%، ولم يفقد الكرة إلا مرتين فقط.
وقام رونالدو بمراوغة واحدة ناجحة، فيما تفوق بنسبة 50% في الثنائيات.