ZidaneGetty

زيدان لاعبًا ومدربًا .. أسد في مواجهات الحسم ونعامة أمام الصغار!

هل شاهدت فترة زين الدين زيدان في الملاعب؟ إن كانت الإجابة نعم فقد تتفق معي في هذا التقرير، أم لو كانت لا ولم تعاصره لاعبًا كما ينبغي فربما تجد رأيًا غير معتاد.

ربما لم تكن شاهدت زيدان لاعبًا، لكن بالقطع تابعته مدربًا وهو يحقق الألقاب ويعود بالفريق في أحلك الأوقات وحينما يظهر للجميع أن ريال مدريد قد انتهى ولا رجعة له، فلا مانع من السقوط أمام قادش وألافيس، لكن حينما تُصبح الأمور على المحك فسوف ينتفض وينتصر على أتلتيكو مدريد وإشبيلية وبوروسيا مونشنجلادباخ ويرتقي لصدارة مجموعته في الأبطال.

زيدان المدرب لا يختلف كثيرًا عن زيدان اللاعب، فلا مانع من الاختفاء طول الموسم طالما الظهور يكون وقت الحسم، ولا مانع من تقديم مباريات متوسطة أمام فرق متوسطة طالما الظهور سيكون في المباريات القاتلة!

زيدان اللاعب هو ذاته المدرب وهو ذاته الأسطورة التي تظهر فقط وقت المحن!

الديك الفرنسي

Zinedine Zidane France Brazil 1998 World Cup Final 1998PIERRE VERDY/AFP

حينما نذكر كأس العالم 1998 يتحدث الجميع عن البطل الذي قدّم مباراة نهائية خيالية وقاد فرنسا للتتويج الأول بالمونديال وأمام أقوى منتخبات اللاعب وحامل اللقب، البرازيل.

البعض يقول إن زيدان كان نجم البطولة أو نجم فرنسا الأول طوال المونديال، لكن هذه ليست حقيقة على الإطلاق.

زيزو لعب مباراتين متوسطين أمام السعودية وجنوب أفريقيا، ثم تعرض للطرد أمام الدنمارك ولم يشارك ضد باراجواي، وأمام إيطاليا لم يكن نجم المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي وحُسمت للديوك بضربات الجزاء.

تجاوز كرواتيا في نصف النهائي جاء التأهل بأقدام المدافع ليليان تورام، أي أن صانع ألعاب فرنسا لم يسجل أو يصنع أي هدف في جميع مباريات البطولة، ولكن في المباراة النهائية ظهر وتألق وكان سببًا رئيسيًا في الفوز.

في كأس العالم 2002 لم يشارك في أول مباراتين لكن عودته أمام الدنمارك لم تنقذ الديوك وخسرت فرنسا لتودع البطولة مبكرًا، وفي مونديال 2006، كادت فرنسا أن تغادر مبكرًا بعد تعادلين وبغيابه عن توجو فاز رفاقه ووصلوا إلى الأدوار الإقصائية، وهناك أبدع زيدان أمام إسبانيا والبرازيل – بالأخص البرازيل – والبرتغال وحتى في المباراة النهائية رغم الطرد الذي تحصل عليه قبل 10 دقائق فقط من انتهاء المباراة.

وبجانب تألقه في كأس العالم 2006، قدّم أيضًا بطولة رائعة في يورو 2000، لكن في 2004 لم يكن في أفضل أحواله وخرجت فرنسا أمام اليونان.

زيدان ظهر بأفضل فتراته في المباريات الحاسمة والمؤثرة، وبالأخص في الأدوار الإقصائية بكل البطولات، لكن في مباريات التصفيات أو المواجهات الودية أو حتى مباريات دور المجموعات كان عادة يقدم أداءً متوسطًا أقل بكثير من إمكانياته الحقيقية.

أسطورة ريال مدريد

Zinedine Zidane Real Madrid Champions League 2001-2002Getty

مصير زيدان .. هل تكتب 2020 نهايته مع ريال مدريد؟

في بطولة دوري أبطال أوروبا موسم 2001-2002 والتي حققها مع ريال مدريد، لم يظهر زيدان في دور المجموعات، بل لم يشارك في أغلب مباريات دور المجموعات سواء الأول أو الثاني، ولعب بصورة متوسطة أمام بايرن ميونخ لكنّه ظهر بشكل رائع أمام برشلونة في نصف النهائي ثم هدفه الشهير ضد باير ليفركوزن في النهائي.

مسيرته مع ريال مدريد في المطلق لم تشهد مستويات ثابتة، بل ارتفاع وهبوط بحسب المنافس وطبيعة المباريات، سواء بالتسجيل أو الصناعة وأغلب الأوقات التي خسر فيها ريال مدريد بنتائج كبيرة كان موجودًا وبلا تأثير يُذكر.

صحيح أن الفريق الملكي كان يعاني وقتها بسبب حلم الجلاكتيكوس وإجبار المدربين على ضم أكبر عدد من النجوم في فريق واحد دون مهام واضحة، لكن زيدان لم يقدم ما يشفع له ليكون بين الأعظم في التاريخ سواء في مركزه أو في المطلق، إلا أنّ لمحات التفوق في مباريات مؤثرة وهامة جعلته أيقونة حصلت على أكبر من حقها.

زيدان المدرب يكرر الأمر

Zidane Real Madrid cielo infierno

مع ريال مدريد مدربًا ظهر زيدان بالشكل ذاته، فريق يتفوق في العديد من مباريات الكلاسيكو، يقدم مستويات جيدة أو حتى نتائج إيجابية في دوري أبطال أوروبا، كان قريبًا من الخروج أمام فولفسبورج فتألق في الإياب وقام فريقه بالريمونتادا، لعب بصورة سيئة أمام مانشستر سيتي ذهابًا وإيابًا لكن انتصر وتأهل، وفي النهائي ترك الأمر بيد ركلات الجزاء.

في موسم 2016-2017 ظهر الفريق بشكل جيد، ولكن سقوطه في النتائج كان أمام فرق مثل لاس بالماس وفياريال وإيبار ومنها مباريات على أرض "سانتياجو برنابيو"، ووودع كأس الملك – الذي لا يراه زيدان ضروريًا – أمام سيلتا فيجو، المهم التفوق في الأبطال وتحقيق الليجا بأي ثمن.

في موسمه الأخير خلال مرحلته الأولى وبعد خسارة الدوري والخروج من الكأس في يناير، لعب فقط في دوري الأبطال، وسواء قدّم الفريق مستويات جيدة أو سيئة فالهدف هو الفوز فقط وإنقاذ الموسم بلقب بأي الطرق.

زيدان الآن يظهر بالشكل ذاته، الموسم الماضي خسر من ليفانتي ثم واجه برشلونة فانتصر وقدّم مباراة عظيمة، وبعدها بأيام خسر من ريال بيتيس، وبسبب كورونا حوّل تفكيره فقط للفوز في 11 مباراة بأي طريقة ممكنة لحصد اللقب وقد كان.

رجل المواقف الصعبة فقط، ولذلك مسيرته في صعود وهبوط ولا تسير في اتجاه واحد أبدًا، فتارة يصبح قريبًا من السقوط وأوقات أخرى يعانق المجد، هذا هو زيدان، الحاسم في الوقت القاتل والمتراخي في أوقات الرخاء!

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0