مصعب صلاح | فيس بوك | تويتر
ربما يبدو الأمر بسيطًا ولا يدعوا للقلق لأن الملكي لا يزال لديه الفرصة للتأهل إلى الدور القادم بل وربما حتى يتصدر مجموعته لأن كل شيء وارد في المباريات الخمس المقبلة ولكن ما حدث بالأمس كان جرس إنذار على مستوى الأداء قبل النتيجة.
ربما يرجع البعض سبب التراجع إلى الإصابات وغياب لاعبين أمثال مارسيلو ولوكا مودريتش ولكن المنافس أيضًا لم يلعب بالثلاثي المرعب كيليان مبابي وإيدنسون كافاني ونيمار دا سيلفا.
الأهم من كل ذلك أنّ ريال مدريد يعاني كثيرًا خلال الشهر الأول في الموسم الحالي، نتحدث عن فقدان لـ 4 نقاط في أول 4 جولات ومستوى مقلق للجمهور حتى في حال الانتصار، تمامًا كما حدث ضد ليفانتي حينما كاد الملكي أن يفقد نقطتين رغم انتصاره في الشوط الأول بثلاثية نظيفة والمثير للقلق أكثر هو أن زين الدين زيدان على موعد مع أسبوع صعب سيواجه فيه إشبيلية في سانشيز بزخوان ثم أوساسونا وبعدها ديربي مدريد.
كل شيء جعل الجمهور متشككًا أكثر من أي وقت مضى حتى طالب البعض بعودة جوزيه مورينيو وتوقعات بإقالة زيدان لو استمرت النتائج السلبية والمستويات المتذبذبة.
المباريات التالية
ذكاء أم عاطفة
Zidane-Perez-3152018-Gettyحينما حقق ريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2017-2018 كان واضحًا أنّ الفريق يمر بمرحلة انهيار، ليس فقط لأنه خسر لقب الدوري من برشلونة بفارق 17 نقطة ولا لأنّه ودّع كأس الملك على أرضه أمام ليجانيس ولكن لأن مستوى الفريق في التشامبيونزليج نفسه لم يكن مطمئنًا.
زيدان خرج بذكاء ليقرر الرحيل، كما اعتزل لاعبًا لكرة القدم وهو في قمة مستواه رحل عن الملكي وهو محققًا لثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا على التوالي في إنجاز لم يسبقه أحد وربما لن يكرره آخر، حتى أنّ المدرب نفسه قال وقتها إن خسارة الكأس هي ما دفعته لاتخاذ قرار المغادرة لأنّه ببساطة لم يعد يمتلك الجديد أو القدرة على التغيير.
ولكن في كل مرة تكون المنافسة بين العقل والقلب يتفوق القلب، وهكذا بعاطفة المحب لريال مدريد قرر العودة بعد 9 أشهر فقط لم يفعل المدرب فيها أي شيء سوى الجلوس في المنزل ومتابعة فريقه السابق.
زيدان لم يتطور، لم يخض تجربة جديدة ضد منافسين جدد ليحاول ابتكار أفكار مختلفة وفلسفة جديدة أو يتعلم من تجارب اللعب في دوريات مختلفة سواء الإيطالي أو الألماني أو الإنجليزي وبعدها عاد ليبدأ من حيث انتهى.
جئت لا أعلم لماذا
في 16 مباراة بولايته الثانية، انتصر ريال مدريد في 7 فقط وخسر 5 لقاءات وتعادل في 4 والأهم أنّه سجل 25 هدفًا واستقبل 23 والفريق لم يخرج دون استقبال أهداف سوى 3 مرات فقط كلهم الموسم الماضي.
كوراث التغطية الدفاعية وأزمات الأطراف وضعف المساندة الدفاعية من لاعبي الوسط مع غياب اللاعب الهداف مثل كريستيانو رونالدو وعدم تعويضه بمهاجم حاسم وعدم منح الصفقات الجديدة فرصة أكبر عدا إدين هازارد.
نحن نرى ريال مدريد كما بدأ الموسم الماضي، وزيدان لم يقدم أي تغيير عن موسمه الأخير الذي خرج منه بإعجاز تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا رغم سوء المستوى وتقديم مباراتي نصف نهائي ضد بايرن ميونخ بأداء متواضع نجا فيهما من خسارتين.
الحرس القديم – كما تحب الصحافة الإسبانية وصفه -لا يزال يسيطر على كل شيء مستغلين ما حققوه في السنوات الماضية ليمنحوا لأنفسهم الحق في فعل ما يحلو لهم، حتى حينما انتقد أحد أعضاء ريال مدريد تصرفات سيرخيو راموس خرج الرئيس فلورنتينو بيريز ونهره سريعًا لأنّ القائد هو بطل موقعة لشبونة 2014 والبطولة العاشرة.
الحل
(C)Getty Imagesأي مدرب في العالم يمر بعدة مراحل، الأولى بتنفيذ أفكاره وخططه والتي قد تنجح لموسم على سبيل المثال، ثم بعدها يفهم المنافس فلسفة لعبه ليحاول التفوق عليها وهنا يكمن التحدي في قدرة المدرب على إيجاد وسائل بديلة وخطط مختلفة ويبقى هذا التحدي مشتعلًا لفترات طويلة.
من الصعب التكهن بقدرة صاحب الـ 47 عامًا على إحداث أي تغيير بين ليلة وضحاها، فحتى حينما قرر في الوديات اللعب بثلاثي دفاعي أمام روما وجدنا أخطاء التمركز ذاتها وعيوب الفريق موجودة ووصول المنافس لمرمى كورتوا لم يكن صعبًا.
زيدان لعب بطريقة ناجحة في موسم 2016-2017 وحقق الدوري والأبطال و3 بطولات أخرى معتمدًا على مهارات اللاعبين الفردية وإخراج أفضل ما لديهم، فشاهدنا مودريتش وكاسيميرو وراموس وكارفاخال ومارسيلو وبالطبع كريستيانو رونالدو وحتى البدلاء ماركو أسينسيو ولوكاس فاسكيز وألفارو موراتا وخاميس رودريجيز يقدمون أفضل ما لديهم.
وحينما انخفضت جودة البدلاء وتراجع مستوى البعض إما بعامل السن أو لعوامل أخرى وبرحيل نجم كبير مثل رونالدو أصبح زيدان محتارًا ولا يعرف الوسيلة الأفضل لمواجهة هذه الأزمات وإعادة الملكي لمنصات التتويج.
لا أعتقد أنّ زيدان هو الحل لريال مدريد ولا أتوقع حدوث أي تغيير طالما الأسماء ذاتها تلعب والأخطاء نفسها تتكرر.
زيدان لم يختار الوقت المناسب للعودة، بل قد يدمر ما حققه في موسمين ونصف ويجعل الجمهور الذي هتف باسمه يرفضه ويهاجمه. المدرب أخطأ لأنّه لم يدرس المشروع بصورة جيدة وحاول مساعدة ريال مدريد ولكن دون خطة أو مشروع فكانت النتيجة ما نراه الآن. أشباح ترتدي قميص فريق كان يومًا الأفضل في أوروبا.