يحل مساء السبت المقبل موعد ديربي مدريد بين قطبي العاصمة ريال وأتلتيكو بنسخته رقم 223، مباراة يدخلها الفريقان في ظروف مختلفة تماماً عن بعضهما البعض، ما بين تفوق رجال زيدان والتراجع غير المبرر لكتيبة سيميوني.
وبعد مرور 21 جولة من عمر الليجا، يحتل ريال مدريد صدارة الترتيب برصيد 46 نقطة، بفارق ثلاث نقاط عن ملاحقه برشلونة، وعشر نقاط كاملة عن أتلتيكو مدريد الذي يأتي خامساً خلف خيتافي وإشبيلية.
ويعيش الملكي فترة من الانتعاشة منذ استئناف منافسات الكرة في إسبانيا بعد عطلة الشتاء، الفريق لعب سبع مباريات ما بين الليجا، الكأس، والسوبر، وفاز بها جميعاً، مسجلاً 16 هدفاً ومستقبلاً فقط ثلاثة، والمحصلة كانت الانفراد بصدارة الليجا، العبور لربع نهائي الكأس، والتتويج بالسوبر في السعودية.
Getty



ونجح زيدان في إيجاد التوليفة الصحيحة لتشكيل الفريق بالوقت المناسب قبل الدخول في منعرج هام من الموسم سيشهد عدة لقاءات مهمة بالليجا، على رأسها الديربي، ومواجهة مانشستر سيتي المرتقبة بدوري الأبطال، وعرف كيف يدير لاعبيه بين مختلف البطولات ليضمن الاستمرار على جميع الأصعدة، والإبقاء على حظوظ الفريق بتحقيق الثلاثية.
على الجانب الآخر، واصل أتلتيكو مدريد بعد العطلة الموسم المخيب حتى الآن الذي يعيشه الفريق، فرغم بلوغ نهائي السوبر والخسارة بركلات الترجيح من ريال مدريد، ولكن على الصعيد المحلي عاش الفريق فترة كارثية، فخسر من إيبار وتعادل مع ليجانس بالدوري، وودع كأس الملك على يد ليونيسا من الدرجة الثالثة.
وحتى الآن فشلت مساعي سيميوني في تجديد دماء الفريق بالموسم الحالي بعد رحيل عدد من أبرز لاعبيه الصيف الماضي، وفشلت معظم الأسماء الجديدة في التألق، وعلى رأسها جواو فيليكس، والذي بعد البداية المبهرة تراجع مستواه وتعددت إصاباته، وآخرها عضلية ستبعده عن الديربي، ليفقد الروخي بلانكوس سلاحاً هاماً في المباراة.
Getty Imagesولكن أكثر ما يلفت النظر في تراجع أتلتيكو هو قلة حيلة سيميوني، الأرجنتيني بدا بلا حلول أمام العروض السلبية للفريق، وبدا أن أسلوب لعبه أصبح محفوظاً للخصوم، الكبير والصغير منهم، وأنه غير قادر على التجديد والابتكار لإخراج الفريق من سلسلة النتائج السلبية والتقهقر، وأصبح يعلق كل آماله الآن على نجاح الإدارة في جلب إديسون كافاني، على أمل أن ينجح الأخير في مداراة عديد العيوب في الفريق.
أتلتيكو مدريد مقبل على فترة صعبة تبدأ بديربي العاصمة وتشهد مواجهات مع فالنسيا، إشبيلية، بيلباو، ومباراتي ليفربول بدوري الأبطال، والأكيد أن استمرار الفريق بهذا المردود الشاحب قد يكلفه موسماً آخر دون أي بطولات، وبداية النهاية قد تكون على يد زيدان ورجاله الطامحين لانتصار جديد على الجار في أقل من شهر يعزز صدارتهم ويقصي منافساً مباشراً من السباق.
