عادت كرة القدم والحياة من جديد في إيطاليا، ومعها عاد الجدل والنقاشات داخل وخارج الملعب كما هو المعتاد في السيري آ، ولكن موضوع طغى عن غيره كان المشكلة في يوفنتوس بين المدير الفني ماوريتسيو ساري ونجم الفريق كريستيانو رونالدو.
بعد خسارة كأس إيطاليا أمام نابولي والعرضين السلبيين من السيدة العجوز، بدأت الصحف في الهجوم على المستوى المقدم من قبل نجوم الفريق، وعلى رأسهم رونالدو، والشكل الباهت للبيانكونيري مع ساري منذ بداية الموسم.
الحديث لم يتوقف عند ذلك، ولكن كشفت بعض التقارير عن خلافات داخلية بين ساري ورونالدو بسبب التوظيف الأنسب للنجم البرتغالي داخل أرضية الملعب، ورفض الأخير اللعب في مباراتي الكأس كرأس حربة صريح وتفضيله مركز الجناح عكس طلب مدربه.
Getty/Goalساري كان صريحاً مع الإعلام ولم ينف وجود خلاف، بل وأبدى ضيقه بشكل غير مباشر من نجمه: "تحدثت معه أكثر من مرة في الأيام الماضية، أنا أراه أفضل كرأس حربة وهو يفضل مركز الجناح، هو أفضل لاعب بالعالم وهذا رأيه"، ليؤكد المشكلة التي تعد الثانية بين الطرفين بعد أزمة تغيير رونالدو باكراً هذا الموسم وضيق النجم من قرار مدربه وقتها رغم إصابته.
الخلافات بين المدير الفني ليوفنتوس ونجم الفريق ليست بجديدة عن البيانكونيري، الجميع يتذكر ما حدث بين فابيو كابيلو وأليساندرو ديل بييرو، وماسيمليانو أليجري مع باولو ديبالا، ولكن هنا الحديث عن رونالدو، مع الاحترام لأليكس وديبالا، وما يمثله من قيمة داخل وخارج الملعب.
أضاف رونالدو الكثير إلى يوفنتوس منذ قدومه، أهدافه ومساهمته في الملعب جعلت الفريق الذي لا منافس له محلياً لا يقهر، وفكرة منافسته حتى غير واردة، وعلى الصعيد الاقتصادي، بدت المائة مليون التي دفعها أنييلي وإدارته استثماراً مثالياً عاد بالأرباح على ناديه.
ولكن البرتغالي حتى الآن يرفض الاعتراف بتأثير العمر عليه، أي نعم أهدافه مستمرة وتحطيمه للأرقام القياسية، ولكن هذا ليس هو رونالدو ريال مدريد، لياقته في تراجع وأصبح غير قادراً على الجري والمراوغة كما كان، ومن هنا يمكن تفسير توظيف زين الدين زيدان له كرأس حربة مع ريال مدريد وسعي ساري لفعل المثل، خصوصاً مع ضغط المباريات وتلاحمها الشهر المقبل.
GETTYولكن بين زيدان ورونالدو كانت علاقة قوية بُنيت على الانتصارات ومن ثم الثقة المتبادلة، على عكس تلك مع ساري الذي لا يملك حتى ربع نجاحات لاعبه، ولا يعرف التعامل مع النجوم وهو ما كان سبباً في رحيله عن تشيلسي، ويفتقد للطموح، يكفي أن عند سؤاله عن البطولات والإنجازات رد وقال بإنه قاد ثمانية فرق للصعود لدرجات أعلى!
طلب ساري من رونالدو اللعب كرأس حربة خصوصاً في ظل غياب لاعب بهذا المركز هو القرار السليم للفريق واللاعب بالوقت الراهن فنياً، ولكن المقلق هو أن يفرض اللاعب رأيه على مدربه، مهما كان نجوميته ووضعه، لأن ذلك يبعث برسالة بأن المدرب ليس هو المسيطر.
Gettyالمشكلة الحالية تبدو حالياً تحت السيطرة ولو مؤقتاً، يوفي فاز على بولونيا وتعثر المنافسين، ورونالدو سجل، ولو من علامة الجزاء، ولكن على المدى الطويل قد تهدد استقرار الفريق، فرونالدو في حال استمرار ساري قد ينشد الرحيل، وساري نفسه قد يرحل في حال لم يحقق المنشود من أهداف وبطولات.
الاختبار الحقيقي لرونالدو وساري سيكون دوري أبطال أوروبا لأن الثنائي تم التعاقد معه بالأساس من أجل كسر النحس القاري، وفي حالة الإخفاق مجدداً سيكون هناك ضحايا، فهل يدفع ساري الثمن وقتها، أم يدرك يوفنتوس أنه حان الوقت لفك الارتباط مع البرتغالي؟ لحين ذلك الوقت، الأمر بيد الثنائي من أجل حل مشاكلهما وحسم أولاً بطولة الدوري، ثم الاستعداد والتحضير بأفضل شكل لدوري الأبطال.




