لا يشعر وكيل الأعمال البرتغالي الكبير جورج مينديش عندما يتعلق الأمر بتمجيد إنجازات لاعبيه المميزين، إنه جزء من الوظيفة بالطبع وأحد الأسباب التي تجعل النجوم مثل كريستيانو رونالدو يواصلون وضع ثقتهم في مدراء الأعمال الماكرين لرعاية شؤونهم.
في الأسبوع الماضي قدم وكيل أعمال الدون تصريحاً مذهلا إلى حد ما أثار على الفور جدلاً واسع النطاق عن رونالدو، حيث قال أنه بعد الإضافة إلى رصيده المذهل من التهديف مع المنتخب البرتغالي، لا يتفوق عليه أحد سوى بيليه صاحب سجل التهديف الأكبر - والأكثر إثارة للجدل - في كرة القدم الاحترافية.
قال مينديش في تصريح لتوتوسبورت عند سؤاله عن موكله: "أرقامه لا تكذب وتظهر الطريقة الساحقة التي يحطم بها كريستيانو رونالدو الأرقام القياسية، مما يرفعه إلى فئة أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم ، مع فارق كبير مقارنة بالثاني [الأفضل] لكل ما حققه مع الأندية المختلفة التي قام باللعب لصالحها، سواء في إنجلترا أو إسبانيا أو الآن في إيطاليا وأيضًا مع المنتخب الوطني البرتغالي".
وأضاف: "الحقيقة أن البرتغال لعبت مع كريستيانو رونالدو في ثلاث نهائيات، وفازت باثنين منهما".
واستطرد: "حقق كريستيانو علامة بارزة بالوصول لـ700 هدف، لكن ليس لدي شك في أنه سيتفوق على بيليه كأفضل هداف في تاريخ كرة القدم، وسوف يفعل ذلك مع يوفنتوس".
وواصل الحديث قائلاً :"في كل الأحوال 68 هدفًا ليست كبيرة بالنسبة لكريستيانو رونالدو الغير العادي، أليس كذلك؟ هذا أيضًا لأنني مقتنع بأن أفضل ما لديه لم يأت بعد ".
قبل ساري .. كيف أغضب فيرجسون وزيدان رونالدو بالتبديلات؟

كما يوضح معدل التهديف لدى رونالدو وبفضل هدف يوم السبت ضد بولونيا، يبلغ رصيده الآن 701 لا يزال الأمر يحتاج إلى مراقب متفائل إلى حد ما لرؤيته يتفوق على البرازيلي العظيم في هذه السنوات الأخيرة من حياته المهنية..
حصل بيليه على ما لا يقل عن 767 ضربة رسمية خلال فترة وجوده مع سانتوس ونيويورك كوزموس والمنتخب البرازيلي.
إذا أخذنا فى الأعتبار عدد لا يحصى من المباريات الودية والجولات والمباريات الاستعراضية التي لعبها خلال عقدين من الزمن سيطر فيها على كرة القدم على مستوي العالم سوف يصل عدد أهدافه إلى 1281 هدفًا، وهو رقم لن يتم الوصول إليه في الواقع من قبل أي لاعب كرة قدم حديث.
بعد واقعة التبديل - رونالدو يخرج عن صمته ويوفنتوس يتخذ قراره
بطبيعة الحال تم التشكيك في صحة إحصاءات بيليه التي استمرت قرابة 60 عامًا من وقت لآخر.
لم يكتف منتقديه بترك كل تلك الأهداف الغير الرسمية جانبا - في الحقيقة كان رقم 10 ضحية لنجاحه، كان فريقة سانتوس يتم سحبه من قبل الأندية حول العالم فقط من أجل الحصول على فرصة لرؤية النجم، مهما كانت التكلفة - ومازال يشير هؤلاء المشككين أنه لم يلعب في أوروبا، وأنه تم حشو كتبه القياسية عبر المحيط الأطلسي بمسابقات يفترض أنها ضعيفه مثل بطولة ساو باولو.
حتى أن أحد مشجعي برشلونة الغاضبين من انتقادات بيليه لليونيل ميسي ذهب إلى أبعد من ذلك حيث دشن المنافسة "الضعيفة" التي واجهها الأسطورة بهشتاج على تويتر بعنوان: "بيليه: أكبر احتيال في تاريخ كرة القدم".تم حذف الهشتاج بعد أن أشتهر لكن مثل هذه الإهانات لا يمكن أن تساعد إلا في البعد عن الهدف.
صحيح أن بطولة باوليستا تتمتع بمستوى متنوع من المنافسة، حيث أنها تُلعب بين الأندية القوية في ساو باولو ونوادي الهواة الإقليمية. لكن في سانتوس وساو باولو وكورنثيانز تضم أيضًا ثلاثة أبطال عالميين للأندية، مثل إسبانيا وإيطاليا، وأكثر من إنجلترا.
من بيليه إلى نيمار وسقراطيس إلى كاريكا وراي وجابرييل جيسوس، ساعدت البطولة الإقليمية العديد من نجوم البرازيل في شق طريقهم إلى النجومية، ربما تكون الأهداف كثيرة، ولكن مع وجود العديد من الأندية الكبيرة حول ولاية ساو باولو ساعد بيليه سانتوس في الحصول على 10 ألقاب وكان إنجازًا فريدًا ورائعًا.

إذا كان أحد يرغب في التحدث عن مستويات المنافسة، فيجب إلقاء نظرة على سجلات كل من بيليه ورونالدو على المستوى الدولي. أحرز النجم البرتغالي 95 هدفًا مع منتخبه، أكثر من أي لاعب آخر موجود حاليًا ويتصدر القائمة بيليه بفارق 77 هدفًا، ولكن من ناحية المعارضة فهو يواجهه نفس الانتقادات التي كثيرا ما توجه إلى الجوهرة السمراء.
من بين رصيده خمس ضربات أمام أندورا، خمسة آخرون على حساب أرمينيا ولاتفيا؛ أربعة ضد لوكسمبورغ وليتوانيا والمجر وجزر فارو وإستونيا، وكلها بعيدة كل البعد عن النظر إليها حتى بين الدول المتوسطة في كرة القدم الدولية. أربعة أهداف فقط من أصل 95 لرونالدو جائت أمام فائز سابق بكأس العالم ولم يتم تسجيل أي منها على الإطلاق في مرحلة النهائيات من تلك المنافسة.
لدى بيليه أيضًا أهداف في أربع كؤوس مختلفة، لكنه يمكن أن يشير أيضًا إلى هزيمتين أخيرتين وثلاث ميداليات للفائزين. وعلى الرغم من أن رونالدو استفاد بالكامل من الطبيعة الفضفاضة لمسابقات الاتحاد الأوروبي المؤهلة لتعزيز إنجازاته الشخصية، فإن ضربات البرازيل أستطاعت التفوق على منافسهم الثقيل: ستة أهداف ضد الأرجنتين، وضربات أخرى لإنزال فرنسا وألمانيا الغربية، إيطاليا، إنجلترا وفريق أوزيبيو البرتغالي العظيم.
كل ذلك أثناء اللعب في عصر يتسم بالخوف من التعرض للعنف الجسدي معظم الوقت، ومن الإنصاف أن نقول إنه بينما يلعب رونالدو دور البطولة في وقت كانت فيه الأهداف أكثر ندرة مما كان عليه الحال في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي حيث أصبحت كرة القدم رياضة أكثر انغلاقاً، فلم يواجه نجم يوفنتوس أي عرقلة شرسة مثل تلك التى حدثت وتسببت بخروج بيليه خارج المباراة في كأس العالم 1966.
في النهاية، كما نأمل أن يرى الناس مما ذكرناه، من الصعب للغاية استخلاص نتائج من هذه المقارنات بين الأجيال.
سيسجل رونالدو كواحد من عظماء عصره وبالتأكيد بصفته هدافًا رائعًا، سواء سجل الأهداف التي يحتاجها للتغلب على الأسطورة البرازيلية أم لا.
بغض النظر عن عدد الأهداف التي قام بتسجيلها عندما يحين الوقت لاعتزاله الملاعب، فقد كان مقدرًا بالفعل أن ينضم إلى بيليه في ملاعب كرة القدم التي تضم الأساطير من كل العصور.




