Sergio Ramos Real Madrid 2017-18Getty Images

كيف أصبح راموس عدو الجمهور الأول بعد إصابة صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا؟

أحمد رضوان | تويتر


إنه الرجل الشرير الذي يحب الجميع كراهيته، إذا كانت كرة القدم مسرحية، فإن سيرخيو راموس سيدخل الملعب ملفوفاً بالرداء الأسود ومرتدياً قناع، وسينال صيحات الاستهجان وصافرات الجمهور الغاضب، لكن مدافع ريال مدريد معجب بدور الفتى الشرير على ما يبدو، وفي نفس الوقت يقوم بالتصرفات التي تجعله المفضل في السانتياجو بيرنابيو.

عاد المدافع الإسباني لتصدر العناوين مرةً أخرى يوم السبت الماضي، حيث أنه أكد أن محمد صلاح لم يكن ليؤثر على نهائي دوري أبطال أوروبا، وأنه لم يكن بمقدوره تغيير مسار الأميرة ذات الأذنين.

كان الفرعون المصري النقطة المضيئة لليفربول في نهائي كييف، لكن خرج متأثراً بالإصابة بعد تدخل راموس عليه، وأعطى الدفاع المدريدي أريحيةً كبيرة.

إن مناقشة تعمد نجم الملكي إصابة جناح الريدز من عدمه لن يجدي نفعاً، فمثل هذه التدخلات تحدث كثيراً في مباريات كرة القدم في جميع أنحاء العالم، وعادةً ما يكون على الصعب التأكد من تعمد الإيذاء في مثل هذه الحالات.

الأمر المؤكد الوحيد الآن هو أن صلاح أصيب في كتفه وخرج مبكراً وعلى وجهه دموع الخوف من عدم اللحاق بكأس العالم، وبالنسبة لريال مدريد فقد كان الأمر بمثابة قتل المنافس في مقتل، والاقتراب أكثر وأكثر من دوري أبطال أوروبا للموسم الثالث على التوالي.

قد يكون تصرف راموس جعله يخسر الكثير من المعجبين في ليفربول ومصر، لكنك لا يمكنك إنكار حقيقة أن هذا الأمر كان مؤثراً للغاية على الريدز.

لخص اللاعب الفرنسي السابق كريستوف دوجاري كل هذا التناقد بعد نهاية نهائي ذات الأذنين وقال لقناة ريال مدريد: "إن راموس عبقرياً بالفعل!"، وكان ذلك رداً على زميله السابق في منتخب فرنسا الذي رأي أن تصرف مدافع الملكي "مشيناً".

تابع مهاجم الديوك السابق حديثه عن قائد البلانكوس وقال: "إنه واحداً من أولئك المدافعين القادرين على جلب البطولات، والذين لا يقبلون إلا بالقمة؛ حسناً، إنه محتال وقذر، لكنك لا تستطيع أن تجادل في النتائج!"، دعوا أعداءه يلتمسونمعاقبته على الإنترنت، ويرفعون دعاوي بملايين الدولارات.

إن صحيفة راموس مليئة بالسوابق المماثلة لذلك، فمثلاً في نهائي دوري أبطال أوروبا لم يكتف بالتدخل على صلاح، بل قام أيضاً بالتدخل على لوريس كاريوس بمرفقه في عينه قبل دقائق من تسجيل بنزيمه الهدف الأول.

لم تكن حادثة المدافع الإسباني مع الفرعون هي الأولى مننوعها، فهناك العديد من الصحفيين الذين عادوا بالذاكرة إلى نهائي ذات الأذنين 2016-2017 ضد يوفنتوس، وكشفوا أن نجم الملكي حاول إصابة ألفيش بنفس الطريقة لكن البرازيلي نجا.

إذا عدنا إلى عام 2010 سنجد واقعةً مماثلة، كان بطلها ناتشو جونزاليس الذي تعرض للإصابة بنفس الطريقة وغاب عن الملاعب لمدة 6 أشهر، وهذه الإصابة تكررت أيضاً بعدها بعدا لألفارو فاديلو فتى ريال بيتيس وقتها.

هذا كله بالإضافة إلى البطاقات الحمراء التي تعود راموس الحصول عليها في الكلاسيكو بسبب تدخلاته على لاعبي برشلونة، ولعل أبرزها عندما انزلق عليه ميسي فتبعه راموس في الملعب وتربص له طوال اللقاء حتى تدخل بقوة على ساقيه، لكن لحسن الحظ لم يتعرض النجم الأرجنتيني لأي أذى، وبعد هذه المباراة صرح مدافع ريال مدريد وقال: "لم أقصد جرحه تماماً، لقد ارتكبت خطأً، لكنني لم أتعمد إحداث الضرر!".

سيرخيو راموس

هذه اللحظات الكثيرة من التدخلات وحالات التمثيل وغيرها هي التي تجسد شخصية راموس، لكن هناك جانباً آخر قد لا يروق للكثيرين تذكره، وهو عدد البطولات التي فاز بها طوال مسرته، وهي 4 ألقاب من دوري أبطال أوروبا ومثلهم من الدوري الإسباني، كأس العالم 2010، يورو 2008 و2012.

كان المدافع الدولي أحد أهم ركائز ريال مدريد ومنتخب إسبانيا خلال هذه البطولات جميعاً، كما أنه سجل مرتين في نهائيين مختلفين من ذات الأذنين، وبالرغم من أنه قد لا يبدو أفضل مدافع أو حتى الأكثر موهبةً، لكنه يعوض ذلك بتفانيه وقناعاته وشخصيته على أرضية الميدان، كذلك إصراره الدائم على تحقيق الفوز.

هذا التفاني وحب الفوز أحياناً يجعل من راموس شخصيةً حمقاء تقوم بتصرفاتٍ غير لائقة، لكن علينا جميعاً أن نعترف كذلك جماهير ليفربول أننا نحب أن نرى رجلاً مثل الدولي الإسباني في فريقنا، وأن كل الانتقادات التي يتعرض لها الآن ستتحول إلى هتافات إذا ارتدى قميص الفريق الذي نشجعه.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0